بلومبرغ
حذرت "إيرباص" شركات الطيران بأن بعض تسليمات الطائرات التي كانت مقررة في العامين المقبلين معرضة للتأخير، ما يشير إلى أن اضطراب سلسلة التوريد لدى أكبر شركة لصناعة الطائرات في العالم قد يمتد إلى ما هو أبعد من العام الحالي.
شركة صناعة الطائرات الأوروبية تخطر عملاءها على مدار الأسابيع الأخيرة بأن بعض عمليات التسليم المخطط لها في عامي 2025 و2026 معرضة للتأخر عن المواعيد النهائية المتعاقد عليها، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم كون المناقشات سرية. وأضاف الأشخاص أن تسليمات الطائرات قد تتأخر لأشهر عن موعدها الأصلي.
قالت "إيرباص" هذا الأسبوع إنها لن تتمكن من تسليم عدد الطائرات المتوقع مسبقاً لعام 2024، إذ تعاني نقصاً في المكونات تتراوح من المحركات وأجزاء من الهيكل إلى مكونات داخلية للمقصورة. كما أرجأت الشركة خطتها لرفع معدلات التصنيع الشهرية لطراز (A320) إلى 75 طائرة إلى ما بعد عام، ما يعني توفراً أقل من طرازها الأكثر طلباً من العملاء الذين يسعون إلى ترقية أساطيلهم.
تحديات سلاسل التوريد
قال الرئيس التنفيذي غيوم فوري في حديث عبر الهاتف هذا الأسبوع بعد بيان الشركة بخفض تسليماتها: "تواجه (إيرباص) في الوقت الحالي مشكلات مستمرة ومحددة في سلسلة التوريد"، مضيفاً أن بيئة التشغيل تدهورت مؤخراً "على خلفية التوترات الجيوسياسية، وفاقمتها تحديات سلسلة التوريد الخاصة بالقطاع".
انخفض سعر سهم "إيرباص" بنسبة 3.7% في باريس بعد أن نشرت "بلومبرغ نيوز" خبر التأخيرات. لتبلغ خسائر سهم شركة صناعة الطائرات، التي يقع مقرها في تولوز بفرنسا، 6.5% هذا العام.
نفاد الإنتاج
باعت الشركة إلى حد كبير إنتاجها من طائرات (A320) حتى نهاية العقد، كما أنه من الصعب الحصول على طرازي (A330) و(A350) عريضتي البدن خلال السنوات القليلة المقبلة، إذ تدفع طفرة السفر شركات الطيران إلى شراء الطائرات بأعداد قياسية.
ومع تمديد مواعيد التسليمات حتى 2026، ستتجاوز التأخيرات الجديدة المدة التي تم الإبلاغ عنها سابقاً، وكان فوري قد حذر من أن قيود سلسلة التوريد ستظل قائمة لمدة تتراوح من سنتين إلى 3 سنوات قادمة.
حذرت "إيرباص" في وقت متأخر من يوم الإثنين من أنه إلى جانب التعديلات في عمليات التسليم ومعدلات الإنتاج، ستسجل الشركة أيضاً أرباحاً وتدفقات نقدية هذا العام أقل مما كان متوقعاً سابقاً، ويرجع ذلك جزئياً إلى التكاليف في وحدتها الخاصة بالفضاء. ونتيجة لذلك، تراجع سعر السهم 10%.
رفض متحدث باسم "إيرباص" التعليق على خبر التأخيرات المحتملة، معللاً بأن الاتفاقيات مع العملاء سرية. وقال إن العملاء والموردين على دراية بالتوجيهات الجديدة التي أصدرتها شركة صناعة الطائرات هذا الأسبوع.
تكاليف أعلى
أعرب مشترو الطائرات عن أسفهم لحقيقة أنهم لن يحصلوا على الطائرات بالسرعة التي يرغبونها، ما يعني أنهم في الغالب سيضطرون إلى الاعتماد على الطرز القديمة لفترة أطول. وهو ما من شأنه أن يرفع التكاليف لأن الطائرات القديمة تتطلب المزيد من الصيانة وتحرق كميات أكبر من الوقود.
عانى عملاء "إيرباص" بالفعل من توقف عدد كبير من الطائرات بسبب خلل في محركات طائرات (إيه 320)، كما اضطرت منافستها "بوينغ" إلى خفض إنتاجها لحل مشكلة في التصنيع بعد حادث كاد أن يكون مميتاً وقع لإحدى طائراتها في يناير الماضي.