بلومبرغ
انفجرت مركبة الفضاء الضخمة "ستار شب" (Starship) التابعة لشركة "سبيس إكس" خلال رحلتها التجريبية الرئيسية الثانية، اليوم السبت، لكنها حققت إنجازات جديدة تعمل على تطوير النظام الذي يعمل عليه إيلون ماسك للإطلاق في الفضاء السحيق.
بينما كانت المركبة الفضائية "ستار شب" تتجه إلى مدار قريب، بدا أنها انفجرت في بث مباشر على "إكس".
وفي وقت لاحق، قال مقدمو البث المباشر إنه من المحتمل أن تكون المركبة الفضائية قد فُقدت، معتقدين أن نظام إنهاء الرحلة الخاص بالمركبة قد نُشط أثناء محاولتها الوصول إلى مدار قريب. يُستخدم نظام إنهاء الرحلة لتدمير الصاروخ إذا بدأ في التعطل أو انحرف عن مسار الطيران أثناء الإطلاق.
قال جون إنسبروكر، مهندس "سبيس إكس"، في البث المباشر: "نعتقد أننا ربما فقدنا المرحلة الثانية (في إشارة إلى المركبة الفضائية ستار شب)، لذلك لن نكون في مرحلة التجوال". (ويقصد بها الفترة الزمنية التي تبدأ عند تشغيل المحرك، وتنتهي عند إخراج المظلة من الصاروخ).
عملية الإطلاق
أُطلقت المركبة الفضائية بنجاح بعد الساعة السابعة صباحاً بقليل من منشأة الإطلاق "ستار بيس" (Starbase) التابعة لشركة "سبيس إكس" في بوكا تشيكا، تكساس، على متن معززها الضخم "سوبر هيفي" (Super Heavy). وبدا أن الرحلة بدأت بسلاسة، إذ غادرت المركبة برج الإطلاق. انفصلت المركبتان كما هو مخطط له بعد ما يزيد قليلاً عن دقيقتين ونصف من بدء المهمة، وهو إنجاز فشلت "سبيس إكس" في تحقيقه في أول رحلة تجريبية للمركبة في أبريل.
ومع ذلك، بعد الانفصال بسرعة، انفجر المعزز "سوبر هيفي" لأسباب لم تتضح على الفور، بينما واصلت المركبة الفضائية المضي قدماً في طريقها للوصول إلى المدار القريب. وبعد حوالي ثماني دقائق من الرحلة، ظهرت سحابة كبيرة من الحطام تُحيط بالمركبة الفضائية
"ستارشب"، وأكدت شركة "سبيس إكس" أنها فقدت التواصل مع المركبة.
من المرجح أن تنظر شركة "سيبيس إكس"، المعروفة بنهجها المُكرر في تطوير الصواريخ، إلى الرحلة الشاملة باعتبارها نجاحاً نظراً للإنجازات الجديدة التي حققتها.
قال إنسبروكر: "بدت المرحلة الأولى جيدة مع تشغيل 33 محركاً من طراز (رابتور).. لقد حصلنا على مرحلة تحمية جيدة، كما تعلمون وهو الشيء الذي أردنا رؤيته حقاً".
بالنسبة لهذه الرحلة، قدمت "سبيس إكس" تقنية نادرة تُعرف باسم التدريج الساخن عندما تنفصل "ستار شب" عن "سوبر هيفي". إذ اشتعلت محركات المركبة الفضائية لفترة وجيزة بينما كانت لا تزال متصلة بالمعزز، مما أدى إلى حدوث دفعة طفيفة عند انفصال المركبتين.
صاروخ محوري
"ستار شب" الذي يعد أكبر وأقوى صاروخ تم تطويره على الإطلاق، صُمم لنقل الحمولات والأشخاص إلى وجهات بعيدة مثل القمر والمريخ، مما يجعله محورياً في رؤية ماسك لبدء مستوطنة على الكوكب الأحمر.
يراقب العديد من العملاء والمستثمرين عن كثب مدى تقدم "ستار شب". أنفقت وكالة "ناسا" ما يقرب من 4 مليارات دولار للمساعدة في تحويل "ستارشب" إلى مركبة هبوط على سطح القمر قادرة على إعادة رواد فضاء الوكالة إلى القمر لأول مرة منذ أكثر من نصف قرن.
ستكون "ستار شب" أيضاً مسؤولة عن إطلاق الجيل التالي من أقمار الشركة "ستارلينك" الصناعية، والتي تهدف إلى زيادة إمكانات مبادرة الإنترنت من الفضاء التي تأمل "سبيس إكس" أن تدر إيرادات بالمليارات.
يُعد مستقبل "ستار شب" محورياً أيضاً على المستوى الشخصي لـ"إيلون ماسك"، الذي تعاني شركاته الأخرى تحديات. إذ تنخفض هوامش شركة "تسلا"، كما تنخفض إيرادات الإعلانات على "إكس"، منصة التواصل الاجتماعي التي يمتلكها. كما تواصلت تداعيات منشور إيلون ماسك على "إكس" الذي يؤيد وجهات النظر المعادية للسامية في الانتشار هذا الأسبوع، بما في ذلك توبيخ من البيت الأبيض، وانتقادات من مستثمري "تسلا" مع فرار المعلنين من منصة التواصل الاجتماعي الخاصة به.
تأخرت "سبيس إكس" في العديد من المواعيد النهائية التي وضعتها بخصوص "ستار شب"، مما يجعل من غير الواضح متى سيكون نظام الصواريخ جاهزاً للعمل بكامل طاقته. لا يزال لدى الشركة قائمة من المهام التي يجب إنجازها لتحويل الصاروخ إلى مركبة تغيّر قواعد اللعبة التي وعدت بها. تتضمن هذه المهام اكتشاف أنظمة دعم الحياة، وكيفية إعادة تزويد المركبة الفضائية بالوقود في المدار، وكيفية هبوط المركبة الفضائية على سطح القمر.