بلومبرغ
عادت أقدم الصحف البريطانية وأوسعها تأثيراً، "ذا تليغراف"، مرة أخرى إلى منصة المزاد بعد قرار شركة الاستثمار المدعومة من الإمارات "ريد بيرد آي إم آي" رسمياً بعدم المضي في صفقة الاستحواذ المقترحة، بعد ضجة في الأوساط السياسية.
قالت "ريد بيرد آي إم آي" يوم الثلاثاء إنها ستبيع حقوقها في صحيفة "ذا تليغراف" وكذلك في مجلة "ذا سبكتاتور"، فأشعلت بذلك معركة في وسائل الإعلام للسيطرة على مطبوعتين اشتهرتا بالارتباط الوثيق بالأوساط العليا في حزب المحافظين.
"ذا سبكتاتور" هي أقدم مجلة أسبوعية في العالم مستمرة في صدورها، فيما يعود تاريخ الـ"ديلي تليغراف" إلى عام 1855، وتزعم لنفسها السبق في تغطية اندلاع الحرب العالمية الثانية.
تصدرت المطبوعتان مسرح الأحداث في الصيف الماضي، عندما استولت مجموعة "لويدز بانكينغ غروب" على أصولهما من عائلة باركلي، التي بلغت ديونها لصالح البنك 1.2 مليار جنيه إسترليني (1.5 مليار دولار).
عقد البنك مزاداً على تلك الأصول، إلا أن عائلة باركلي سددت ديونها في ديسمبر بقرض من "رد بيرد آي إم آي" – وهي مشروع مشترك بين شركة "رد بيرد كابيتال بارتنرز" وصندوق "آي إم آي" الذي يملك فيه نائب رئيس دولة الإمارات الشيخ منصور بن زايد آل نهيان حصة أغلبية.
كان جيف زوكر، رئيس شبكة "سي إن إن" سابقاً، يعتزم الاستحواذ على "ذا تليغراف" كجزء من الصفقة، لكن أعضاء من حزب المحافظين أفشلوا هذه الخطوة، خوفاً من خطر سيطرة دولة أجنبية على صحيفة بريطانية.
اقرأ أيضاً: "رد بيرد" تبيع حقوقها في صحيفة "ذا تليغراف" بعد اعتراض بريطاني
استعانت شركة "رد بيرد آي إم آي" ببنك الاستثمار "ريني غروب" (Raine Group)، ومقره في نيويورك، للمساعدة في إدارة عملية البيع إلى جانب شركة "روبي وارشو" (Robey Warshaw)، ومقرها لندن.
وفيما يلي بعض المرشحين للمشاركة في المزاد:
جوناثان هارمسورث
يُعتقد أن مالك صحيفة "ديلي ميل" ورئيس مجلس إدارتها جوناثان هارمسورث، المعروف أيضاً باسم اللورد روثرمير، مهتم بالصفقة. وقد قدمت شركة "ديلي ميل آند جنرال ترست" عرضاً للاستحواذ على "ذا تليغراف" في عام 2004، واستكشفت بعض المداخل إلى ذلك في السنوات الأخيرة، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
استعانت صحيفة "ذا تليغراف" بالشركة في بيع إعلاناتها المطبوعة في عام 2021. ولكي توافق جهات مكافحة الاحتكار على هذه الصفقة، قد تضطر شركة "ديلي ميل آند جنرال ترست" إلى القول إن صحفها في سوق الصحافة المتوسطة تستهدف جمهوراً مختلفاً عن قراء "ذا تليغراف".
دانييل كريتينسكي
شارك الملياردير التشيكي دانييل كريتينسكي في مزاد العام الماضي على صحيفة "ذا تليغراف" قبل أن تتدخل "رد بيرد آي إم آي".
تمتد اهتمامات كريتينسكي من محطات الكهرباء إلى تجارة التجزئة، وهو يملك حصة الأقلية في قناة "تي إف1" (TF1) التلفزيونية الفرنسية، بجانب مجلات متنوعة، من بينها الطبعة الفرنسية من مجلة "أل" (Elle).
وفي المملكة المتحدة، يمتلك الملياردير التشيكي حصصاً في سلسلة "سينسبري" للبقالة وشركة "إنترناشونال ديستريبيوشنز سيرفيسيز" المالكة لـ"رويال ميل" والتي رفضت مؤخراً عرضاً من رجل الأعمال بالاستحواذ عليها استحواذاً كاملاً.
بول مارشال
كتب مدير صندوق التحوط بول مارشال، وهو أحد المدافعين بقوة عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مقالات سجالية في "ذا تليغراف"، ومول موقع مقالات الرأي على الإنترنت "أنهيرد" (UnHerd)، الذي توجد مكاتبه في شارع ويستمنستر، وهو نفس الشارع الذي يوجد به مقر مجلة "ذا سبكتاتور".
دعم مارشال أيضاً شبكة التلفزيون اليمينية الناشئة "جي بي نيوز" (GB News). وكان رئيس مجلس إدارة "ذا سبكتاتور" أندرو نيل رئيس أول مجلس إدارة تأسيسي لها.
قال أشخاص مطلعون إن الشريك المؤسس ورئيس شؤون الاستثمار في صندوق التحوط "مارشال ويس" ناقش مع مؤسس شركة "سيتاديل" كين غريفين إمكانية توفير دعم مالي للاستحواذ على شركة "تليغراف ميديا غروب".
ديفيد مونتغمري
وصفت شركة "ناشونال وورلد"، التي يديرها الخبير الإعلامي ديفيد مونتغمري، نفسها بأنها المنافس "الأفضل تأهيلاً" على صحيفة "ذا تليغراف"، وذلك في بيان أصدرته بعد أن منعت الحكومة البريطانية فعلاً استحواذ "رد بيرد آي إم آي" على الصحيفة.
تمتلك شركة "ناشونال وورلد"، وهي أحدث شركة استثمار مدرجة يمتلكها مونتغمري، أكثر من 100 صحيفة إقليمية في المملكة المتحدة، من بينها "ذا سكوتسمان" و"يوركشاير بوست" وصحف محلية بريطانية أخرى.
قال مونتغمري، الذي عمل في السابق رئيساً تنفيذياً لمجموعة "ميرور غروب"، إن الصفقة لن تتأثر بمشاكل المنافسة.
روبرت مردوخ
على مدى عدة عقود، كان لدى روبرت مردوخ، مالك شركة "نيوز كورب"، رغبة شديدة في الاستحواذ على مجلة "ذا سبكتاتور"، وسبق له أن تقدم لشرائها، بحسب تقرير نشرته "بلومبرغ" العام الماضي.
اقرأ أيضاً: تابعة لمردوخ تبحث تقديم عرض مشترك لشراء صحيفة "ذا تلغراف"
الأصعب من ذلك هو استحواذ مردوخ على مجموعة "تليغراف ميديا غروب" الأكبر حجماً بكثير، والتي يتداخل اهتمامها بتلك الشريحة من الصحافة المحافظة مع الصحيفتين اللتين يملكهما في بريطانيا – "تايمز" و"صنداي تايمز" – بالإضافة إلى صحيفته الشعبية "ذا صن". وإذا شارك في المزاد، فإن تركيز قطب الإعلام سيظل على الأرجح منصباً على مجلة "ذا سبكتاتور" وحدها.