الشرق
قال يوسف اليوسف، الشريك الإداري لـ"إنفستكورب" للثروات الخاصة، إنَّ الشركة تمكَّنت من رفع أرباحها خلال الأشهر الستة المنتهية في ديسمبر الماضي، بفضل التركيز الانتقائي على الاستثمار في قطاعات بعينها، بالإضافة إلى ارتفاع تقييمات بعض الأصول والتخارج من أصول بعوائد مجزية.
وأشار اليوسف، في لقاء مع الإعلامية صبا عودة عبر قناة "الشرق للأخبار" إلى أنَّ استراتيجية "إنفستكورب" تقوم على عوامل طويلة الأجل تأخذ في الاعتبار الاقتصاد الكلي، والتطورات الاقتصادية، وعوامل المخاطرة، مما دفعها لاقتناص فرص متميزة في الصين والهند وجنوب شرق آسيا، وركَّزت الشركة على الاستثمار في شركات بقطاعات التكنولوجيا، والتقنيات، والتكنولوجيا الحيوية، مما مكَّنها من تحقيق نتائج جيدة.
وحقَّقت إنفستكوب 63 مليون دولار أرباحاً في النصف الأول من العام المالي المنتهي في ديسمبر بنمو 33%، ورفعت العائد على رأس المال بمعدَّل 15% مقارنة بـ9% في الفترة المقابلة من عامها المالي الماضي، كما ارتفعت الأصول من 32 مليار إلى 35 مليار دولار، واستقطبت رؤوس أموال في مختلف القطاعات التي تستثمر بها بقيمة إجمالية 4 مليارات دولار.
استراتيجية الصفقات واختيار الشركات
وقال اليوسف:" ركزنا خططنا على الاستثمار المباشر في التكنولوجيا، والرعاية الصحية، والأغذية، واستثمرنا في التجارة الإلكترونية بالهند، والرعاية الصحية في الصين، واستحوذنا على شركة "أفيرا" الألمانية للأمن السيبراني خلال العام الحالي، وتخارجت منها خلال أقل من 10 أشهر من الشراء بعوائد مجزية".
وأعلنت "إنفستكورب" مطلع ديسمبر الماضي، عن إبرامها اتفاقاً نهائياً لبيع شركة «أفيرا» لشركة "نورتون لايفلوك" مقابل حوالي 360 مليون دولار.
وأوضح اليوسف أنَّه عند التفكير في الاستحواذ يتمُّ النظر لشركات رائدة في قطاعاتها، إذ تكون القطاعات مجزأة، ولدى الشركات تدفقات نقدية قوية وقادرة على النمو، على أن تقوم "انفستكورب" بتطوير عملياتها التشغيلية، ومساعدتها في النمو غير العضوي عن طريق الاستحواذات والاندماجات.
استغلال السيولة ووضع السوق
وقال الشريك الإداري لـ"إنفستكورب" للثروات الخاصة:"خلال الجائحة استطعنا الاستفادة من وضع الميزانية القوي، واستحوذنا على شركات بأسعار منخفضة نتيجة الإغلاقات في الربعين الثاني والثالث من 2020".
وذكر أنَّ شركة الملكية الخاصة تملك فريقاً يعمل على تطوير الشركات بعد الاستحواذات، ويضع خططاً واضحة لتطوير أعمال الشركات التي سيتمُّ الاستحواذ عليها، سواء كان نمواً عضوياً بتطوير العمليات التشغيلية، أو غير عضوي عن طريق الاستحواذات، لذلك استطاعت تحقيق نتائج جيدة بغض النظر عن الدورات الاقتصادية، فالشركة تهدف لتحقيق عائد متوازن على مختلف الظروف الاقتصادية، لايتأثَّر بدورات الانكماش، والتمدد للاقتصاد.
وبحسب يوسف اليوسف، تتمتَّع "إنفستكورب" بسجل عمل لأكثر من 40 سنة في الملكية الخاصة، والاستثمار العقاري في أمريكا وأوربا، وشراكات قوية مع الشركات الحكومية في جنوب شرق آسيا، والصين، والهند، لذلك فهي لا تواجه صعوبة كبيرة في إيجاد الفرص الاستثمارية المتميزة، لأنَّ لديها القدرة على ايجاد فرص استثمار متميزة يصعب على المستثمر العادي أو أصحاب الثروات الدخول عليها بشكل مباشر، إذ تحتاج الاستثمارات عادةً إلى علاقات عمل، أو رؤوس أموال كبيرة.
