بلومبرغ
أصدر منظِّمو الطيران في الولايات المتحدة يوم الثلاثاء متطلَّبات فحص صارمة جديدة للتأكُّد من سلامة محرِّكات "برات آند ويتني" (Pratt & Whitney)، بعد تحطُّم أحدها فوق إحدى ضواحي مدينة دنفر يوم السبت.
وتنصُّ توجيهات صلاحية الطيران الصادرة عن إدارة الطيران الفيدرالية، على فحص شفرات مروحة التيتانيوم في بعض محرِّكات "برات آند ويتني" باختبار خاص للنظر بشكل أساسي داخل السطح، قبل أن تتمكَّن المحرِّكات من العودة إلى الخدمة.
وكان الدافع وراء هذا التوجيه هو الفشل العنيف لشفرة المروحة في أحد محركين تمَّ تركيبهما على طائرة تابعة لشركة "يونايتد ايرلاينز" من طراز "بوينغ 777-200"، فقد انقطعت شفرة بقطر 40.5 بوصة (103 سم) قبل أن تقوم بتمزيق شفرة أخرى مع الهيكل الأمامي للمحرِّك، مما أدى إلى رشق أحد الضواحي بالمعادن وغيرها من الحطام.
ولم يصب أحد على الأرض بأذى، وهبطت الطائرة بسلام.
وقالت الوكالة في بيان عبر البريد الإلكتروني: "مع استمرار عمليات التفتيش المطلوبة، ستراجع إدارة الطيران الفيدرالية النتائج على أساس متجدد، واستناداً إلى النتائج الأولية والبيانات الأخرى التي سنتلقَّاها من التحقيق الجاري، قد تقوم إدارة الطيران الفيدرالية بمراجعة هذا التوجيه كي تحدد فترة زمنية جديدة، أو فترات لاحقة لتحديد الفحص."
وقالت "برات آند ويتني"، التابعة لـ"رايثيون تكنولوجيز كورب" (Raytheon Technologies Corp)، إنَّها تنسق جميع الإجراءات مع شركة "بوينغ"، ومشغِّلي الخطوط الجوية، والهيئات التنظيمية، وفقاً لتوجيهات إدارة الطيران الفيدرالية.
وقالت الشركة: "تتطلَّب العملية شحن شفرات المروحة إلى "برات آند ويتني"، إذ سيتمُّ استخدام فحص التصوير الحراري الصوتي للتأكُّد من صلاحية الطيران"، مشيرة إلى أنَّ حوالي 125 طائرة من طراز "بوينغ 777" تعمل بمحرِّك "بي دبليو 4000-112".
كما تمَّ وقف جميع طائرات 777 العاملة بهذا المحرِّك على الأرض حتى الانتهاء من إجراء إدارة الطيران الفيدرالية، في حين تشمل الطائرات من هذا الطراز بالمحرِّك نفسه 69 طائرة في الخدمة حول العالم حالياً. كما أمرت اليابان شركات الطيران التابعة لها بوقف الرحلات الجوية، في حين توقَّفت شركة "يونايتد" طواعية عن استخدام تلك الطائرات. وتوجد حالياً 59 طائرة أخرى في المخازن، وفقاً لما ذكرته شركة "بوينغ".
وأصدرت كوريا الجنوبية أمرَ تفتيش خاص بها في وقت سابق يوم الثلاثاء.
ويشمل توجيه الولايات المتحدة محرِّكات"برات آند ويتني" من نوع "بي دبليو 4000" ذات الشفرات المروحية بقطر 112 بوصة، كما توجد إصدارات أخرى من المحرِّك، جميعها تمَّ تركيبها في الطائرات من طراز "777"، في حين تستخدم معظم طائرات "777 "محرِّكات صنعتها شركات أخرى، لم تتأثر بهذا الأمر.
إخفاق في اكتشاف التشققات
وقال رئيس المجلس الوطني لسلامة النقل روبرت سوموالت يوم الإثنين، إنَّ معظم الدمار الناجم عن فشل يوم السبت اقتصر على المحرِّك، إلا أنَّ بعض المواد أصابت الطائرة مما تسبَّب في أضرار طفيفة. وهبط الطياران اضطرارياً، ولم يصب أحد.
وقال سوموالت، إنَّ الدليل الأولي يشير إلى معاناة النصل من إجهاد في المعدن، مما يؤدي عادة في هذه الحالة إلى ازدياد تفتح التشقُّقات بشكل تدريجي، في كل مرة تتعرَّض فيها للضغط أثناء بدء تشغيل المحرك. ويمكن أن تستمر هذه التشقَّقات لسنوات قبل أن تؤدي إلى الفشل.
وفي مارس 2019، أصدرت إدارة الطيران الفيدرالية توجيهاً بشأن المحركات نفسها بعد فشل مماثل لطائرة تابعة لشركة "يونايتد" كانت تحلّق من سان فرانسيسكو إلى هاواي بتاريخ 13 فبراير 2018 .
وطالب التوجيه حينها بفحص ريش المروحة قبل الوصول إلى إجمالي 7000 رحلة، ليتعين على المشغِّلين بعد الانتهاء من هذا العدد، تكرار عمليات التفتيش في غضون 1000 رحلة قادمة أخرى، وفقاً للتوجيه السابق.
وكما في أحدث توجيه، دعا الأمر إلى استخدام تقنية تسمى التصوير الحراري الصوتي، التي تتشابه مع الموجات فوق الصوتية المستخدمة في الطب. ويمكن اكتشاف العيوب داخل المعدن عن طريق قصف شفرات التيتانيوم بموجات الطاقة.
وأجرت شركة "برات آند ويتني" 9600 عملية تفتيش على الشفرات بعد فشل عام 2018، بحسب قول المجلس الوطني لسلامة النقل بعد الانتهاء من التحقيق فيه.
وخلص المحققون إلى أنَّ موظفي شركة "برات آند ويتني" قد فاتهم الانتباه إلى التصدُّع المتزايد في الشفرة أثناء عمليات التفتيش في عامي 2010 و2015، ويرجع ذلك جزئياً إلى عدم كفاية التدريب. وفي عام 2015، رفض أحد المفتشين الإقرار بوجود صدع معتبراً أنَّه نتج عن تشوُّهات في الطلاء، وفقاً للمجلس الوطني لسلامة النقل.
وتخطط إدارة الطيران الفيدرالية لمشاركة نظامها مع الدول الأخرى، التي تتبع غالباً قيادة الوكالة الأمريكية.