"لوريال" تتوقع زيادة سوق التجميل بنحو 20 مليار دولار سنوياً

حجم السوق سيصل إلى 426 مليار دولار في 2030

time reading iconدقائق القراءة - 6
نيكولاس هيرونيموس، الرئيس التنفيذي لشركة \"لوريال\" - المصدر: بلومبرغ
نيكولاس هيرونيموس، الرئيس التنفيذي لشركة "لوريال" - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

أمضى نيكولاس هيرونيموس الذي يصف نفسه بأنه "مولع بالجمال" نحو 4 عقود تقريباً في شركة "لوريال". خلال هذه الفترة؛ تغيّر قطاع مستحضرات التجميل بشكل جذري، إذ خفّضت التجارة الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي الحواجز أمام دخول الشركات الناشئة إلى السوق، وبات قسم منتجات العناية بالبشرة محور الاهتمام، وزاد عدد مستخدمي مستحضرات التجميل من الرجال.

يتوقع هيرونيموس أن يصل حجم سوق التجميل إلى 400 مليار يورو (426.8 مليار دولار أميركي) في 2030، مرتفعاً عن حجمه الحالي الذي يصل إلى 270 مليار يورو (وهو ما يعني نمواً بنحو 19.7 مليار دولار سنوياً). ويرى أن النمو ستقوده زيادة الطبقات الوسطى، ومن يرغبون في شراء منتجات فاخرة بأسعار أعلى، واتساع قاعدة المستهلكين لتتجاوز النساء والشباب.

يهتم هيرونيموس بتجربة كل منتجات "لوريال"، وقال: "أجرّب منتجاتنا، وكذلك منتجات المنافسين للتأكد من أننا ننتج الأفضل. وفي بعض الأحيان، أرى منتجاً منافساً مثيراً يتوجب علينا التفوق عليه". أجرى هيرونيموس مقابلة مع فرانسين لاكوا على تلفزيون "بلومبرغ"، تحدث فيها عن سبل أخرى يدير بها أكبر شركة لمستحضرات التجميل في العالم. (حُررت الأسئلة والإجابات واختُصرت).

ما أكبر مفاجأة واجهتها في التغير الذي طرأ على قطاع مستحضرات التجميل خلال السنوات العشر الماضية؟

أكبر تحول حدث في القطاع هو ما يمكن أن نطلق عليه تكنولوجيا مستحضرات التجميل؛ إذ ساعدت التكنولوجيا على تحسين أداء منتجات التجميل، إما عبر التشخيص أو حتى مستحضرات التجميل المُصنّعة خصوصاً. وهذا هو مستقبل مستحضرات التجميل على الأرجح.

اقرأ أيضاً: فرنسا والصين تعملان على إطار تنظيمي لمستحضرات التجميل

تنفق الشركة أيضاً مليار يورو سنوياً على التكنولوجيا، ونتعهد بأن نصبح رائدين في قطاع مستحضرات التجميل، فنستخدم هنا الذكاء الاصطناعي لمساعدة الباحثين على ابتكار طرق جديدة لصنع المنتجات.

أنت من أي نوع من القادة؟

أنا تنافسي. أحب الرياضة ولدي تطلعات كبيرة لنفسي وللجميع، فأمامنا أهداف كبيرة لنحققها. منصب الرئيس التنفيذي، وزيادة تقدمنا على المنافسين، ليسا بالأمرين البسيطين، لكنني أؤمن بقوة الفريق. أحب تشكيل فرق متكاملة وتمكينها، وأن أحيط نفسي بالناجحين، حتى لو تفوقوا عليّ في مجالات تخصصهم.

ما العنصر الأساسي للنجاح في الحفاظ على ميزة تنافسية؟

إذا تحدثنا عن أعلى 300 مدير في "لوريال"، سنجد أن متوسط فترة عملهم في الشركة 18 عاماً. لدينا تلك المجموعة من الناجحين التي يجمعها الشغف نفسه، وطريقة إنجاز العمل ذاتها. نضم عدداً من الموظفين الجدد بشكل مستمر، حتى على مستوى الإدارة العليا، لتجديد دماء الشركة. أما العنصر الأساسي للنجاح؛ فهو أن يكون لديك أشخاص في غاية الشغف والتنافسية، يحبون الجمال ويستمتعون بالعمل.

