استحواذ "إكسون" على "بايونير" يُمهد لحقبة ساخنة بقطاع النفط الأميركي

شركة النفط العالمية أنجزت أكبر صفقة بمجال الطاقة في الولايات المتحدة منذ عقود

time reading iconدقائق القراءة - 17
منصة للتنقيب عن النفط في حوض برميان - المصدر: بلومبرغ
منصة للتنقيب عن النفط في حوض برميان - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يتأهب قطاع النفط الأميركي لحقبة جديدة من صفقات الاستحواذ والاندماج بعد قيام شركة "إكسون موبيل" بالاستحواذ على شركة "بايونير ناتشورال ريسورسز" (Pioneer Natural Resources Co) مقابل 59.5 مليار دولار، وهي أكبر صفقة بمجال الطاقة في الولايات المتحدة منذ عقود.

يعد قطاع النفط الصخري معقلاً للحديث عن عمليات الاندماج، حيث تتنافس شركات النفط الغنية بالأموال لشراء أفضل شركات تعمل في حوض برميان، الذي يعد أكبر مصدر للنفط الخام في أمريكا الشمالية. تضاعف إنتاج تلك المنطقة الواقعة في غرب تكساس ونيو مكسيكو خلال ست سنوات فقط إلى درجة أنها تنتج نفطاً يومياً أكثر مما تنتجه العراق ذات الوزن الثقيل في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك).

أسفر التوسع القوي عن استنفاد بعض أهداف الحفر الأعلى جودة في حوض برميان، وتتجه الشركات التي تتمتع بالسيولة الوفيرة الناجمة عن الأرباح القياسية، إلى إبرام عمليات الاستحواذ لدعم القدرة الإنتاجية المستقبلية. وتعتمد مكاسب المستثمرين أو خسارتهم تعتمد على ما إذا كانت الشركات لديها احتياطيات كبيرة غير مستغلة تكفي لمواصلة توزيع أرباحها السخية على المدى الطويل.

قال سكوت شيفيلد، الرئيس التنفيذي لشركة "بايونير"، خلال مؤتمر عبر الهاتف قبل شهرين فقط من الكشف عن تفاصيل صفقة "إكسون":"من المؤكد أن الأشخاص بصدد استنفاد إمدادات الموارد الطبيعية في نهاية المطاف خلال السنوات القليلة المقبلة". وهذه الديناميكية "قد تؤدي إلى تعزيز عمليات الاندماج".

75 مليار دولار قيمة الصفقات خلال 9 أشهر

أنجزت شركات الطاقة في أميركا الشمالية صفقات بقيمة 75 مليار دولار خلال الأرباع الثلاثة الأولى من 2023، وهو مستوى ثابت تقريباً على أساس سنوي. لكن عند المقارنة بين صفقة "إكسون" مع "بايونير" وجميع الصفقات الأخرى المقترحة في مراحل مختلفة من التقدم، ستكون هي الصفقة الأكبر من نوعها خلال عام في قطاع النفط منذ حقبة ما قبل الوباء، حسب بيانات "بلومبرغ".

بعد الاستحواذ على شركة "بايونير"، تتجه كل الأنظار نحو "كراون روك"، محدودة الملاك، وهي واحدة من أكبر شركات إنتاج النفط والغاز في حوض برميان. الشركة التي يديرها جامع التبرعات للحزب الجمهوري، تيم دان، وهي معروضة للبيع ويمكن أن تجمع حوالي 8 مليارات دولار، حسبما قال شخص مطلع على الأمر. لم تستجب "كراون روك" لطلب التعليق.

فيما يلي قائمة بشركات النفط الصخري الأخرى التي من المحتمل أن تلعب دوراً في تعزيز عمليات الاندماج بالقطاع:

"شيفرون"

تسيطر "شيفرون"، أكبر شركة منافسة على الصعيد المحلي لشركة "إكسون"، بالفعل على حقوق الحفر في حوض برميان عبر مساحة تعادل مساحة "يلوستون ناشيونال بارك"، وتخطط لزيادة الإنتاج اليومي في المنطقة إلى ما يعادل مليون برميل من النفط بحلول عام 2025. اتسم أداء الرئيس التنفيذي مايك ويرث بالذكاء في إبرام الصفقات، حيث استحوذ على شركة " نوبل إنرجي" (Noble Energy) أثناء الوباء وشركة "بي دي سي إنرجي" (PDC Energy) ومقرها دنفر في وقت سابق من العام، بعد الانسحاب من صفقة "أناداركو بتروليوم" (Anadarko Petroleum) في عام 2019 لتجنب نشوب حرب أسعار مع شركة "اوكسيدنتال بتروليوم كورب". يتم تداول أسهم شركة "شيفرون" بمضاعف 7.7 مرة وتتميز بالتدفق النقدي، الأعلى من جميع الشركات المنافسة المنتجة للنفط في مؤشر الطاقة لدى"إس آند بي S&P"، مما يمنحها سيولة نقدية قوية تمكنها من إبرام صفقات.

"كونوكو فيليبس"

بدأت شركة "كونوكو فيليبس" التوسع بقوة في حوض برميان خلال جائحة كوفيد-19 من خلال استحواذها على شركة "كونتشو ريسورسيز" (Concho Resources) مقابل 13 مليار دولار، وهي إحدى أكبر شركات الاستكشاف المستقلة في المنطقة. بعد ذلك بشهور، اشترى الرئيس التنفيذي رايان لانس، أصول شركة "شل" في حوض برميان مقابل 9.5 مليار دولار. ارتفعت أسهم شركة "كونوكو فيليبس" 60% خلال العامين الماضيين منذ ذلك الحين، وأصبحت قيمتها السوقية الآن أعلى من شركة "بي بي" العملاقة.

