بلومبرغ
تتمتع شركة "تسلا" بتاريخ طويل من ترقية موظفيها ذوي المواهب داخلياً. فالتعيينات من الخارج لا تدوم لفترة طويلة جداً في ظل ثقافة شركة صناعة السيارات المتشددة والصعبة، حيث يتطلب الأمر القدرة على تحمل العمل لدى إيلون ماسك.
المدير المالي الجديد لشركة "تسلا"، فايبهاف تانيجا، لديه بالفعل رصيد ضخم من العمل كرئيس للحسابات في الشركة. فوجئ مراقبو "تسلا" بخبر يوم الاثنين أنه سيحل محل زاك كيرخورن، المحنك صاحب الخبرة الطويلة في "تسلا" والتي بلغت 13 عاماً، والذي استقال فجأة من منصب المدير المالي.
في حين أن كيرخورن كان يتمتع بحضور هادئ وثابت، وكان لديه تواصل منتظم مع المستثمرين، حتى أنه كان ينوب عن ماسك في الوقت الذي يغيب فيه عن جلسات إعلان أرباح "تسلا"، فإن تانيجا كان أقل شهرة، فلم يظهر سوى في مناسبة واحدة قصيرة في أوائل عام 2019 للإعلان عن أرباح "تسلا".
لم يرد تانيجا، البالغ 45 عاماً، على طلب للتعليق يوم الاثنين.
يأتي التغيير في وقت حرج لشركة "تسلا"، حيث تقوم الشركة ببناء مصنع جديد في المكسيك، كما تستعد لطرح شاحنتها الكهربائية الصغيرة (Cybertruck) لتنافس بها في سوق السيارات الكهربائية المزدحمة بشكل متزايد. قامت "تسلا" بخفض أسعار معظم تشكيلاتها من السيارات بهدف الحفاظ على مكانتها في صدارة صناعة السيارات الكهربائية، وهو ما أضر بربحيتها.
المسيرة المهنية للمدير المالي الجديد
بدأ تانيجا مسيرته المهنية في نيودلهي، فقد تخرج بدرجة البكالوريوس في التجارة من جامعة دلهي عام 1999، وذلك بحسب حسابه الشخصي على "لينكدإن". ثم أمضى ما يقرب من 17 عاماً في شركة "برايس ووتر هاوس كوبرز" (PricewaterhouseCoopers) ، وهي شركة محاسبة تتعامل "تسلا" معها منذ وقت طويل.
انضم إلى "سولار سيتي" (SolarCity) في عام 2016 وأصبح مراقباً مالياً للشركة. بعد ذلك بوقت قصير، استحوذت "تسلا" على شركة تركيب الألواح الشمسية. وفي وقت لاحق، رفع مساهمو شركة صناعة السيارات دعوى قضائية ضد ماسك ومجلس إدارة "تسلا"، متهمين إياهم بإخفاء المشاكل المالية لشركة "سولار سيتي".
أصبح تانيجا مراقباً مالياً لشركة "تسلا" في مايو 2018، ومن ثم تم تعيينه رئيساً للحسابات في مارس 2019. وكان سلفه، ديف مورتون، قد تم تعيينه بعد استقطابه من شركة "سيغيت تكنولوجي" (Seagate Technology Plc)، غير أنه استقال بعد أقل من شهر.
يمتلك تانيجا نحو 105 آلاف سهم من "تسلا" بتاريخ 7 يوليو، وهي حصة تقدر قيمتها حالياً بنحو 26 مليون دولار، وفقاً لبيانات جمعتها بلومبرغ.
يشرف ماسك، أغنى رجل في العالم، على ست شركات هي "تسلا" و"سبيس إكس" و"إكس"، المعروفة سابقاً بـ"تويتر"، و"بورينغ كو" و"نيورالينك"، بالإضافة إلى أحدث مشاريعه "إكس للذكاء الاصطناعي". وأثارت الاهتمامات المتعددة لماسك وإشغال وقته بالرغبة في المنافسة مخاوف بشأن ما إذا كانت "تسلا" تعتمد بشكل كبير على فرد واحد.
تمتلك الشركة المصنّعة للمركبات الكهربائية أربعة موظفين تنفيذيين فقط، هم ماسك، ودرو باغلينو ، نائب الرئيس الأول في مجال توليد وهندسة الطاقة، و توم تشو، نائب الرئيس الأول لقسم السيارات، ومؤخراً تانيجا.