تتحدث عن هذا الشعور الكبير بالمسؤولية، فما تأثيره في الاستدامة؟

بدأنا العمل على موضوعات الاستدامة مع مطلع الألفية الجديدة، مما أدى إلى خفض انبعاثاتنا الكربونية بنسبة 90%، مع زيادة إنتاجنا 45%. وبذلك؛ استطعنا بنجاح فصل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عن النمو. كما أننا نشجع موردينا، الذين يجب عليهم التحول إلى الاستدامة، على تنفيذ ذلك في أسرع وقت ممكن.

اقرأ أيضاً: وزير المالية الفرنسي يدعو لتعاون تجاري أكبر مع الصين

نستثمر أيضاً لمساعدة المستهلكين على المساهمة في ذلك، ففي نهاية المطاف؛ إذا كنا نتحدث عن التعبئة أو المواد البلاستيكية على سبيل المثال، فالطريقة الأفضل للحد من العبوات البلاستيكية تتمثل في دفع أكبر عدد ممكن من المستهلكين للتحول إلى استخدام العبوات القابلة لإعادة الملء. في الفترة الحالية؛ فإن 25% من عبوات منتجاتنا الفاخرة يمكن إعادة ملئها. أما الآن؛ فإن محور الموضوع بات في إقناع المستهلكين بالتغيير.

ما المرحلة الأصعب؟

هناك الكثير من المراحل الصعبة. تعهدنا أن نصل في 2030 لأن تكون كل عبواتنا من البلاستيك المعاد تدويره. في الفترة الحالية، الكمية المتاحة من البلاستيك المعاد تدويره لا تكفي لتغيير أي شيء. نستثمر حالياً عبر صندوق رأس المال المخاطر التابع للشركة، وفي التقنيات الحديثة التي ستوفر المخلفات لإعادة تدوير البلاستيك.

هل توجد شريحة معينة من المستهلكين أكثر إقبالاً على شراء المنتجات الأكثر مراعاة للبيئة؟

تولي الأجيال الشابة الاستدامة اهتماماً أكبر، إذ يبحثون عن العلامات التجارية الأكثر مراعاة للبيئة. لكن عليك أن تتأكد من صدقك وجدارتك بثقتهم، فهم يبغضون الغسل الأخضر. الأهم أن نتذكر أنه يوجد مستهلك، سواء أكان شاباً أم لا، فهو لن يتنازل أبداً عن جودة المنتج وتأثيره على الاستدامة، لذلك؛ نرصد مليار يورو للتحول الكبير في البحث والتطوير، حيث يُنفق معظمه على تغيير تركيبات منتجات من المواد البتروكيماوية إلى مكونات من مصادر طبيعية وخضراء، لكن من دون الإضرار بالجودة. أعتقد أن الفائزين سيفعلون ذلك في المستقبل أيضاً، إذا تحدّثنا عن المنافسة.

أين ترى "لوريال" بعد 5 سنوات؟

دوري هو تحقيق النمو للشركة بالطبع، لكنه إرث. فأنا سادس مدير تنفيذي خلال 114 عاماً، وهدفي هو مغادرة الشركة وهي في حال أحسن مما كانت عليه.

قبل عدة سنوات؛ كان محور عمل الرئيس التنفيذي هو التفوق على الشركات الأخرى، والتفوق على الآخرين في المنافسة. ما يزال علينا تحقيق المكاسب، والفوز في المنافسة وبالحصة السوقية، لكن علينا التعاون بشكل أكبر. تعجبني فكرة التقاط هاتفي في بعض الأحيان والاتصال بالرئيس التنفيذي لشركة أو اثنتين من منافسينا للتعاون على ابتكار حلول تساعد العالم. أحب فكرة أننا كقطاع لا نضمن أن يبدو الناس بمظهر جميل، ويشعرون بالتحسن فقط، بل علينا أيضاً أن نتعاون ليكون لنا تأثير نافع في الكوكب.

تصنيفات

قصص قد تهمك