"سيفيتاس ريسورسز"

أصبحت "سيفيتاس ريسورسز" (Civitas Resources Inc) من الشركات النشطة في إبرام الصفقات منذ بداية 2023، حيث توسعت في منطقة برميان من خلال الاستحواذ على شركة الأسهم الخاصة "إن جي بي إنرجي كابيتال مانجمنت" مقابل أسهم ونقد بحوالي 4.7 مليار دولار. في أكتوبر، عززت الشركة، ومقرها في دنفر، مركزها في برميان عندما وافقت على شراء أصول نفطية في غرب تكساس من "فيتول غروب" مقابل نحو 2.15 مليار دولار.

"كوتيرا إنرجي"

منذ تأسيسها في عام 2021 من خلال اندماج "كابوت أويل آند غاز" (Cabot Oil & Gas) مع "سيماريكس إنرجي"، تتطلع "كوتيرا إنرجي" بعناية لإبرام الصفقات. قال الرئيس التنفيذي توماس جوردن خلال مؤتمر عبر الهاتف في مايو: "سنكون حذرين للغاية بشأن عمليات الاندماج والاستحواذ"، مضيفاً أن الشركة "ترغب في العثور على صفقة" تضيف قيمة. "لكن بصراحة، الكثير من الأصول الموجودة هناك وصلت إلى ذروة الإنتاج".

"ديفون إنرجي"

يُنظر إلى الشركة الكائنة في أوكلاهوما سيتي على أنها هدف محتمل للاستحواذ بفضل تواجدها المتنوع عبر خمسة من أكبر حقول النفط الصخري في الولايات المتحدة، ويأتي معظم إنتاجها من برميان. عززت شركة "ديفون إنرجي" نشاطها العام الماضي عبر إبرام صفقتين بإجمالي نحو 2.7 مليار دولار.

"دياموندباك انيرجي"

اشترت "دياموندباك انيرجي" شركة "فايربيرد إنيرجي" (Firebird Energy LLC) التي تقوم بأعمال الاستكشاف في برميان مقابل حوالي 1.6 مليار دولار في أواخر عام 2022. وبعد أسابيع، أبرمت صفقة مماثلة الحجم لشراء حقوق الحفر من شركة "لاريو أويل آند غاز" (Lario Oil and Gas Co). على أساس مشترك، وسعت صفقات "فايربيرد" و"لاريو" تواجد "دياموندباك" في برميان بمساحة تبلغ ضعف مساحة بروكلين تقريباً.

"إي او جي ريسورسز"

أبدت شركة "إي او جي ريسورسز" (EOG Resources Inc)، وهي إحدى كبرى شركات النفط الصخري المستقلة في الولايات المتحدة، اهتماماً ضئيلا إزاء إبرام صفقات كبيرة. عندما يسأل المحللون الرئيس التنفيذي عزرا ياكوب وغيره من المديرين التنفيذيين لدى "آي أو جي" حول احتمال إبرام صفقة اندماج واستحواذ، فإنهم عادة ما يقولون إنهم يركزون على التوسع بشكل طبيعي، ومن خلال عمليات الاستحواذ الصغيرة والمتكاملة.

قال ياكوب أمام مؤتمر "باركليز" الذي يضم الرؤساء التنفيذيين لشركات الطاقة والكهرباء في الخامس من سبتمبر: "لقد حققت الشركة نجاحاً بفضل تطورها الذاتي، ونرى أن هذا الأسلوب أفضل فرصة لتحقيق عوائد كاملة.. نحن لا نجمع النقدية في قائمة المركز المالي لإجراء نوع من عمليات الاندماج والاستحواذ".

"ماراثون أويل"

من خلال أصول عبر حقول النفط الصخري في نيو مكسيكو وداكوتا وأوكلاهوما وتكساس، عززت شركة "ماراثون أويل" آخر مرة وجودها في تكساس خلال عام 2022. اشترت الشركة المنتجة التي يقع مقرها في هيوستن أصول "إيجل فورد" التابعة لـ"إنسين ناتشورال ريسورسز" (Ensign Natural Resources) في جنوب تكساس مقابل 3 مليارات دولار نقداً.

"برميان ريسورسز"

كانت اتفاقية شراء جميع الأسهم التي أبرمتها شركة حفر النفط الصخري "برميان ريسورسز" بقيمة 2 مليار دولار للاستحواذ على شركة "إيرثستون إنرجي" (Earthstone Energy Inc) في أغسطس هي أحدث صفقة لـ"ويل هيكي وجيمس والتر"، وهما الرئيسان التنفيذيان المشاركان وفي الثلاثين من عمرهما قام الاثنان بتأسيس شركة "برميان ريسورسز" (Permian Resources Corp) لتصبح شركة مستقلة كبرى تعمل في مجال النفط الصخري عبر سلسلة من عمليات الاندماج. عينت "برميان" جاي أوليفينت، العضو المنتدب والرئيس المشارك لقسم التنقيب والإنتاج في منطقة الأميريكتين لدى بنك استثمار "جيفريز"، في منصب نائب الرئيس التنفيذي والمدير المالي في يناير.

تصنيفات

قصص قد تهمك