"أدنوك" ترد على التكهنات: لا توقف للصفقات والتوسع مستمر

شركة الطاقة الإماراتية العملاقة أعلنت سلسلة من عمليات الاستحواذ ضمن خطة لاستثمار 150 مليار دولار بحلول 2027

time reading iconدقائق القراءة - 12
لافتة تحمل شعار \"أدنوك\" - المصدر: بلومبرغ
لافتة تحمل شعار "أدنوك" - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

أصبحت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، عملاقة النفط الحكومية، التي تدعم ازدهار الاقتصاد في دولة الإمارات العربية المتحدة، من أنشط الشركات في إبرام الصفقات في قطاع الطاقة، في سياق تطلعها إلى التوسع عالمياً.

لكن توقف صفقاتها في الأشهر الأخيرة أثار تكهنات بأن نشاط "أدنوك" فقد قوته الدافعة. بيد أن كلاوس فروليتش، المصرفي السابق في بنك "مورغان ستانلي" الذي يقود معظم خطط "أدنوك" للتوسع دولياً، يقول إن الأمر خلاف ذلك.

قال فروليتش، المدير التنفيذي للاستثمار لدى "أدنوك"، في مقابلة نادرة خلال وقت سابق من الشهر الجاري، إنه على الرغم من أن الشركة ستظل منضبطة دائماً، فإنها "تتقدم بكامل طاقتها" في توسعها، وتسعى إلى "استمرار موجة الصفقات بشكل جيد".

وأوضح أن "(أدنوك) تنفذ خطتها وتبني محفظتها الاستثمارية في القطاعات الرئيسية من الغاز والغاز الطبيعي المسال والكيماويات وكذلك مصادر الطاقة المتجددة، وشيئاً فشيئاً، بدأت كل المجالات في التناغم".

نجح سلطان الجابر، الرئيس التنفيذي لـ"أدنوك"، في إحداث تحول في أكبر شركة منتجة للنفط في البلاد خلال السنوات القليلة الماضية.

عمل الجابر على تدفق مليارات الدولارات إلى الشركة عن طريق بيع أسهم في بعض وحداتها الرئيسية وجذب مستثمرين دوليين مثل "بروكفيلد أسيت مانجمنت" (Brookfield Asset Management)، وشركة الاستثمار العالمي "كيه كيه آر آند كو" (KKR & Co) لضخ الاستثمارات في البنية التحتية للشركة. كذلك كان الجابر المهندس الرئيسي لخطة "أدنوك" للتوسع دولياً.

وأعلنت شركة الطاقة العملاقة عن سلسلة من عمليات الاستحواذ بموجب خطة لاستثمار 150 مليار دولار بحلول عام 2027 لتوسيع نطاق وجودها في الداخل وتعزيز تواجدها دولياً.

موجة من النشاط في مايو

سجلت "أدنوك" موجة من النشاط خلال شهر مايو، إذ اشترت حصة في مشروع تصدير الغاز الطبيعي المسال التابع لشركة "نكست ديكيد" (NextDecade Corp) في تكساس، في أول عملية استحواذ لها في الولايات المتحدة والتي منحتها أيضاً عقد توريد لمدة 20 عاماً.

كما وافقت الشركة على شراء حصة 10% في مشروع للغاز الطبيعي في موزمبيق.

وباعت "أدنوك" أسهماً بقيمة 935 مليون دولار في طرح ثانوي لوحدة الحفر التابعة لها، مما أدى إلى زيادة أسهم الشركة المتداولة إلى أكثر من 16%.

وقال فروليتش: "نحن نؤمن بشدة بالغاز ومستقبله كوقود انتقالي. ومن أجل تحسين نشاطنا في مجال الغاز الطبيعي المسال اليوم وحتى نكون مورداً موثوقاً به لعملائنا، نحتاج إلى أن نبني تواجداً عالمياً".

لكن "أدنوك" انسحبت في الأشهر الأخيرة من صفقة استحواذ محتملة في البرازيل وعلقت أخرى في إسرائيل. ويبدو أن المحادثات بشأن صفقات مع شركة "كوفيسترو" (Covestro AG) الألمانية أو شركة "أو إم في" (OMV) النمساوية قد تعثرت.

وقال فروليتش: "ندخل في كل صفقة على أمل أن نتمكن من إنجازها ولكن لن يكون ذلك من خلال المساومة على معايير القيمة والانضباط".

تتوافق طموحات "أدنوك" للتواجد على الساحة الدولية بشكل وثيق مع استراتيجيتها للتوسع المحلي، حيث تعمل على تعزيز الطاقة الإنتاجية من الغاز الطبيعي المسال في مشروع "الرويس"، وفقاً لفروليتش.

الصفقات في قطاع الكيماويات

في قطاع الكيماويات، تجري "أدنوك" حالياً محادثات لشراء شركة "كوفيسترو" الألمانية –في صفقة منفصلة– لدمج شركة البتروكيماويات المحلية التابعة لها "بروج" مع منافستها "بورياليس"، التي تسيطر عليها شركة النفط والغاز النمساوية "أو إم في".

رفض فروليتش التعليق على الوضع الحالي للمحادثات مع "كوفيسترو"، لكنه قال إن الشركة "رائعة ولديها فريق إدارة رائع".

وأضاف أن "أدنوك": "تؤمن إيماناً راسخاً بمستقبل صناعة الكيماويات سواء المستمدة من الهيدروكربونات ومن المواد الخام الدائرية أو النفايات المعالجة والمواد العضوية".

تعمل "كوفيسترو"، التي يقع مقرها في ليفركوزن بغرب ألمانيا، على أشكال مستدامة من المواد، وتستخدم المواد الخام المعاد تدويرها والطاقة المتجددة في إنتاجها.

في معرض حديثه عن شركة "أو إم في"، التي استحوذت "أدنوك" فيها على 25% من شركة "مبادلة للاستثمار" في أبوظبي، قال فروليتش إن شركة النفط والغاز النمساوية الرائدة تعد "استثماراً رائعاً في شركة مقومة بأقل من قيمتها". وترى "أدنوك" قيمة طويلة المدى في الشراكة التي قال فروهليتش إنها "بالغة الأهمية بالنسبة لنا".

ورداً على سؤال حول الاندماج بين شركة "بروج" للبتروكيماويات التابعة لأدنوك ووحدة البولي أوليفينات التابعة لشركة "أو إم في" "بورياليس"، أكد فروليتش أن كلا الطرفين بحاجة إلى التوافق وأن يعتبر ذلك مفيداً. وقال: "يمكن لشركتي (أو إم في) و(أدنوك) تحقيق الكثير من خلال التعاون فيما بينهما".

تصنيفات

قصص قد تهمك