بلومبرغ
حظرت المناطق العسكرية والمجمعات السكنية الخاصة بالعسكريين بالصين استخدام سيارات شركة "تسلا" بسبب مخاوف بشأن البيانات الحساسة التي يتم جمعها بواسطة الكاميرات المدمجة في المركبات.
ونصح الأمر الذي أصدره الجيش الصيني، مالكي سيارات "تسلا" بإيقاف مركباتهم خارج المنشآت العسكرية، وفقا لمصادر مطلعة على التوجيه، طلبت عدم الكشف عن هويتها.
وجاء الحظر، الصادر لسكان المساكن العسكرية الأسبوع الجاري، بسبب مخاوف من أن أكبر مصنعة للسيارات الكهربائية في العالم تجمع بيانات حساسة عبر الكاميرات المدمجة في السيارات بطريقة لا تستطيع الحكومة الصينية رؤيتها أو السيطرة عليها، حسبما قال مصدر.
وجرى تداول صور لما يُزعم أنه إشعار أو توجيه بشأن حظر دخول سيارات تسلا للمواقع العسكرية على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية.
وقال الإشعار إن الكاميرات متعددة الاتجاهات وأجهزة الاستشعار بالموجات فوق الصوتية في سيارات "تسلا" قد "تكشف المواقع". ويتم منع المركبات من دخول أماكن الإقامة للعسكريين لضمان سلامة المعلومات العسكرية السرية - بما يمثل تهديداً للأمن القومي. ورفض ممثل لشركة "تسلا" في الصين التعليق على خطوة الجيش إزاء سيارات الشركة. ولم ترد وزارة الدفاع الصينية على الفور على الفاكس المرسل بعد ساعات العمل.
وتستخدم "تسلا" مثل العديد من شركات صناعة السيارات الأخرى بما في ذلك شركة "جنرال موتورز"، العديد من الكاميرات الصغيرة، الموجودة بشكل أساسي في الجزء الخارجي من السيارة، للمساعدة في وظائف توجيه وقوف السيارات والقيادة الذاتية.
الكاميرا الداخلية
وتحتوي معظم طرازات "تسلا" أيضا على كاميرا داخلية مثبتة فوق مرآة الرؤية الخلفية يمكن استخدامها لاكتشاف ما إذا كان السائق ينظر إلى الطريق، أو ينظر إلى أسفله، أو يرتدي نظارة شمسية أو ينظر إلى شيء آخر تماما.
وتنتج "تسلا"، التي يقع مقرها في كاليفورنيا، سيارات من طراز "3" والسيارة الرياضية متعددة الاستخدام كروس أوفر SUV، في مصنع "غيغا" (Gigafactory) بالقرب من شنغهاي.
ولم تتهرب الشركة من مواجهة الواقع، وغرد رئيسها التنفيذي إيلون ماسك في أبريل 2019 بأن الكاميرا الداخلية موجودة بهدف المساعدة في المنافسة مع تطبيقات مشاركة السفر "أوبر"/ "ليفت"( Uber / Lyft)/، والسماح للناس بكسب الأموال من سيارتهم، في إطار أسطول "تسلا" المشترك للقيادة الذاتية. وأوضح ماسك "في حالة قيام شخص ما بالعبث في سيارتك أو إفسادها، يمكنك مشاهدته بواسطة الكاميرا".
ومنذ ذلك الحين، بدأت "تسلا" في استخدام الكاميرات الداخلية للسيارات لمراقبة ما تسميه مختبري بيتا (القيادة الذاتية الكاملة)، أو مالكي سيارات "تسلا" الذين تطوعوا لاختبار قدرات الشركة لمساعدة السائق.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، غرد ماسك بأن الإصدار التجريبي من خدمة القيادة الذاتية الكاملة قد تم توسيعه ليشمل حوالي 2000 من ملاك السيارات، لكن "تسلا" أيضا "ألغت النسخة التجريبية حيث لا يولي السائقون اهتماما كافيا للطريق". وقال ماسك إن الإصدار المهم التالي من خدمة القيادة الذاتية الكاملة سيكون في أبريل.
وقال أحد المصادر إن القلق بشأن هذا البرنامج ساهم في الحظر الذي فرضه الجيش الصيني على استخدام سيارات "تسلا".
وقال ممثل "تسلا" إنه لم يتم تشغيل أي من الكاميرات الداخلية في سيارات الشركة المباعة في الصين أو جزء من تجربة "القيادة الذاتية الكاملة". وأضاف أن سياسات الخصوصية في "تسلا" تتوافق مع القوانين الوطنية واللوائح المحلية في الصين.
الاعتذار للصين
وتعتبر الصين، أكبر سوق للسيارات الكهربائية في العالم، عاملا رئسيا لتحقيق طموحات ماسك لزيادة النمو أو التوسع عالميا.
وتلقت "تسلا" دعما كبيرا من الدولة لبناء المصنع بالقرب من شنغهاي، وهو أول مصنع لها خارج الولايات المتحدة، وكانت استراتيجية ماسك تقوم على الإذعان للحكومة، على عكس نهجه الأكثر نضالا أو عدوانية في الولايات المتحدة.
وفي الآونة الأخيرة، يبدو أن أسلوب ماسك قد تغير. وأثارت الجهات التنظيمية في الصين مع "تسلا" مشاكل تتعلق بالجودة والسلامة في سياراتها، بما في ذلك نشوب الحرائق في البطاريات والتسارع غير الطبيعي.
واضطرت شركة صناعة السيارات أيضا لإصدار اعتذار علني لشبكة كهرباء الدولة الصينية في أوائل فبراير بعد أن أظهر مقطع فيديو يزعم أن الموظفين يلومون الحمل الزائد في شبكة الكهرباء الوطنية على الأضرار التي لحقت بسيارة أحد العملاء.
ووسعت تسلا فريقها الإعلامي بالصين بعد التعثر في السوق الرئيسية. وهذه ليست المرة الأولى التي تجد فيها "تسلا" نفسها في وسط الجدل حول استخدام الكاميرات.
وفي الأسبوع الماضي، قالت مجموعة من القراصنة إنهم اخترقوا مجموعة من بيانات كاميرات الأمان التي جمعتها شركة "فيركادا إنك" (Verkada Inc) الناشئة في وادي السليكون، وتمكنوا من الوصول إلى أنواع مختلفة من اللقطات، بما في ذلك الخاصة بمخازن "تسلا" في شنغهاي.
وقال المتسللون إنهم حصلوا على بيانات تخص 222 كاميرا في مصانع ومخازن "تسلا" وإن خرق البيانات تم بهدف نشر المراقبة بالفيديو وسهولة اختراق الأنظمة. وقالت "تسلا" بالصين لـ "بلومبرغ" إن إحدى الشركات الموردة لها قد تعرضت للاختراق، وإن البيانات الخاصة بمصنعها في الصين "غيغا" مخزنة في خوادم محلية آمنة.