بلومبرغ
يواجه استحواذ شركة "777 بارتنرز" (777 Partners) على نادي "إيفرتون" لكرة القدم تدقيقاً متزايداً من مسؤولي الدوري الإنجليزي الممتاز الذين يدرسون مدى جدارة شركة الاستثمار بامتلاك نادي كرة قدم كبير، بحسب أشخاص مطلعين على الأمر.
بدأ صناع القرار في الدوري الممتاز تبني موقف أكثر تشككاً خلال الأسابيع الماضية، بعد إثارة شكوك حول مصادر تمويل الشركة، التي يقع مقرها في ميامي، وفقاً للأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لسرية المعلومات.
تمت الموافقة على الصفقة في سبتمبر الماضي، إلا إنه لتنفيذها، يجب أن تحصل على موافقة من إدارة الدوري الممتاز، فضلاً عن موافقة هيئة السلوك المالي البريطانية. لا تزال عملية التقييم جارية، ولم يتضح القرار الذي سيتخذه الدوري الممتاز في نهاية المطاف.
رفض المتحدثون باسم الدوري الإنجليزي الممتاز، و"إيفرتون"، و"777 بارتنرز" التعليق. لم يُعط الدوري الممتاز أي إشارة إلى الشركة أو النادي فيما يخص موقفه، وفقاً لما قاله شخصان مقربان من النادي. وأضاف أحدهما أن الدوري الممتاز طلب مزيداً من المعلومات المالية حول الشركة.
قدّم "إيفرتون"، الجمعة، أيضاً طعناً على قرار حديث أصدره الدوري الممتاز بخصم 10 نقاط من النادي لمخالفة القواعد المالية. ويُعرِّض هذا الخصم الفريق لخطر الخروج من البطولة المربحة التي يتنافس فيها 20 نادياً.
معاناة "إيفرتون"
تأسس نادي "إيفرتون" بمدينة ليفربول في 1878، ويعد أحد أكبر أندية كرة القدم في إنجلترا، وشارك باستمرار في بطولة الدوري الأكبر في البلاد منذ أوائل الخمسينيات.
رغم تاريخه، لم يفز النادي بأي بطولة منذ 2009، وكانت آخر مرة يفوز فيها بالدوري في 1987. وخلال السنوات الماضية، عانى النادي من الناحية المالية خارج الملعب، وقدّم داخله أداءً سيئاً.
جرى التوصل إلى صفقة لشراء "777 بارتنرز" حصة نسبتها 94.1% في "إيفرتون" من مالكه فرهاد مشيري في منتصف سبتمبر الماضي، بعد شهور من المحادثات بين المالك والمشترين المحتملين.
لاجتياز اختبار الدوري الممتاز للمُلاك والمديرين، يتعين على المشترين المحتملين تلبية سلسلة من الاشتراطات، وإلا سيجازفون باعتبارهم أخفقوا في توفير مصدر للتمويل، أو يواجهون اتهاماً بتقديم معلومات زائفة، أو مضللة، أو غير دقيقة.
كشف تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، نُشر في أكتوبر الماضي، أن الصفقة تعطلت نظراً لإخفاق "777 بارتنرز" في تقديم قوائم مالية مُدققة إلى هيئة السلوك المالي. ووقتها، قال متحدث باسم "777 بارتنرز" إن الشركة لن تعلق على "إجراءات عملية الحصول على الموافقة التنظيمية الجارية".
كما تدرس وزارة العدل الأميركية التحقيق في أمر الشركة، وفقاً لتقرير نشره موقع "سيمافور" الخميس الماضي.
اتهامات باطلة
قالت "777 بارتنرز" في بيان أُرسل عبر البريد الإلكتروني إنها "ليست على دراية بأي تحقيق في نشاطها، وإنه لا يوجد ما يدعوها لتصديق وجود تحقيق في أمرها. وتعتقد أن تلك الاتهامات المشينة الضارة جاءت في توقيت القصد منه تقويض أنشطتها التجارية الجارية، بما يتضمن الفترة الحالية للحصول على موافقة الجهات التنظيمية للاستحواذ المقترح على (إيفرتون)".
تعذّر التواصل الفوري مع المتحدث باسم وزارة العدل الأميركية طلباً للتعليق، فيما رفضت هيئة السلوك المالي التعليق.
تُعد "777 بارتنرز" واحدة من مُلاك عدة أندية، وهي الموجة الجديدة التي تجتاح عالم كرة القدم، وسرعان ما شكلت مجموعة من الأندية العريقة تمتد من بلجيكا إلى البرازيل، عبر صفقات وافق عليها عدد من الجهات التنظيمية لكرة القدم.
في نوفمبر الماضي، خفضت وكالة "إيه إم بست" (AM Best) للتصنيف الائتماني تصنيف القدرة المالية لشركة "777 ري" (777 Re)، ذراع الشركة لإعادة التأمين في برمودا، من "ممتاز" إلى "ضعيف"، نتيجة عدم تقديم "777 بارتنرز" قوائم مالية مدققة عن العامين السابقين.
كما قيّمت الوكالة قوة ميزانية شركة إعادة التأمين بتقدير ضعيف، وتُراجع في الفترة الحالية التصنيف مع "نظرة سلبية".