بلومبرغ
تسعى شركة "كانتري غاردن هولدينغز" (Country Garden Holdings) الصينية، لتمديد فترة استحقاق سندات لأول مرة على الإطلاق، وأوقفت تداول سندات محلية، وسط أزمة لدى من كانت يوماً أكبر شركة تطوير عقاري في الصين، ما أثار القلق في الأسواق.
التمست الشركة التي تهدد مشاكلها بتأثير أكبر من نظيرتها المتعثرة "إيفرغراند غروب" نظراً لأن لديها أربع أضعاف عدد المشاريع، ردود فعل بعض حاملي السندات بشأن مقترح لتمديد مدفوعات سندات مقومة باليوان بقيمة 3.9 مليار يوان (537 مليون دولار أميركي)، وفقاً لأشخاص على دراية بالموضوع. كما أوقفت التداول بـ11 سنداً محلياً أصدروا من قبل الشركة والشركات التابعة لها، وفقاً لبيانات الشركة.
تراجعت أسهم الشركة التي تقودها يانغ هويان وهي واحدة من أغنى النساء في الصين، بنسبة 18.4% لتغلق أقل من دولار هونغ كونغ، بعد اختراق هذا المستوى لأول مرة على الإطلاق الأسبوع الماضي. وتعمقت جراح السندات أكثر، بعدما تم تداولها تحت عتبة 10 سنتات.
في مؤشر على التأثير الأوسع، وسعت السندات عالية المخاطر للشركة الصينية والمقومة بالدولار انخفاضها بقيمة سنتين، بعدما انهارت إلى أدنى مستوى هذا العام لتسجل 66 سنتاً. وانخفض مؤشر البناء الخاص بـ"بلومبرغ إنتليجانس" 3%.
أسهم الصين تواصل هبوطها بضغط من العقارات والبيانات المحبطة
توسع الخطر
ورأى محللو "جيه بي مورغان تشايس" بمن فيهم سوو تشونغ ليم، "خطراً أعلى للعدوى، لن يقتصر على القطاع، بل يمكن أن ينتشر إلى الاقتصاد الأوسع".
الوضع المتدهور في الشركة يتسبب في إثارة التوتر في السوق نظراً لحجمها الهائل. يأتي ذلك في وقت تثير فيه الاضطرابات في "غونغرونغ إنترناشيونال تراست كو" (Zhongrong International Trust Co)، وهي تكتل مالي يحيطه السرية، يدير نحو تريليون يوان، ويعد أحد أكبر مديري الثروات الخاصة في الصين، القلق بشأن نظام الظل المصرفي، بعدما أرجأت سداد مستحقات على العديد من المنتجات الاستثمارية عالية العائد.
يسلط هذا الواقع الضوء على التحديات التي تواجهها الصين في احتواء أزمة ديون العقارات التي أثارت حالات تخلف قياسية عن السداد، واحتجاجات أصحاب المساكن، ومخاوف جديدة بشأن الشركات المنكشفة على المشاريع العقارية. وكانت الشركة من بين أوائل الشركات التي تم اختيارها العام الماضي، لبرنامج يساعد المطورين على جمع تمويل جديد من خلال ضمانات حكومية على مبيعات السندات المحلية، إلا أن الشركة ما زالت متعثرة.
وصلت التزاماتها عند نهاية العام الماضي إلى 1.4 تريليون يوان. ولوضع هذا الرقم في سياق، فإنه يفوق الناتج الاقتصادي للائحة طويلة من الدول من بينهم الكويت.
كيف خسرت أغنى امرأة في آسيا 28 مليار دولار من ثروتها؟
الألم الأوسع في سوق العقارات الصيني، حيث بدأت المبيعات بالانخفاض من جديد، يجعل عملية إدارة الديون أكثر صعوبة.
خسائر ضخمة
قالت الشركة الأسبوع الماضي، إنها ستسجل خسارة صافية تتراوح بين 45 و55 مليار يوان في النصف الأول من هذا العام، مقارنة بأرباح بلغت 1.91 مليار يوان في نفس الفترة من عام 2022.
اقترحت شركة التطوير العقاري تمديد أجل سندات مقومة باليوان (تستحق في 2 سبتمبر ) وتسديدها على دفعات خلال 36 شهراً، وفقاً للأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم أثناء مناقشة مسألة خاصة. ولم تعلّق الشركة على الموضوع عند التواصل معها اليوم الاثنين.
هذه الأخبار تأتي بعد أن قال أشخاص آخرون الأسبوع الماضي، إن الشركة تدرس تمديد فترة بعض الأوراق المالية التي ستستحق آجالها قريباً. وأضافوا أن بعض ممثلي "بنك تشاينا إنترناشونال كابيتال كورب" أخبروا عدداً من حاملي السندات أن فريق اكتتاب السندات شارك في استكشاف خيارات لآجال استحقاق أوراق مقومة باليوان.
أسهم الصين تواصل هبوطها بضغط من العقارات والبيانات المحبطة
محللو "موديز إنفستور سيرفيسيز" بمن فيهم "كاي ين تسانغ كتبوا إنه من المرجح أن يمتد التوتر الائتماني للشركة على الأسواق المالية والعقارية في البلاد، وتحديداً من المتوقع أن يزيد من ضعف معنويات السوق، ويؤخر تعافي قطاع العقارات في البلاد".
وفي بيان منفصل السبت، قالت الشركة إنها تخطط لعقد اجتماعات مع حاملي السندات بشأن ترتيبات السداد في المستقبل القريب. وأكدت من جديد أنها ستتخذ بعض التدابير لنزع فتيل المخاطر، وحماية الحقوق المشروعة لمستثمريها مع ضمان تسليم المنازل.
كتب محللو "مورغان ستانلي" بمن فيهم ستيفن تشيونغ في مذكرة بعدما خفضت المؤسسة المالية السعر المستهدف للأسهم: "بالنظر إلى انكشافها الكبير على المدن منخفضة المستوى، نعتقد أن الأمر قد يستغرق سنوات حتى تتعافى الشركة من تحديات السيولة التي تواجهها".
في إشعار تعليق السندات، قالت الشركة إنها "ستدرس اعتماد تدابير مختلفة لإدارة الديون" لحماية تنميتها على المدى الطويل في المستقبل.