بلومبرغ
هوت أسهم "لوردستاون موتورز" (Lordstown Motors) بعد ما تقدمت شركة صناعة السيارات الكهربائية بطلب للحماية من الإفلاس، وهي التي كان قد أشاد بها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في إحدى المرات بدعوى إنقاذ الوظائف بصناعة السيارات.
تأتي هذه الخطوة للحصول على الحماية من الدائنين بموجب الفصل 11 من قانون الإفلاس في أعقاب نزاع طويل الأمد مع "فوكسكون تكنولوجي غروب" (Foxconn Technology Group)، الشركة المصنعة لهاتف "أيفون"، حول صفقة لصنع شاحنات صغيرة لصالح "لوردستاون" في مصنع تجميع في أوهايو. وكانت الشركة التايوانية قالت إنها مستعدة للانسحاب من شراكة الإنتاج المبرمة بينهما، مما دفع الشركة الناشئة في مجال السيارات الكهربائية للتحذير من أنها قد تنهار إذا لم تتمكن من تسوية النزاع.
قلّصت أسهم "لوردستاون" خسائرها الأولى التي بلغت 59% في بداية التعاملات، ليتم تداولها على انخفاض بنسبة 48% إلى 1.43 دولار، اعتباراً من الساعة 9:41 صباحاً في نيويورك. وكان المستثمرون قد تداولوا السهم بأكثر من 400 دولار في أوائل عام 2021.
كذلك رفعت الشركة المتعثرة المصنعة للمركبات الكهربائية دعوى قضائية ضد "فوكسكون" اليوم الثلاثاء لخرقها بنود العقد. فقد ادعت "لوردستاون" في شكواها أن "فوكسكون" لم تحترم باستمرار اتفاقياتها مما دفعها إلى الإفلاس.
"فوكسكون" تبيع حصتها في شركة صينية ضخمة لصناعة الرقائق
الإضرار بمصالح المدينين
جاء بالدعوى: "بعد حصول فوكسكون مقدماً على الأصول القيّمة التي تريدها، أقدمت بعد ذلك على الإضرار بمصالح المدينين، وحرمانها من السيولة النقدية ما تسبب في فشلها. بدلاً من بناء شركة مزدهرة يستفيد منها جميع أصحاب المصلحة في لوردستاون، دمرت فوكسكون الشركة بشكل خبيث وبسوء نية، مما كلّف دائني لوردستاون ومساهميها المليارات".
من جانبها، رفضت "فوكسكون" في بيان لها، ادعاءات "لوردستاون"، وقالت إنها "تحتفظ بالحق في اتخاذ إجراءات قانونية وتعليق مفاوضات حسن النية المترتبة على ذلك".
يعد انهيار "لوردستاون" بمثابة ذروة لعدة سنوات عصيبة تواجه الشركات الناشئة في مجال السيارات الكهربائية التي وصلت إلى تقييمات عالية بعد الاندماجات العكسية، فقط لتقع ضحية لحركات تصحيح قاسية. تضمّن ملف "لوردستاون" أصولاً والتزامات تقدر بما يصل إلى 500 مليون دولار.
وافقت "فوكسكون" في نوفمبر الماضي على استثمار ما يصل إلى 170 مليون دولار في "لوردستاون"، وشغل مقعدين في مجلس إدارتها. وفّرت الصفقة رأس المال الذي تحتاجه شركة صناعة السيارات الكهربائية، مع منح الشركة المصنعة التايوانية موطئ قدم أكثر ثباتاً في إنتاج السيارات.
اشترت "فوكسكون" بموجب الصفقة مصنعاً لشركة "جنرال موتورز" السابق في منطقة لوردستاون بأوهايو من الشركة الناشئة، وخططت لتصنيع الشاحنة "إنديورانس" الخاصة بالشركة الناشئة بموجب اتفاقية تعاقدية. بدأ انهيار هذه الترتيبات في يناير الماضي، عندما طلبت "لوردستاون" من "فوكسكون" تعليق الإنتاج لأن تكلفة تصنيع الشاحنة تجاوزت سعر البيع المستهدف البالغ 65 ألف دولار، وقالت إنها ستحتاج إلى شريك آخر لتقاسم التكاليف.
"فوكسكون" شريكة "أبل" تكشف عن أول مركباتها الكهربائية
اتهامات بالتضليل
قالت "فوكسكون" اليوم الثلاثاء إنها علّقت المحادثات مع "لوردستاون"، ووصفت تصريحات الشركة الأميركية بأنها مضللة وخبيثة. قالت الشركة الموردة لـ "أبل" إنها حاولت مساعدة "لوردستاون" في مواجهة الصعوبات المالية، لكن في النهاية لم تفِ شركة صناعة السيارات بالجزء الخاص بها من اتفاقية الاستثمار بينهما.
يأتي طلب الحماية من الإفلاس في أعقاب مرور "لوردستاون" بعدة أزمات، بما في ذلك دحض ادعاءات البائعين على المكشوف وتحقيق لجنة الأوراق المالية والبورصات في المبالغة في أرقام الطلبيات المُسبقة للمركبات.
أصبح مصنع أوهايو أيضاً ساحة لمواجهة سياسية بعد قرار "جنرال موتورز" في عام 2018 بوقف الإنتاج هناك. كانت هذه الخطوة بمثابة ضربة للرئيس ترمب، الذي كان قبل عام ينفّر المشاركين في التجمعات من بيع منازلهم في هذه المنطقة بسبب جميع الوظائف التي قال إنه سيعيدها. استغل الديموقراطيون التطورات ليجعلوها مثالاً على الوعود التي لم تتحقق للناخبين في ولاية حاسمة بالنسبة للمعركة الانتخابية.
على الرغم من أن إفلاس "لوردستاون" قد يعني خسارة "فوكسكون" لأحد عملائها، لا تزال الشركة تمتلك منشأة التصنيع التي ستدعم طموحها لتقديم خدمات تصنيع المركبات الكهربائية في أميركا الشمالية. تستهدف "فوكسكون" حصة 5% من سوق السيارات الكهربائية العالمية بحلول عام 2025.