بلومبرغ
عقدت "نيوز كورب" التابعة لروبرت مردوخ محادثات مع الشركة المالكة لصحيفة "ديلي ميل" وصندوق استثمار "رِد بيرد آي إم آي" (RedBird IMI) المدعوم من الإمارات بشأن استحواذ مشترك محتمل على "ذا تلغراف" (the Telegraph)، التي تعد إحدى أشهر الصحف في المملكة المتحدة، وفق أشخاص مطلعين على الأمر.
سيؤدي تقديم الشركات الثلاث عرضاً مشتركاً إلى حصول "رِد بيرد آي إم آي" على حصة أصغر، ما قد يهدئ مخاوف الساسة البريطانيين إزاء سيطرة دولة أجنبية على وسيلة إعلام تقليدية، بحسب الأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم خلال مناقشة محادثات سرية.
عقد ممثلون من شركة "ديلي ميل آند جنرال ترَست" (Daily Mail and General Trust)- مالكة صحيفة "ديلي ميل" التي يسيطر عليها جوناثان هارمزورث- ووحدة "نيوز يو كيه" التابعة لـ"نيوز كورب" محادثات عبر القنوات الخلفية بشأن كيفية تشكيل هيكل هذا الكيان المشترك، وفق الأشخاص.
تحقيقات في الصفقة
أحاطت الضبابية بمصير ملكية "تلغراف" لشهور. ففي العام الماضي وافقت "رِد بيرد آي إم آي"- وهي مشروع مشترك بين شركة استثمار مقرها في نيويورك وشركة استثمار إعلامي مدعومة من الإمارات- على تقديم قروض بنحو 600 مليون جنيه إسترليني (750 مليون دولار) للاستحواذ على حصة مسيطرة في "تلغراف" من عائلة باركلي؛ حيث تم وضع اليد على الصحيفة بعد تخلف العائلة عن سداد أقساط ديون.
لكن بعض المشرعين البريطانيين أثاروا مخاوف إزاء السيطرة الأجنبية على وسيلة الإعلام، وعرقلت التحقيقات البريطانية الصفقة، فيما يحوم حولها مقدمو عروض الشراء المنافسون.
رفضت "ديلي ميل آند جنرال ترَست" و"نيوز يو كيه" التعليق، وكذلك "رِد بيرد آي إم آي"، التي اكتفت بنفي مشاركتها في المحادثات.
استبعاد عرض رابع
رغم تلقي "رِد بيرد آي إم آي" التي يديرها جيف زوكر الرئيس السابق لشبكة "سي إن إن" مقترحات من عدد من الأطراف المهتمة بالشراكة، إلا أنها ما تزال تركز على شراء الصحيفة كاملة، وفق أحد المطلعين على المحادثات.
قد يُستبعد مقدم عرض شراء رابع، هو بول مارشال مدير صندوق تحوط "مارشال ويس" (Marshal Wace) والشريك المؤسس له، من العرض المشترك، وفق الأشخاص. فيما رفض مارشال التعليق.
بدأت المحادثات عندما انتقد نواب حزب المحافظين الذي يتولى السلطة في المملكة المتحدة استحواذ "رِد بيرد آي إم آي" على صحيفتي "ذا تلغراف" و"ذا سبكتاتور"، وفق الأشخاص.
تعديل قانوني مرتقب
يملك الشيخ منصور بن زايد نائب رئيس دولة الإمارات، حصة الأغلبية في "رِد بيرد آي إم آي"، ما أثار مخاوف حكومة رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إزاء ملكية دولة أجنبية لوسائل إعلام محلية، وفق ما كشفته "بلومبرغ" سابقاً.
ويُرتقب أن يقرر سوناك خلال الأيام المقبلة ما إذا كانت الحكومة ستقدم مقترحاً بتعديل قانوني في البرلمان، من شأنه أن يجعل سعي الدول الأجنبية إلى الاستحواذ على مصالح تجارية في قطاع الإعلام البريطاني أكثر صعوبة.
كان من المقرر أن تقدم هيئة المنافسة والأسواق البريطانية وهيئة تنظيم الاتصالات في المملكة المتحدة (Ofcom) يوم الإثنين، نتائج تحقيقيهما في الصفقة إلى وزيرة الاتصالات لوسي فريزر.
تهدئة مخاوف المشرعين
بينما قد يهدئ عرض الشراء المشترك القلق إزاء مشاركة الإمارات، فقد يثير مخاوف جديدة بخصوص التعددية والمنافسة الإعلامية إذا استحوذ هارمزورث ومردوخ على حصة أكبر في كبرى وسائل الإعلام البريطانية.
وفق أحد السيناريوهات قيد المناقشة، تستحوذ "رِد بيرد آي إم آي" على حصة تصل إلى 25% في "ذا تلغراف"، سعياً إلى تهدئة المخاوف إزاء تدخل دولة أجنبية، وفق الأشخاص، فيما لفتوا إلى أن المحادثات مبدئية ولم يتأكد ما إذا كانت الأطراف المشاركة ستتوصل إلى اتفاق بشأن هيكل الكيان المشترك.
اقترح صندوق "ديلي ميل آند جنرال ترَست" وشركة "نيوز يو كيه" في وقت سابق مشروعاً مشتركاً لدمج أنشطة النشر التابعة لهما.
في الوقت الراهن، يشعر زعيم حزب العمال المعارض كير ستارمر بالقلق إزاء ملكية دولة أجنبية لوسائل إعلام بريطانية، لكنه لا يعارض بشدة عرض "رِد بيرد آي إم آي"، وفق شخص على دراية برأيه. ويتناقض ذلك مع تصريح أدلت به وزيرة ثقافة حكومة الظل تانغام ديبونير في عطلة هذا الأسبوع يشير إلى عزم حزب العمال معارضة الاستحواذ.