الأخوان جولياني يجمعان ثروة بمليارات الدولارات من شركة رعاية صحية

time reading iconدقائق القراءة - 5
الأخوان جيرمانو وجياماريا جولياني  - المصدر: بلومبرغ
الأخوان جيرمانو وجياماريا جولياني - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

جمعت عائلة الأخوين جيرمانو، وجياماريا جولياني ثروة من علاجات تساقط الشعر، وعسر الهضم، والبشرة الحساسة. ولا تزال الشركة العائلية تحقِّق أرباحاً بعد أكثر من قرن من العمل، إلا أنَّ ما يعزز ثروة الأخوين حقاً؛ هو الرهان على شركة رعاية صحية أخرى.

ويمتلك الأخوان جولياني حصصاً تبلغ قيمتها حوالي 3 مليارات دولار في"رويالتي فارما بي إل سي" Royalty Pharma Plc، وهي شركة مقرُّها نيويورك تشتري حقوق ملكية الأدوية من المؤسسات الأكاديمية، والمستشفيات البحثية، وشركات صناعة الأدوية، مثل"فايزر إنك"، وقد ارتفعت أسهمها بنسبة 70% منذ طرحها العام الأولي السنة الماضية.

واستثمر الأخوان جولياني لأول مرة في "رويالتي فارما" بعد أن التقى جيرمانو ووالده بمؤسسها بابلو ليغوريتا، في مطار بميلانو عام 1996، وهو العام نفسه الذي أسس فيه المصرفي السابق بـ"وول ستريت" الشركة.

كما استغلوا عائدات شركتهم العائلية "جولياني سبا" (Giuliani Spa) في جولة مبكرة لجمع التمويل اللازم لشركة "رويالتي فارما"، ثم أضافوا المزيد من الأموال إليها قبيل الاكتتاب العام، ليعود الاستثمار عليهم بنسبة 250% على الأقل في السنوات الخمس الماضية.

وقال جيرمانو، البالغ من العمر 48 عاماً، في مقابلة حول "رويالتي فارما" التي تبلغ قيمتها السوقية حوالي 29 مليار دولار حالياً: "يشبه الأمر أن يكون لديك شركة أدوية دون تحمُّل أعباء شركة أدوية، نحن فخورون جداً بذلك، أي الانتقال من الصفر إلى هذا الحجم".

التخلص من عسر الهضم

وتبلغ ثروة جيرمانو وجياماريا نحو 4.5 مليار دولار مجتمعة، وفقاً لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات، ويعيشان في موناكو وسويسرا على التوالي، وهما لا يرتبطان بعمدة مدينة نيويورك السابق رودي جولياني.

وأسس ليغوريتا، البالغ من العمر 57 عاماً، شركة "رويالتي فارما" بعد أن عمل مصرفياً استثمارياً في باريس، ونيويورك لدى "لازارد فريريس" Lazard Freres، إذ ساعد في إعداد عمليات الاندماج والاستحواذ.

واخترع الجدُّ الأكبر لجيرمانو وجياماريا، أمارو جولياني، علاجاً يعتمد على الأعشاب للمساعدة على الهضم قبل حوالي قرن من الزمان، وسمح نجاحه الكبير للأجيال القادمة بالتوسُّع في البحث، وتطوير العقاقير الطبية.

ويملكا الأخوان حصة أيضاً في شركة "إتش بي إم هيلث كير إنفستمينتس إيه جي" HBM Healthcare Investments AG، ومقرُّها مدينة زاغ السويسرية، التي تزيد قيمتها على 400 مليون دولار، كما يقوما بتنويع ثرواتهما بشكل متزايد في قطاعات التكنولوجيا، والتمويل، والعقارات.

واشترت شركات استثمارية تابعة للأخوين حصصاً في "ألفابيت إنك" Alphabet Inc، و"جي بي مورغان تشيس آند كو" JP Morgan Chase & Co، ووحدة من "فايرسايد إنفيستمنس" Fireside Investments، التي أنشأها جوناثان لانغر، المصرفي السابق في "غولدمان ساكس غروب إنك" Goldman Sachs Group Inc.

وقال جياماريا، البالغ من العمر 42 عاماً، عن استثماراتهما: "نحن استراتيجيون، نحن نفكِّر على المدى الطويل".

مكتب متعدد العائلات

وتمتلك عائلة جولياني مكتب "غيسيف" Gisev متعدِّد العائلات، الذي سُمي على اسم الأخوين وزميلهما المؤسس أتشيل سيفيرغنيني.

وانتشرت المكاتب العائلية بين أصحاب الثراء الفاحش في السنوات الأخيرة، ويشمل أكبرها مكتب "كاسكيد إنفيستمنت" Cascade Investment لمالكه بيل غيتس، و"باي شور غلوبال مانجمنت" Bayshore Global Management لمالكه سيرغي برين.

ويبلغ متوسط ​​الأصول التي يديرها مكتب العائلة 917 مليون دولار، وفقاً لبحث نشره "كامب دين ويلث" Campden Wealth، و"يو إس بي غروب إيه جي" UBS Group AG في عام 2019.

ومثل عائلة جولياني، فإنَّ العديد من عملاء "غيسيف"، البالغ عددهم 40 أو نحو ذلك، ترجع أصولهم إلى شمال إيطاليا، المنطقة الصناعية التي تقود الاقتصاد الإيطالي عادةً.

ويستثمر الأخوان جولياني إلى جانب بعض عملاء شركة " لوغانو" Lugano بسويسرا، في بعض الصفقات؛ إذ يفضِّلون الانضمام إلى مجموعة في استثمارات كبيرة بتكاليف منخفضة بدلاً من الاستثمار بمفردهم.

وقال سيفيرغنيني، البالغ من العمر 49 عاماً، الذي عملت عائلته بصفة مستشار في الثروة الخاصة لأكثر من قرن: "لدينا توافق في المصالح، نحاول السعي نحو تحقيق الهدف نفسه".

تأثيرات "كورونا" على الأخوين جولياني

وبرغم ارتفاع أسهم "رويالتي فارما" بنسبة 59% في أول تداول لها العام الماضي، إلا أنَّ الأخوين جولياني لم يتمكَّنا من تجنُّب تأثير جائحة كورونا، فقد أُجبرا على دعم بعض استثماراتهما بعد انتشار الوباء، وأوقفا عمليات استحواذ جديدة مؤقتاً بعد أن كانوا قد بدأوا حينها في توزيع رأس المال مرة أخرى.

وقام العديد من أثرياء العالم، ومنهم ريتشارد برانسون مؤسس شركة "فيرجن" والصناعي الألماني هاينز هيرمان ثييل، ببيع حصصهم في أكبر أصولهم المدرَجة من أجل الحصول على السيولة، أو التنويع خلال أزمة كورونا.

على أنَّ الأخوين جولياني، قالا إنَّهما لا يملكا خططاً كهذه، فيما يتعلَّق بـِ "رويالتي فارما"، في حين قال جيرمانو: "نحن سعداء جداً لامتلاكها وليس لدينا نية للبيع، لسنا بحاجة إلى الأموال".

تصنيفات