بلومبرغ
أصبحت طائرتا "بوينغ" من طراز "737 إن جي" و"إيرباص" من طراز "إيه 320 سيو" ذات الممر الواحد، وقد باتتا خارج خطوط الإنتاج، تُعدّان من السلع القيّمة مع ارتفاع أسعار الطائرات ومعدلات إيجاراتها الشهرية. وتقدر قيمة الطائرتين المستعملتين بنحو 20 مليون دولار أو أكثر، وفقاً للمحللين في "إيشكا" (Ishka)، المتخصصة في تسعير الطائرات وتقييمها.
في حين كانت أسعار الطائرات التي يبلغ عمرها عشر سنوات تنخفض عادةً؛ لكنها باتت تكتسب شعبيةً غير متوقعةٍ الآن. ما تزال هذه الطرازات تهيمن على أساطيل الطائرات ذات الممر الواحد لدى العديد من شركات الطيران، حتى مع دخول الطرازات الأحدث "737 ماكس" و"A320 نيو" الخدمة.
تبدو شركات الطيران متعطشة للطائرات، ويرجع ذلك جزئياً إلى الخلل الذي ضرب سلسلة التوريد خلال جائحة "كوفيد - 19". تستمر هذه العوامل في إعاقة إنتاج الطائرات الجديدة، في حين أن المشكلة الأكثر إزعاجاً هي تلك المتعلقة بمحركات "برات آند ويتني" (Pratt & Whitney) الشهيرة، التي تتطلب إصلاحات تستغرق وقتاً طويلاً، مما يؤدي إلى تهميش طائرات A320 الأحدث، وتدهور قطع الاحتياط الموجودة في ورش الإصلاح في جميع أنحاء العالم.
شحٌ بعدد الطائرات المتاحة
تقدر شركة استشارات الطيران "سيريوم أسند" (Cirium Ascend) أن نحو اثنتي عشرة طائرة "بوينغ" من طراز "737 إن جي" متوسطة العمر متاحة للإيجار في كل أرجاء الكوكب، كذلك يوجد أقل من 25 طائرة "إيرباص" من طراز "إيه 320 سيو". أما بالنسبة للطائرات الأصغر عمراً من هذين الطرازين؛ فهناك نحو 25 واحدة متاحة.
تحتفظ شركات الطيران مثل "لوفتهانزا" و"رايان إير" بالطائرات القديمة لسد الفجوة، مما يزيد من تشديد الإمدادات. وقال روب موريس، رئيس الاستشارات العالمية في شركة "سيريوم أسند"، أن نحو 75% إلى 90% من عقود الإيجار التي تنتهي مدتها الآن يجري تمديدها.
ونتيجة لذلك؛ فإن أسعار إيجار طائرات "بوينغ" من طراز "737-800" التي يبلغ عمرها 10 سنوات، على سبيل المثال، أعلى بنسبة 44% من مستويات يناير 2022، وهو سعر غير مسبوق يفوق مستويات بداية الجائحة، وفقاً لـ"إيشكا".
شركات تراكم الأرباح
منح هذا الارتفاع مكاسب غير متوقعة لشركات التأجير مثل "إير ليز كورب"، حيث ارتفعت إيجارات طائرات الممر الواحد بنسبة 30 إلى 40% في العام الماضي، وفقاً للمؤسس الشريك ستيفن أودفار هيزي.
في مؤتمر عقده "دويتشه بنك" الشهر الماضي، وصف أودفار هيزي الوضع النموذجي لطائرة "بوينغ" من طراز "737-800" بعد عقد إيجار مدته ثماني سنوات، وقال: "شركة الطيران التي استأجرتها سابقاً تريد تمديد مدة الإيجار، لكن لدي خمس شركات طيران أخرى تريد تلك الطائرة".
نقص المعروض قد يتفاقم
من المتوقع أن يتفاقم النقص في العام المقبل مع إيقاف تشغيل طائرات (A320) الأحدث على نطاق واسع التي تعمل بمحرك توربيني موجه من شركة "برات". ومن المنتظر أن تقدم الشركة الأم "آر تي إكس" (RTX) تحديثاً لتقرير أرباحها في 24 أكتوبر.
من الممكن أن تكون حوالي 600 طائرة من طراز "إيه 320 نيو" متوقفة في النصف الأول مع وصول عمليات التفتيش إلى ذروتها، وفقاً لتقديرات موريس من شركة "سيريوم أسند". وفي الوقت نفسه، يرى دوغلاس هارند، المحلل في "بيرنشتاين"، أن المشكلة قد تصل إلى طائرات "إيرباص A220" التي تعمل بمحرك "جي تي إف" (GTF) و(E2) من شركة "إمبراير".
وقال جورج فيرغسون، المحلل في "بلومبرغ إنتليجنس": "ما يدفع هذا هو عدم موثوقية التكنولوجيا الحالية. التقييمات تتحرك بسرعة كبيرة".