مُجدداً.. تأجيل افتتاح نادي ترمب للغولف في دبي

أدرج موقع منظمة ترمب على الإنترنت منذ فترة طويلة نادي ترمب العالمي للغولف في دبي تحت خانة المشاريع التي ستنجز "قريباً"، ولكن بعد تأخر 4 سنوات عن الموعد المحدد لافتتاحه، يواجه ملعب الغولف المُكوّن من 18 حفرة والذي صممه لاعب الغولف الأشهر عالمياً تايغر وودز، تأخيراً جديداً، وهذه المرة حتى عام 2022 على أقل تقدير، وفقًاً لما ذكره أحد كبار الموظفين في المشروع، لينضم بذلك إلى لائحة المشاريع المؤجلة في المدينة التي تعاني من تخمة عقارية.

وعند افتتاحه، سيختبر المشروع ما إذا كانت العلامة التجارية لشركة ترمب تحمل نفس الجاذبية التي يتمتع بها الرئيس الأمريكي السابق في منطقةٍ يحظى فيها بدعم واسع، ويتزامن ذلك مع تلمس الشركة طريقها للمضي قدماً عقب خروج ترمب من منصبه.

سبب التأخير مجهول

من الملفت، أن ملعب الغولف، الذي يتم إنشاؤه في الصحراء ويحيط به مشروع سكني فاخر، لا يتضمن أيّاً من لافتات ترمب النموذجية المزخرفة بالذهب، وبدلاً من ذلك، فإن الاسم الموجود في كل مكان هو "داماك العقارية"، المطور المحلّي وشريك ترمب الذي يبني المشروع المحيط بالملعب "أكويا أوكسجين".

وفي حين أن بعض المنازل في المشروع مأهولة بالسكان، يمكن رؤية الكثير من المنازل الخالية، المنتشرة في أحياء تحمل أسماء مثل "ميموزا" و"أمازونيا" و"زينيا".

وعند ظهيرة أمس الأول الجمعة، كان عدد حراس الأمن أكبر من عدد السكان الذين بالكاد يمكن ملاحظتهم بين صفوف من فيلات متطابقة تقريباً باللونين الأبيض والأصفر. وكانت الأرصفة والملاعب خالية، رغم الطقس الجيد البالغة حرارته 23 درجة مئوية.

وأوضح برايون بيل، رئيس شركة "تايجر وودز تي جي آر ديزاين" (Tiger Woods’s TGR Design)، أن ملعب الغولف اكتمل إنجازه تقريباً، بينما كشف مصدر مطلع أن العمل على مقر النادي متوقف في الوقت الحالي، موضحاً أن سبب التأخير غير معلوم حتى بين كبار المسئولين العاملين على المشروع، بينما البعض يقولون إن السبب متعلق بفيروس كورونا.

علاقة سجواني - ترمب

في بعض الأحيان يُشار إلى رئيس مجلس إدارة شركة التطوير العقاري "داماك" حسين سجواني بأنه "دونالد دبي" لاسيما أن علاقته وثيقة مع عائلة ترمب.

وعلى عكس البعض في أمريكا، فإن شركاء ترمب في دبي لم يتوقفوا عن العمل معه بعد أحداث 6 يناير العنيفة في مبنى الكابيتول. لا بل إنه بعد وقت قصير من هذه الأحداث، أكّد سجواني أنه يتطلع إلى القيام بالمزيد من الصفقات مع ترمب بعدما لم يعد رئيساً. وصرح لشبكة "سي إن إن": "أرحب بفرصة توسيع علاقاتنا مع العلامة التجارية (ترمب) وأتطلع للمزيد من سبل التعاون".

ومزقت أعمال الشغب التي شهدها مبنى الكابيتول بداية العام الحالي روابط ترمب القديمة مع البنوك والوسطاء العقاريين وأبعدته عن وسائل التواصل الاجتماعي، لكن أحد المجالات التي لا تزال تبدو مثمرة له هي صفقات التراخيص (الفرانشايز) والإدارة الدولية – مثل تلك مع "داماك" العقارية – في الدول حيث صنع أوثق العلاقات السياسية.

ورفض إريك ترمب، نائب الرئيس التنفيذي لمنظمة ترمب، التعليق، وكذلك المتحدث باسم "داماك".

وحظيت اتفاقية ترامب للسلام في الشرق الأوسط بدعم الأغلبية في الإمارات والسعودية ومصر، وفقاً لاستطلاع رأي حديث أجرته مؤسسة "زغبي". وفي الوقت نفسه، أظهر "استطلاع أصداء بيرسون - مارستيلر السنوي لرأي الشباب العربي" أن 56% من الذين شملهم الاستطلاع في 2020 وصفوا الولايات المتحدة بأنها حليف، بارتفاع من 35% في 2018.

ولم يكن دعم "داماك" لترمب دائماً طوال الوقت، فبعد عام من الإعلان عن مشروع "عالم ترمب" في دبي، سحبت "داماك" صورة ترمب، الذي كان مرشحاً رئاسياً آنذاك، من لوحة إعلانات بعدما اقترح منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة.

وآنذاك، رفضت "داماك" التعليق على الأمور الشخصية أو السياسية المتعلقة بترمب.

وبعد أقل من عامين، عادت العلاقة إلى طبيعتها. وفي غضون شهر من تولي ترمب منصبه الرئاسي في 2017، سافر إريك ودونالد جونيور ترمب إلى دبي للاحتفال بافتتاح أول ملعب غولف ناجم عن الشراكة بين الطرفين في المدينة، أي "نادي ترمب العالمي للغولف" في دبي.

اختبار لدبي

سيكون افتتاح ثاني ملعب ترمب للغولف اختباراً مهما لدبي - مترادفة الفخامة وناطحات السحاب المتلألئة ومراكز التسوق الضخمة والنمو السريع - في الوقت الذي تحاول فيه شق طريقها للخروج من ركود عقاري طويل.

وحتى قبل الوباء، عانى المطورون العقاريون في دبي لإنهاء المشروعات الإنشائية، وانخفضت أسعار العقارات خلال السنوات الست الماضية، ما قضى على 35% من قيمة المنازل.

ودعا سجواني لوقف أعمال البناء الجديدة للسماح للسوق بامتصاص المعروض الحالي ومنع المزيد من التدهور في الأسعار، واضطرت الحكومة لتشكيل لجنة لإدارة العرض والطلب مع مواصلة بعض أكبر المطورين العقاريين في المدينة البناء، وظلت توقعات التعافي متراجعة منذ 2014.

وسيكون المشروع الأحدث جزءاً من "مُجمّع "أكويا أوكسجين" المرموق الذي تبلغ مساحته 55 مليون قدم مربع، والذي يتضمن بالإضافة للوحدات السكنية مطاعم ومسابح ومستشفى ومسجد "، وفقاً لموقع منظمة ترمب.