الشرق
تسارع إقبال الشركات السعودية المدرجة في البورصة على إصدار الصكوك في الأسواق الدولية هذا العام، وارتفعت بأكثر من 3.5 مرة خلال أول شهرين، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
تواصل هذا الإقبال بإعلان مصرف الراجحي يوم الثلاثاء، عن بدء طرح صكوك مستدامة مقومة بالدولار بموجب برنامجه للصكوك الدولية.
تحتاج الشركات، وخاصة بنوك المملكة إلى سيولة في الوقت الحالي، وهو ما قد يدفعها إلى سوق الدين. يقول أحمد شمس الدين، رئيس قطاع البحوث في شركة "إي إف جي هيرميس القابضة" لـ"الشرق" إن السيولة لدى البنوك السعودية محدودة، في الوقت الذي تتزايد فيه احتياجات تمويل مشاريع رؤية 2030، مشيراً إلى أن هناك حاجة كبيرة إلى تنشيط سوق الدين في المملكة كما حدث مع سوق رأس المال خلال السنوات السبع الماضية، وهو ما سيوفر فرصاً كبيرة في السوق.
تنفيذ مشاريع الرؤية الضخمة، هو الدافع الرئيسي وراء تزايد إصدارات الصكوك الدولية هذا العام في السعودية، وفق مهدي بوبوت، مدير أول محفظة الدخل الثابت أرقام كابيتال. أضاف أن هذه المشاريع تتطلب تمويلاً كبيراً سواء على المستوى السيادي أو الشركات لتنفيذ مشروعات البنية التحتية الضخمة.
بجانب الشركات في المملكة، جمع صندوق الاستثمارات العامة ملياري دولار من إصدار صكوك هذا العام.
اقرأ أيضاً: مورغان ستانلي: السيادي السعودي قد يطرق باب سوق الدين مجدداً هذا العام
إصدارات الصكوك الدولارية في السعودية خلال شهري يناير وفبراير
المصدر | أجل الإصدار (بالعام) | حجم الإصدار (مليون دولار) | العائد | علاوة المخاطر (نقطة أساس) |
البنك السعودي الفرنسي | 5 | 700 | 5% | 105 |
الشركة السعودية للكهرباء | 5 | 800 | 4.94% | 90 |
الشركة السعودية للكهرباء | 10 | 1400 | 5.19% | 110 |
البنك الأهلي السعودي | 5 | 850 | 5.129% | 90 |
مصرف الإنماء | 5.5 | 1000 | 6.5% | |
المراكز العربية (سينومي سنتر) | 5 | 500 | 9.5% | 526.4 |
تفضل الشركات في الوقت الحالي استغلال السيولة المتواجدة في السوق المتجه إلى الصكوك سواء من المستثمرين الأفراد أو المؤسسات، وما يعزز تلك السيولة هو العائد المرتفع على أداة الدين الإسلامية منذ 2022 بسبب ارتفاع أسعار الفائدة، وهو ما خلق أموالاً إضافية لدى المستثمرين يسعون إلى إعادة استثمارها، بحسب بوبوت.
اقرأ أيضاً: "السعودية للكهرباء" تسترد صكوكاً محلية ودولية بـ7.5 مليار ريال
أغلب الشركات التي قامت بطرح صكوك هي مصارف سعودية تواجه شح سيولة مع ارتفاع القروض على حجم الودائع. يقول بوبوت إن هناك حاجة أكيدة للسيولة من قبل البنوك السعودية، فهم الداعمون الأساسيون لرؤية المملكة. وأكد في الوقت ذاته أن البنوك السعودية في وضع صحي ولديهم ميزانيات جيدة وهو ما يزيد الإقبال على إصداراتها.
علاوة المخاطر التي تحملتها البنوك هذا العام، وهي الفرق بين العائد على الصكوك والعائد على سندات الخزانة الأميركية لذات الأجل، تراوحت بين 90 و110 نقاط أساس، وهي قريبة من علاوة مخاطر إصدار الصكوك الخاص بصندوق الاستثمارات العامة هذا العام والبالغة 85 نقطة أساس، ما يشير إلى محدودية التكلفة التي تتحملها هذا البنوك.
ما يزيد الإقبال على إصدارات البنوك السعودية هو التسعير الجاذب لها، وفق بوبوت. وقال: "من المهم للبنوك تسعير السوق على نحو جاذب. تقوم البنوك بذلك، وهي ناجحة لأن الأسعار التي يوفرونها تنافسية".