بلومبرغ
برَّر غوي شنغ يو، الرئيس التنفيذي لشركة "جيلي أوتوموبيل هولدينغز" (Geely Automobile Holdings)، قرار عدم متابعة الاندماج الكامل مع شركة "فولفو كارز" (Volvo Cars)، بقوله في مكالمة هاتفية للمستثمرين، اليوم الخميس، إنَّ مصالح المساهمين ستكون في حال أفضل إذا بقيت الشركتان كيانين منفصلين قائمين بحدِّ بذاتهما.
وأوضح غوي أنَّ صعوبة التوصل إلى تقييم عادل لـ"فولفو" يكون مقبولاً لمستثمري الشركتين هو أحد الأسباب الرئيسية التي أدَّت إلى تغيير الخطة، فقد أراد مستثمرو "جيلي" تقييماً أدنى. في حين لو وافق لي شوفو، رئيس مجلس إدارة "جيلي"، على ذلك أيضاً، فإنَّ الحكومة السويدية واتحاد "فولفو" كانا سيعارضان هذا التقييم بسبب الضرر المحتمل الذي قد يجلبه لعلامة "فولفو" التجارية.
وأضاف: "إنَّ شركتي جيلي وفولفو مثل الشقيقتين المرتبطتين مع بعضهما في السراء والضراء، فأي ضرر لعلامة "فولفو" التجارية بسبب الاندماج لن يفيد "جيلي" أيضاً".
أكثر مرونة
وكانت شركة "جيلي أوتو"، المدرَجة في بورصة هونغ كونغ، والشركة السويدية التابعة لها، أعلنتا البارحة الأربعاء أنَّهما قررتا تأجيل خططهما السابقة للاندماج، وتراهنان على أنَّهما ستكونان أكثر مرونة بشكل مستقل. وبرغم أنَّ الشركتين المصنِّعتين للسيارات ستحتفظان بهيكلهما المؤسسي المنفصل، إلا أنَّهما ستتعاونان بشكل أوثق في مجالات الكهربة، والبرمجيات، وتكنولوجيا القيادة الذاتية، كما يمكن أن تطرحا خيارات الإدراج الجديدة للمناقشة.
واستحوذت مجموعة "جيجيانغ جيلي هولدينغ غروب" (Zhejiang Geely Holding Group)، وهي الشركة الأم لشركة "جيلي أوتو"، على شركة "فولفو" من شركة "فورد" مقابل 1.8 مليار دولار فقط عام 2010، وذلك عندما كانت شركة صناعة السيارات الأمريكية تتعافى من الأزمة المالية العالمية. ورأى محللو "بلومبرغ إنتليجنس" في ديسمبر أنَّه يمكن تقدير قيمة "فولفو" في حدود 8.1 مليار دولار إلى 11.6 مليار دولار.
ثقافتان مختلفتان
صرَّح هاكان سامويلسون، الرئيس التنفيذي لشركة "فولفو"، في مقابلة أُجريت معه البارحة الأربعاء، أنَّ "المسألة تتعلَّق بالحفاظ على زخم الإيرادات، فالاندماج ليس دائماً إيجابياً، لأنَّه يحمل مخاطر مرتبطة بفقدان الزخم، نتيجة وجود الكثير من التركيز الداخلي".
وقد تسعى شركة "فولفو" بدلاً من ذلك إلى تحقيق إدراج خاص بها. ومع ذلك، سينقل الثنائي أنشطة "مجموعة الدفع، ونقل الحركة" إلى شركة منفصلة، مما سيعزز التركيز على تطوير السيارات الكهربائية، وذلك على حدِّ قول سامويلسون.
أما غوي، فقال اليوم الخميس: "برغم أنَّ وجهات النظر التي تتبنَّاها الإدارة العليا في الشركتين متطابقة تقريباً، إلا أنَّ الشركتين تتمتَّعان بثقافتين مختلفتين. مشيراً أيضاً إلى أنَّ العالم قد تغيَّر كثيراً خلال العام الماضي بسبب جائحة فيروس كورونا، كما تغيرت أيضاً العلاقة بين الشرق والغرب".
إلى ذلك، فإنَّ إسقاط التطلُّع والاندماج يزيلان أية تكاليف استحواذ مرتبطة به، ويُجنِّبان إضعاف حصة المستثمرين في أسهم "جيلي"، بحسب غوي. وقفزت أسهم شركة "جيلي" بنسبة 4.8% اليوم الخميس، وهي أكبر زيادة خلال يوم في أكثر من أسبوعين.
وأضاف غوي أنَّ "الاندماج لا يتضمَّن بالضرورة أسهماً"، مشيراً إلى أنَّ فريق مشروع الاندماج كان يعمل على الخطة السابقة ليل نهار ولمدة عام. كما أشار إلى أنَّ الهيكل الحالي "يحقق أهدافنا" من خلال خلق المزيد من أوجه التعاون، "التي يمكن أن تؤدي إلى توفير التكاليف، وتحقيق أرباح إضافية".