منصة الثروات الخاصة
على جانب آخر، قال الشريك الإداري لـ"إنفستكورب" للثروات الخاصة :"بدأنا في خطة عمل طموحة اعتباراً من عام 2015 ركَّزت على الدخول في أسواق جديدة، خاصة الأسواق الناشئة في الصين، والهند، وجنوب شرق آسيا، واستحوذت على فريق عمل متخصص في إدارة الدين، وطوَّرت استثماراتها العقارية خاصة في أوروبا، مما نتج عنه رفع الأصول المدارة من 10 مليارات دولار في 2015 إلى قرابة 35 مليار دولار بنهاية 2020.
وتابع قائلا:"الوقت الحالي يعدُّ مناسباً جداً لتطوير منظومة التسويق في "إنفستكورب" لتتحول لمنصة تقدِّم حلولاً متكاملة وشاملةً لأصحاب الثروات الخاصة، والمكاتب العائلية في الخليج في قطاعات الاستثمارات البديلة لتتيح الفرصة للمستثمرين الخليجيين للاستفادة من النمو الواسع في أعمال انفستكورب".
استثمار متوازن
وأوضح أنَّ أصحاب الثروات الخاصة في المنطقة يفضِّلون الاستثمار المتوازن طويل الأجل، لذلك هناك نمو كبير في الطلب على الاستثمارات العقارية المدرَّة للعوائد في أوروبا وأمريكا، فضلاً عن طلب على أدوات الدَّين نتيجة لما تقدِّمه من أرباح جيدة مقارنة بمستوى المخاطر المعتدل، كما ركَّزت "انفستكورب" على الاستثمار في الملكية الخاصة في القطاعات طويلة الأجل، وفي العقارات تمَّ الاستثمار في مشاريع سكنية وصناعية تتميَّز بالتنوع، وقاعدة إيجارية قوية توزِّع عوائد منتظمة دورية، وعلى مستوى إدارة الدين لاحظت الشركة نمواً كبيراً في الطلب، لذلك أطلقت محفظة تستثمر في أدوات الدين في أسواق أوروبا وأمريكا.
وقال اليوسف، إنَّ "إنفستكورب" استحوذت في الفترة الماضية على شركة أوروبية تعدُّ الأولى في قطاع توفير التجارب السريرية لقطاعات الأدوية، واللقاحات، والتكنولوجيا الحيوية، كما استحوذت على شركة أمريكية في تقديم الاستشارات، وتوفير حلول للتحوُّل الرقمي وتحليل البيانات، فالجائحة أثرت إيجابياً على هذه النوعية من الاستشارات، والخدمات نتيجة أهمية التكنولوجيا، والتباعد الاجتماعي وما نتج عنه من عمل عن بعد.
قطاعات لا تتأثر بالمتغيرات
وشدَّد على أنَّ استثمارات "إنفستكورب" في قطاعات التكنولوجيا والرعاية الصحية والأغذية جاءت من قناعة أنَّها قطاعات تتمتَّع بطلب مرتفع ومستدامٍ على المدى الطويل، ولا تتأثر بالدورات الاقتصادية بشكل كبير، نتيجة لما توفِّرها من عائد مجزية مقارنة بمستوى مخاطر معتدل.
وأشار إلى الاستحواذ على شركة KSM Consulting التي تركز على تقديم الاستشارات في التحول الرقمي، التي حقَّقت نمواً سنوياً في إيراداتها بمعدَّل 40% خلال السنوات الثلاث الماضية نتيجة الاتجاه القوي للتحول الرقمي، وهذا السوق يصل حجمه إلى 20 مليار دولار، وبه مجال كبير لتعظيم العوائد، سواء من خلال زيادة العمليات التشغيلية أو استحواذات تعظم من قيمة الاستثمار.
وفي فبراير 2020، أعلنت "إنفستكورب" عن استحواذها على "كي إس إم" الأمريكية للاستشارات، وهي شركة استشارية رائدة متخصصة في تحليل البيانات والتكنولوجيا والتحول الرقمي، التي تقدِّم حلولاً ذكية ومعَدَّة لمجابهة أكثر التحديات تعقيداً لأكثر من 700 مؤسسة من القطاعين الخاص والعام.