بلومبرغ
أجرت مجموعة "تشاينا إيفرغراند غروب" محادثات هذا الأسبوع مع الدائنين الذين عارضوا خطتها لإعادة الهيكلة، بحسب أشخاص مطلعين على الأمر، مع تزايد الضغط على شركة التطوير العقاري لتحقيق تقدم ملموس في مسار الإصلاح قبل انعقاد جلسة استماع في المحكمة يوم الإثنين قد تؤدي إلى صدور قرار التصفية.
وأوضح الأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لخصوصية الأمر، أن ممثلي "إيفرغراند" أبلغوا بعض المستثمرين عن عقد المناقشات مع الدائنين الذين يشكلون جزءاً مما يُسمى "الفئة سي". ولم تتوفر تفاصيل عن محتوى المحادثات. لم تقدم الشركة تعليقاً على الفور أثناء الاتصال بها يوم الجمعة.
عوائق إعادة هيكلة
أصبحت مجموعة الدائنين الرافضين، واحدة من العوائق الرئيسية أمام أي عملية إعادة هيكلة، والتي قد تكون من بين أكبر عمليات إعادة الهيكلة في الصين على الإطلاق، إذ تمتد آثارها إلى البنوك والصناديق والملايين من أصحاب المنازل. وهذه المجموعة هي ثاني أكبر فئة دائنة بشكل عام وتبلغ قيمة مستحقاتها نحو 15 مليار دولار. وهي واحدة من أكبر مجموعتين لم تقدم الدعم الكافي لخطة "إيفرغراند" بناءً على الإفصاحات العامة الأخيرة لشركة البناء حول هذه المسألة في أبريل.
تصفية "إيفرغراند" الصينية تمضي في طريق شائك
الوقت ينفد أمام "إيفرغراند"، شركة التطوير العقاري الأكثر مديونية في العالم والبالغ إجمالي التزاماتها نحو 2.39 تريليون يوان (327 مليار دولار). وتواجه الشركة انعقاد جلسة استماع بشأن التصفية في هونغ كونغ يوم الإثنين، إذ يتعين عليها إحراز تقدم "ملموس" في إعادة الهيكلة للمساعدة في تجنب خطر التصفية الذي لم يكن من الممكن تصوره في السابق.
التحديات على كافة الجبهات
يحظى مصير "إيفرغراند" وحتى "كانتري غاردن هولدينغز" الأكبر حجماً -التي تم اعتبارها متخلفة عن السداد لأول مرة على الإطلاق هذا الأسبوع- بأهمية أوسع بالنسبة للاقتصاد، إذ تمثل سوق العقارات والصناعات ذات الصلة نحو 20% من الناتج المحلي الإجمالي للصين.
قالت "إيفرغراند" الأسبوع الماضي إنها تقوم بمراجعة شروط خطة إعادة الهيكلة دون تقديم تفاصيل، بعد إلغاء عقد اجتماعات مع الدائنين في اللحظة الأخيرة خلال سبتمبر، وقالت إنها بحاجة إلى إعادة تقييم مقترحاتها.
رسمياً.. إعلان أول حالة تخلف عن سداد سندات "كانتري غاردن"
وأعلنت شركة التطوير العقاري في أبريل أن الأشخاص الذين يملكون أكثر من 30% من ديون الفئة (سي) قد أيدوا خطة إعادة هيكلة الديون لديها. ويتطلب الأمر موافقة 75% من كل مجموعة من الدائنين لتنفيذ إعادة الهيكلة من خلال ما يُعرف باسم "خطة التسوية".
كشفت "إيفرغراند"مطالبات الديون من الفئة "سي" دون أن توضح مباشرة هوية الدائنين.
وتصاعدت التحديات على كافة الجبهات. وقالت الشركة في أواخر سبتمبر إن مؤسسها هوي كا يان، مشتبه به في ارتكاب جرائم وتم وضعه تحت مراقبة الشرطة. كان هوي ثاني أغنى رجل في آسيا وبلغت ثروته أعلى مستوياتها عند 42 مليار دولار في عام 2017، لكنه فقد الآن مكانة الملياردير، بعدما انخفض صافي ثروته إلى نحو 970 مليون دولار. يعكس سقوطه تراجع "إيفرغراند" نفسها، التي أصبحت رمزاً لأزمة الديون العقارية الأوسع في الصين بعد التخلف عن السداد في عام 2021.
تقلص الاستثمار العقاري
ما حدث مع "إيفرغراند" فتح الباب لتسجيل حالات عدم السداد من جانب شركات عقارية أخرى. وبدأت المشاكل التي تواجه قطاع العقارات في العام السابق عندما وضعت السلطات "ثلاثة خطوط حمراء"، والتي تحدد معايير الرافعة المالية من جانب شركات البناء إذا أرادت اقتراض المزيد من المال. وأدت الحملة التي شنتها الحكومة على النمو المدعوم بالديون، إلى جانب القيود المفروضة على المضاربة بين مشتري المنازل، إلى تباطؤ غير مسبوق في سوق العقارات.
قصة صعود وهبوط وإعادة هيكلة ديون "إيفرغراند" الصينية
وأصبحت الأزمة تهدد بتفاقم انتقال العدوى، ولذا اتخذت السلطات عدة خطوات في الأشهر الأخيرة لضبط السياسات، بما في ذلك تخفيف واسع النطاق لمتطلبات الدفعة الأولى لشراء المنازل وخفض فائدة الرهن العقاري. لكن هذه الإجراءات لم تكن كافية لإحداث تغيير في المشهد، فقد تقلص الاستثمار العقاري 9.1% في الأشهر التسعة الأولى من 2023.