المصدر:
بلومبرغ
حثت شركة "إيرباص" خطوط الطيران الصينية على التقدم بطلبات لشراء طائراتها الكبيرة في أسرع وقت ممكن، لأن المشتريات الهائلة من قِبل شركات الطيران الأخرى وتعطل سلاسل التوريد يطيلان أوقات الانتظار في ظل طفرة السفر بعد انتهاء حقبة وباء كوفيد.
أوضح جورج شو، الرئيس التنفيذي لوحدة "إيرباص تشاينا" في الصين، في أثناء مقابلة بمصنع الشركة في تيانجين: "تتغير مواعيد التسليم المتاحة بسرعة كبيرة، وحاولنا تسريع هذا النقاش مع عملائنا الصينيين".
أنفقت شركات الطيران الصينية مبالغ طائلة على شراء 332 طائرة "إيرباص" ذات الممر الواحد السنة الماضية، بقيمة 42 مليار دولار تقريباً بالأسعار الرسمية، لكن طلبات شراء الطائرات ذات الهيكل العريض انخفضت، ويوجد أقل من 20 طائرة كبيرة مزدوجة الممر تنتظر التسليم، حسبما ذكرت شركة "سيريوم". اختفت الطلبات الصينية من شركة "بوينغ" بطريقة كبيرة خلال الأعوام الأخيرة في أعقاب تحطم طائرة من طراز "737 ماكس" وفي ظل توترات سياسية بين الصين والولايات المتحدة الأميركية.
طلبات شراء
لم يتبقَّ لشركة "إيرباص" إلا مواعيد تسليم متاحة محدودة للطائرات من عائلة "إيه 320 نيو" ضيقة البدن قبل 2030، في حين نفدت حجوزات طائرات "بوينغ" من طراز "737 ماكس" فعلياً حتى 2028.
"إيرباص": أزمة سلاسل التوريد مستمرة في 2023 وسط تنامي الطلب
حذر كريستيان شيرير، كبير المسؤولين التجاريين لـ"إيرباص"، الشهر الماضي من أن أوقات انتظار الطائرات ذات الممر المزدوج بدأت تزداد أيضاً. توقعت الشركة الأوروبية لصناعة الطائرات أن تحتاج شركات الطيران الصينية إلى 9440 طائرة جديدة بين 2023 و2042، من بينها 15% ذات هيكل عريض.
ذكر شو لتليفزيون "بلومبرغ": "تشكل آسيا نصف الطلب العالمي خلال الأعوام الـ20 المقبلة، ويبلغ نصيب الصين منها النصف تقريباً".
أوقات الانتظار
تحتاج عمليات الشراء إلى أعوام عديدة حتى يجري التسليم فعلياً. على سبيل المثال، تقدمت "إنديغو" (IndiGo) -أكبر شركة طيران هندية- بطلب قياسي لشراء 500 من طائرات "إيرباص" ذات هيكل ضيق في معرض باريس الجوي الشهر الماضي، على أن تنضم إلى أسطولها خلال الفترة من 2030 إلى 2035، ويعتمد ذلك على أن عمليات الإنتاج ستسير حسب الخطط المقررة دون تغيير.
تستهدف "إيرباص" تسليم 720 طائرة العام الجاري، إذ تعمل على زيادة الإنتاج، وهو الهدف الذي أخفقت في تحقيقه خلال 2022. حتى مايو الماضي، بلغت الشركة ثلث أهداف التسليم تقريباً، ما يمهد لإخفاق مرة أخرى في الوفاء بالطلبات في الموعد النهائي السنوي.
"إيرباص" تتلقى طلبيات جديدة قبيل معرض باريس الجوي
بالنسبة إلى الصين، يتعافى الطلب على السفر حالياً بعدما أنهت البلاد عمليات الإغلاق الخاصة باحتواء وباء كوفيد، والقيود المفروضة على التنقل. انتعش قطاع السفر الجوي الداخلي بقوة كبيرة، لكن خدمات السفر الدولي بدأت تزدهر أيضاً.
تُشغل 50 شركة طيران صينية تقريباً نحو 3190 طائرة ضيقة البدن علاوة على 449 طائرة مزدوجة الممر. ويشكل ما يسمي بـ"الثلاثي الكبير "، وهي شركات: "إير تشاينا" و"تشاينا ساوثرن إيرلاينز" و"تشاينا إيسترن إيرلاينز"، ثلثي إجمالي حجم الأسطول، ويمتلك الثلاثي طائرات بمتوسط عمر 8 أعوام تقريباً.
خطوط الإمداد
تصنع شركة "إيرباص" أكبر طائراتها بمجمع مقرها الرئيسي بمدينة تولوز في فرنسا. كما تصنع طائرات ضيقة البدن بمدن هامبورغ في ألمانيا وموبايل بولاية ألاباما، وفي مصنع قرب مدينة مونتريال، وفي مدينة تيانجين، على مسافة 100 كيلومتر تقريباً (62 ميلاً) جنوب شرق بكين. وتعتبر منشأة تيانجين أيضاً مخصصة للمراحل النهائية لتصنيع طائرات من طرز "إيه 330" و"إيه 350" الأكبر حجماً، إذ تؤدي أعمالاً على غرار تركيب الأجزاء الداخلية.
ستبني الشركة المصنعة خطَّ تجميعٍ نهائيٍّ ثانياً لطائرات طراز "إيه 320" في تيانجين، ما يضاعف طاقتها الإنتاجية إلى 12 طائرة خلال الشهر الواحد هناك. يُعَدّ خط الإنتاج الجديد، المقرر أن يبدأ عمله 2025، جزءاً لا يتجزأ من طموح "إيرباص" لتصنيع ما يصل إلى 75 طائرة شهرياً حول العالم مع حلول 2026.
كشف شو أن شركة "إيرباص" ستعيِّن أيضاً 400 عامل إضافي في تيانجين لدعم خط الإنتاج الجديد، ليصل إجمالي الموظفين إلى 1400.
اختتم شو: "إذا أخذنا بعين الاعتبار أن أقرب مواعيد تسليم متاحة للطائرة من طراز إيه 320 تبدأ خلال 2029، فقد يكون طراز إيه 220 أيضاً حلاً بديلاً ممتازاً لبعض من شركات خطوط الطيران الصينية إذا أرادت تقديم طلبات للحصول على مواعيد تسليم أقرب"، وذلك في إشارة منه إلى طلبيات الشركات الصغيرة للطائرات ضيقة البدن.
تصنيفات
