بلومبرغ
خلافاً لمعظم المستثمرين السياديين في أبوظبي، الذين يديرون أصولاً تتجاوز 1.5 تريليون دولار، تهدف "أبوظبي كاتاليست بارتنرز" ( Abu Dhabi Catalyst Partners) إلى تحقيق ما هو أكثر بكثير من مجرد الربح لأصحابها.
"أبوظبي كاتاليست بارتنرز"، المعروفة اختصاراً باسم "إيه دي سي بي" (ADCP)-وهي مشروع مشترك بين "مبادلة للاستثمار" البالغ حجم أصولها المدارة 276 مليار دولار و"ألفا ويف غلوبال" (Alpha Wave Global)- تركز على تشجيع الشركات لتأسيس أعمالها في سوق أبوظبي العالمي، منطقة الأعمال الرئيسية في الإمارة، مقابل ضخ استثمارات فيها.
الاستثمار مقابل التأسيس
قالت فاطمة النعيمي، الرئيس المشارك لـ"مبادلة كابيتال سولوشنز" ( Mubadala Capital Solutions)، التي تضم "إيه دي سي بي"، في مقابلة: "الفكرة هي كيفية الاستثمار في الشركات والمديرين ومن ثم دعم النظام البيئي لسوق أبوظبي العالمي من خلال جعلهم يؤسسون وجوداً حقيقياً في أبوظبي". وأضافت أن مثل هذا الالتزام يعني أن الشركات المدعومة من "إيه دي سي بي" بحاجة إلى "أن يكون لها وجود استثماري أو تشغيلي حقيقي" في المركز المالي.
"مبادلة" تطلق وحدة استثمارية لجذب المكاتب العائلية بمشاركة "أبولو"
استثمرت "أبوظبي كاتاليست بارتنرز" في 29 شركة منذ تأسيسها عام 2019، وتساعد في توفير نحو 400 وظيفة جديدة في السوق. وقالت النعيمي إنه من أصل رأس مال قيمته 1.7 مليار دولار تلقته من مساهميها، أنفقت الشركة نحو 1.3 مليار دولار.
وأضافت أن "إيه دي سي بي" تهدف هذا العام إلى إتمام ما بين أربع إلى ثماني صفقات جديدة وتجري محادثات مع العديد من "الأسماء العالمية الكبرى"، رافضةً الكشف عن أي أسماء.
قالت "إيه دي سي بي"، اليوم الخميس، إنها ضخت استثماراً استراتيجياً في صندوق ثانوي تابع لشركة الأسهم الخاصة الفرنسية "أرديان" (Ardian). وفي إطار الصفقة، التزمت "أرديان"، التي لديها بالفعل وجود في "سوق أبوظبي العالمي"، بالتوسع داخله. وفي السنوات القليلة الماضية، استثمر الطرفان في أموال أحدهما الآخر، وكانت "أرديان" مستثمراً رئيسياً في "مبادلة كابيتال" (Mubadala Capital).
أكبر تجمع للثروة السيادية
تضم أبوظبي، وهي مصدر رئيسي للنفط، أكبر تجمع للثروة السيادية في العالم، بما في ذلك مستثمرون مثل "القابضة" (ADQ) و"جهاز أبوظبي للاستثمار". ونجح "سوق أبوظبي العالمي" في اجتذاب مجموعة من صناديق التحوط الكبرى وشركات رأس المال الجريء وشركات العملات المشفرة في العام المنصرم، واجتذب في الآونة الأخيرة التزامات من شركات تدير أصولاً تقارب 450 مليار دولار. كما أنشأ المستثمر العالمي راي داليو فرعاً لمكتب عائلته في عاصمة الإمارات، في حين افتتحت شركة "بريفان هوارد أسيت مانجمنت" (Brevan Howard Asset Management)، وهي واحدة من أكبر صناديق التحوط في العالم، موقعاً في "سوق أبوظبي العالمي".
ودائماً ما كان يُنظر إلى منطقة الخليج الغنية على أنها مصدر سهل لرأس المال، وترسخت هذه النظرة في السنوات القليلة الماضية مع جفاف السيولة في أماكن أخرى.
الخليج.. معقل الفرص الاستثمارية
وضع ذلك المنطقة بقوة على خريطة الشركات التي تسعى إلى جمع أموال جديدة. لكن الآن، تطالب أبوظبي، وشركة "إيه دي سي بي" على وجه الخصوص، بأكثر من مجرد عوائد محتملة على استثماراتها.
هكذا أصبحت أبوظبي أحدث ملاذ لثروات مليارديرات العالم
قال ماكسيم فرانزيتي، الذي يشغل أيضاً منصب الرئيس المشارك لـ"مبادلة كابيتال سولوشنز": "أدرك بعض مديري الصناديق الذين اعتادوا المجيء إلى هنا بحقيبة أربع مرات في السنة لجمع رأس المال أنه إذا لم يكن لديك مكتب هنا، فإنك بدأت تصبح في وضع غير موات. لكننا لا نريد أن يأتي مدير أصول كبير إلى هنا، ويعين اثنين من موظفي المبيعات حتى يتمكنوا من جمع الأموال، وانتهى الأمر عند ذلك الحد".
وفي إشارة إلى الدور البارز الذي تلعبه منطقة الخليج على ساحة الاستثمار العالمي، قال فرانزيتي إنها الآن ليست بحاجة إلى إيجاد الفرص بنفسها. وتابع: "إذا كنت تريد أن تكون قريباً من شركات (مبادلة) في هذا العالم ومن شركات (ADQ) في هذا العالم، فعليك أن تكون في أبوظبي. لدينا الكثير من الوافدين لدرجة أننا نقوم في الواقع بالبحث فيما يأتي مع اختيار أفضل الشراكات".
الانطلاق في عصر ما بعد النفط
يقول دييغو لوبيز، رئيس مؤسسة صناديق الثروة السيادية العالمية لاستشارات البيانات والأبحاث: "هناك بالتأكيد اتجاه لصناديق الثروة السيادية لإنشاء شركات تابعة بهدف جذب رأس المال الأجنبي إلى الخليج، كوسيلة لضمان المرونة والاستدامة على المدى الطويل في عصر ما بعد النفط".
من يدير 2.7 تريليون دولار من أموال الخليج السيادية؟
تتراوح قيمة صفقات "إيه دي سي بي" عادةً بين 25 و100 مليون دولار. وكانت إحدى أولى استثماراتها في "كارلايل غروب" (Carlyle Group)، التي تعود علاقاتها مع أبوظبي إلى أكثر من عقد عندما استثمرت "مبادلة" في شركة الأسهم الخاصة العملاقة. كما استثمرت أيضاً في تطبيق التراسل "تليغرام" (Telegram)، وفي العام الماضي أقامت شراكة مع مدير صندوق البنية التحتية "إيه.بي. مولر كابيتال" ( A. P. Moller Capital).
اختتم فرانزيتي: "هذه واحدة من المناطق القليلة جداً في العالم التي يتوافر فيها رأس المال، وإذا كنت لم تجمع رأس المال هنا، فافعل ذلك الآن. فستستمر بالنمو من هنا، حيث تتمتع (أبوظبي كابيتال بارتنرز) بقوة كبيرة يمكن اغتنامها".