بلومبرغ
رفعت شركة "بي بي" (BP) توزيعات أرباحها 10% وقالت إنها ستُعيد شراء أسهم بقيمة 1.5 مليار دولار إضافية، رغم انخفاض المكاسب في الربع الثاني بأكثر من المتوقع وسط ضعف أسعار النفط والغاز.
اتبعت نتائج أعمال "بي بي" نهج شركات النفط الكبرى مثل"شِل" و"توتال إنرجيز" و"إكسون موبيل" و"شيفرون"، وكلها ركزت على زيادة العوائد للمستثمرين حتى مع تراجع ارتفاع أسعار الطاقة الذي حفز الأرباح القياسية خلال العام الماضي.
أصبحت عوائد المساهمين في "بي بي" الآن أكبر بكثير من توقعات الشركة. كانت الشركة قدّرت وقت سابق إعادة شراء أسهم بنحو 4 مليارات دولار، وزيادة التوزيعات 4% كل عام، بافتراض أن سعر خام برنت كان نحو 60 دولاراً للبرميل.
أرباح "BP" تفوق التوقعات والشركة تبطئ وتيرة إعادة شراء الأسهم
خلال الفصول الأربعة الماضية، أعادت الشركة شراء ما قيمته 10 مليارات دولار من الأسهم وزادت توزيعات أرباحها بمقدار الخمس.
كتب ستيوارت جوينر المحلل لدى "ريدبيرن" (Redburn) في مذكرة بحثية اليوم الثلاثاء: "هذا أمر مثير للدهشة في ضوء ضعف الأداء المالي الأساسي للشركة وزيادة صافي ديونها، لكن في ظلّ زيادة التركيز على عوائد أسهم الشركات في القطاع مرة أخرى، فقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع الأسهم هذا الصباح".
ارتفعت أسهم الشركة 1.89% إلى 492.15 بنس في الساعة 9:18 صباحاً في لندن.
أثارت هذه المدفوعات النقدية الضخمة بعض الانتقادات في حين يواجه عديد من البلدان أزمة تكلفة المعيشة ويحتاج العالم إلى استثمارات ضخمة في الطاقة منخفضة الكربون لمعالجة تغير المناخ. تعهدت "بي بي" بزيادة الإنفاق على كل من النفط والغاز والطاقة المتجددة.
استثمارات الطاقة النظيفة لم تعد أولوية شركات النفط الكبرى
بلغ صافي الدخل المعدل لـ"بي بي" في الربع الثاني 2.59 مليار دولار، منخفضاً من 8.45 مليار دولار في نفس الفترة من العام السابق وأقل من متوسط تقدير المحللين البالغ 3.51 مليار دولار.
ارتفاع صافي الديون
تلتزم الشركة خطتها للإنفاق الرأسمالي الذي يتراوح بين 16 مليار دولار و18 مليار دولار هذا العام. أنفقت الشركة منذ بداية العام الحالي 7.9 مليار دولار، مما يجعلها في طريقها للوصول إلى الحد الأدنى من هذا النطاق.
قال الرئيس التنفيذي برنارد لوني في بيان: "نقدم للمساهمين توزيعات أرباحنا المتزايدة ونعلن إعادة شراء أسهم إضافية، هذا يعكس الثقة بأدائنا وتوقعات التدفقات النقدية".
أسفرت إعادة شراء الأسهم وزيادة توزيعات الأرباح، رغم تراجع المكاسب، عن أثر جانبي (سلبي) مهمّ، يتمثل في زيادة الديون. ارتفع صافي الدين بأكثر من ملياري دولار على أساس فصلي إلى 23.7 مليار دولار، رغم أنه لا يزال أقلّ بكثير مما كان عليه قبل بضع سنوات.
قال لوني في مقابلة مع تليفزيون "بلومبرغ" إن وحدة تداول الغاز التابعة لـ"بي بي" سجلت ربعاً "استثنائياً" جديداً، رغم انخفاض الأرباح قليلاً عن الأشهر الثلاثة الأولى من العام بسبب تراجع التقلبات. ورجح أن تبدو سوق الغاز في أوروبا في وضع أفضل خلال الشتاء المقبل، رغم أن المنطقة "لا تزال توجه المتاعب والمشكلات".
قال لوني إن الطلب على النفط أصبح "قوياً للغاية"، كما أن تحالف "أوبك +" يلتزم تخفيضات الإنتاج التي تَعهَّد بها، مما يعطي توقعات قوية لأسعار الخام في الأشهر المقبلة.