الشرق
افتتحت شركة "لوسيد"، اليوم الأربعاء، مصنعها للسيارات الكهربائية بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية في السعودية، ليكون الأول من نوعه في المملكة، وبقدرة إنتاجية مستهدفة تصل إلى 155 ألف مركبة سنوياً.
من المخطط مع افتتاح منشأة التصنيع المتطورة "AMP-2" التابعة للشركة التي يملك "صندوق الاستثمارات العامة" 60% منها، جلب التقنيات الحديثة في مجال تصنيع السيارات الكهربائية إلى المملكة. بحيث تقوم المرحلة الأولى على تجميع 5 آلاف مركبة سنوياً، وصولاً إلى مستهدف تصنيع 155 ألف سيارة كهربائية سنوياً، ورفع الطاقة الإنتاجية الإجمالية للشركة إلى نحو نصف مليون مركبة سنوياً، وفق بيان للشركة.
هذه المنشأة تعتبر ثاني مصنع للمجموعة، والأول لها على المستوى الدولي، وسيتم إنتاج سيارات "لوسيد" الكهربائية لطرحها في سوق المملكة، والتصدير إلى أسواق أخرى. وتسعى "لوسيد" لتحويل "AMP-2" إلى منشأة تصنيع كاملة بعد منتصف العقد، مع تحقيق قدرة إنتاج إضافية بواقع 150 ألف سيارة سنوياً.
مصانع جديدة مرتقبة
وعلى هامش الافتتاح اليوم الأربعاء قال وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح، في مقابلة مع "الشرق"، إن غالبية إنتاج مصنع "لوسيد" في المملكة سيتم تصديره إلى الخارج، مشيراً إلى أن المصنع الجديد ليس الوحيد في خطة صناعة السيارات الكهربائية بالبلاد، إذ من المنتظر إطلاق مصانع أخرى منها "سير" بطاقة إنتاجية تعادل 4 اضعاف "لوسيد"، مؤكداً على أن هناك شركات سيارات كهربائية عالمية أخرى تتفاوض مع المملكة وستعلن إقامة مصانعها قريباً في السعودية.
أكد الفالح على الخطة المتكاملة للسعودية في صناعة السيارات الكهربائية بقوله "الأهمية حالياً لسلاسل توريد مكونات السيارات مثل الحديد، والالومنيوم والبلاستيك ومعادن البطاريات وغيرها، وهي مكونات بدأت المملكة الاستثمار فيها".
"الحلم السعودي"
فيصل سلطان نائب الرئيس والمدير الإداري لشركة "لوسيد" في الشرق الأوسط، قال في مقابلة مع "اقتصاد الشرق، إن المصنع الجديد أنتج نحو 50 سيارة هذا الأسبوع وتم تسليم 7 سيارات بالفعل، مشيراً إلى أن إنتاج العام الجاري سيكون بالمئات على أن يتصاعف للألاف في العام المقبل، منوهاً لخطة الشركة لافتتاح صالة عرض في جدة قريباً، مشيراً إلى أن 55% من الموظفين سيكونون من السعوديين.
وبمناسبة اليوم الوطني السعودي، قال سلطان إن "لوسيد" أطلقت سيارة "the kingdom dream edition" (الحلم السعودي)، التي ستكون متوفرة عند الطلب، منبهاً إلى تصنيع 93 سيارة منها فقط.
استثمر صندوق الاستثمارات العامة لأول مرة في "لوسيد" عام 2018، وقام بشراء المزيد من الأسهم بشكل مطرد حتى امتلك حصة أغلبية عندما تم طرح الشركة الناشئة للاكتتاب العام في عام 2021 من خلال اندماجها مع شركة استحواذ ذات أغراض خاصة.
قفزت القيمة السوقية لصانعة السيارات الكهربائية بشكل مؤقت فوق منافسيها المعروفين مثل "فورد"، و"جنرال موتورز" في ذلك العام، وقفزت الأسهم في يناير من هذا العام وسط توقعات باستحواذ كامل من صندوق الاستثمارات العامة.
تعمل المملكة على طرح مئات الآلاف من السيارات سنوياً إذ تتطلع إلى أن تصبح مركزاً لشركات صناعة السيارات. يعد ذلك أولوية بالنسبة للمملكة العربية السعودية التي تحاول تنويع اقتصادها بعيداً عن النفط في إطار "رؤية 2030". هدفها المتمثل في صنع حوالي 300 ألف سيارة بحلول نهاية العقد يعتمد على "لوسيد" في نصف هذا الإنتاج.
كانت الشركة تحاول إثبات ذاتها وسط حشد من المنافسين المحتملين لشركة "تسلا" وترسيخ مكانتها بقوة في سوق المركبات الكهربائية.
تجاوزت قيمتها السوقية لفترة وجيزة 90 مليار دولار خلال جنون السوق في 2021 وانخفضت منذ ذلك الحين إلى حوالي 14 مليار دولار حالياً.