بلومبرغ
ينتظر أن تنخفض فواتير الطاقة بالمملكة المتحدة خلال شهر أكتوبر المقبل، ومع توقع زيادات جديدة مرة أخرى بحلول يناير؛ فإنَّ الأمر يثير تساؤلاً حول ما إذا كان قد حان الوقت الآن لتستمتع الأسر بالتحول إلى تعريفة ثابتة، وتجنب ارتفاع الأسعار في المستقبل.
تراجعت تكاليف البيع بالجملة بأكثر من 50% العام الجاري، فيما يطرح الموردون بالفعل صفقات أسعار ثابتة للمستهلكين عند مستوى الحد الأقصى الحالي، أو حتى أقل منه بقليل. تقدم شركة "أوكتوبوس إنرجي" (Octopus Energy Ltd)، وهي ثاني أكبر مورد بالمملكة المتحدة، تعريفة أقل بـ6% عن الحد الأقصى للسعر، ولكن ذلك يقتصر على عملائها الحاليين، وفقاً لموقع "موني سافينغ اكسبيرت" (Money Saving Expert) المتخصص في استشارات المستهلكين.
حكومة بريطانيا واثقة من امتلاك طاقة كافية للنجاة خلال الشتاء
أما بالنسبة للذين يتطلعون إلى التبديل؛ فإنَّ "إنرجي تريدينغ" (Energy Trading Ltd) تقدم تعريفة ثابتة تقل 1% عن سقف السعر، بمستوى ثابت لمدة 12 شهراً.
بحلول فصل الشتاء، سينخفض متوسط فاتورة الطاقة مزدوجة الوقود إلى أقل من 2000 جنيه استرليني (2522.8 دولار) سنوياً لأول مرة منذ أبريل 2022 (على الرغم من أن السوق ما تزال ضعيفة في ظل غياب الغاز الروسي في أوروبا؛ فإنَّ ذلك يعني ارتفاع المنافسة العالمية على إمدادات بديلة)، وذلك بالاعتماد بشكل أساسي على الوقود المسال عن طريق البحر من الولايات المتحدة وقطر وغيرهما. كما أن احتمال تمديد فترة الطقس البارد هذا الشتاء يضيف مخاطر، إذ إن ارتفاع احتياجات التدفئة من شأنه أن يعزز الطلب على الغاز.
قال مارتن لويس، مؤسس "موني سافينغ اكسبيرت": "استناداً إلى التوقعات الحالية؛ إذا قدمت أي شركة سعراً ثابتاً دون سقف السعر لشهر يوليو؛ فإنَّ ذلك يبدو صفقة جيدة". كان المستوى 2,074 جنيه استرليني في الأشهر الثلاثة بدءاً من يوليو.
تقدم الجهة التنظيمية "أوفغيم" (Ofgem)، إرشادات للمستهلكين الذين يفكرون في تثبيت التعريفة بأن يدرسوا كل المعطيات للوقوف على ما هو الأكثر أهمية بالنسبة لهم، سواء كان هذا هو أدنى سعر، أو التأكد تماماً من معرفة ما سوف يدفعونه شهرياً.
مسؤولة في بنك إنجلترا: سقف أسعار الطاقة قد يؤجج التضخم في قطاعات أخرى
فيما يلي أهم العوامل التي تجب مراعاتها في هذا الصدد:
الطقس
اتسم الشتاء الماضي بدرجات حرارة أكثر اعتدالاً من المعتاد، مما قلص بعض الطلب على التدفئة، وساعد أوروبا والمملكة المتحدة على إدارة الإمدادات على الرغم من خسارة الكثير من التدفقات من روسيا. تظهر التوقعات للشتاء القادم أنه من المحتمل أن يكون أكثر برودة من العام الماضي، بمتوسط حوالي درجتين مئويتين لشهري أكتوبر ونوفمبر.
مخزون الشتاء
توفر مخزونات الغاز الجوفية قدراً من التأمين لتلبية ذروة الطلب في فصل الشتاء. تعد مستويات التخزين الحالية أعلى بكثير من المستويات العادية لهذا الوقت من العام، لكن الطاقة التخزينية محدودة، وليست مصممة لتغطية الاستهلاك بالكامل. بالإضافة إلى ذلك؛ تمتلك المملكة المتحدة مساحة تخزين محدودة للغاية مقارنة بنظرائها الأوروبيين.
الغاز عن طريق القوارب
مع توقف خط أنابيب الغاز الروسي؛ تحولت أوروبا في الغالب إلى واردات الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة وموردين آخرين. وهذا يهدد الأسواق بارتفاع الأسعار وصراعات العطاءات مع المشترين الآسيويين. برز هذا التقلب في وقت سابق من الشهر الجاري، عندما ارتفعت الأسعار خلال اليوم بأكثر من 40% في بريطانيا وأوروبا بسبب مخاوف من تقييد العرض نتيجة الإضرابات في العديد من منشآت الغاز الطبيعي المسال الرئيسية بأستراليا. انحسرت بعض هذه المخاوف منذ ذلك الحين، لكن السوق ما تزال تترقب نتائج المفاوضات من أجل استمرار النشاط.
توقعات المتداولين
يعوّل المتداولون على العقود المستقبلية للغاز مع توقع استمرار ارتفاع التكاليف، وأن تواصل الزيادة في عامي 2024 و2025. يعتمد هذا المسار على مجموعة من العوامل، مثل اتجاهات الطلب المستقبلية، ومشروعات البنية التحتية العالمية للغاز والعقود طويلة الأجل.