بلومبرغ
قال بيدرو تيليشيا، وزير النفط الفنزويلي ورئيس شركة "بتروليوس دي فنزويلا" (PDVSA) التي تديرها الدولة، إنَّ فنزويلا تعتزم إصدار ترخيص الشهر المقبل لشركتي "إيني" الإيطالية و"ريبسول" (Repsol) الإسبانية لتصدير الغاز الطبيعي.
وقَّعت فنزويلا بالفعل اتفاقاً مع عملاقتي الطاقة الأوروبيتين في الخامس من مايو يسمح بتصدير سوائل الغاز الطبيعي- أو المكثفات- إلى الأسواق الأخرى. وكانت هذه هي الخطوة الأولى نحو تمكين فنزويلا من أن تصبح دولة مصدرة للغاز الطبيعي بعد تركيزها على النفط لأكثر من 100 عام.
أضاف "تيليشيا"، في مقابلة يوم الجمعة من مقر الشركة في العاصمة كراكاس: "في الأيام القليلة المقبلة سننتهي من التفاوض على رخصة تصدير الغاز الطبيعي المسال. (إيني) و(ريبسول) مهتمتان بالتوسع في مجال الغاز في فنزويلا. انتظرتا سبع سنوات للحصول على ترخيص تصدير سوائل الغاز الطبيعي الذي منحناه للتو".
أفاد الوزير أنَّ موعد بدء التصدير "سيعتمد على سرعة الاستثمار الذي ستضخه الشركتان".
تريد الشركتان الأوروبيتان استئناف العمل في مشروع "كاردون 4" الذي تديرانه معاً "بأقصى طاقته"، التي تصل إلى 1.3 مليار قدم مكعب، بحسب ما قال "تيليشيا". يضخ المشروع حالياً 580 مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي لتلبية الطلب المنزلي والصناعي في فنزويلا.
لم يرد المكتب الصحفي في "ريبسول" و"إيني" على طلب للتعليق خارج ساعات العمل العادية.
عُيّن "تيليشيا"، وهو ضابط عسكري ومهندس، وزيراً لصناعة النفط الفنزويلية في مارس الماضي، بعد تحقيق شامل لمكافحة الفساد في إيرادات مفقودة تقدّر بالمليارات، وعقود معيبة، مما أطاح بسلفه طارق العيسمي، الحليف المقرب للرئيس نيكولاس مادورو.
سبق أن رَأَس "تيليشيا" شركة بتروكيماويات تابعة لــ"بتروليوس دي فنزويلا"، وأصبح رئيس الشركة الأم في أوائل يناير، ليحل محل أسدروبال شافيز، ابن عم الرئيس الراحل هوغو شافيز.
من ناحية أخرى، قال "تيليشيا" إنَّ وزارة النفط تعمل عن كثب مع مسؤولي الشركة الصينية "تشاينا ناشيونال بتروليوم" (CNPC) على استئناف العمل بخط ائتمان بين الجانبين، مما من شأنه إبعاد الوسطاء والسماح لهما بشحن الخام مباشرة. لم يرد مكتب صحفي محلي للشركة الصينية على طلب للتعليق خارج ساعات العمل العادية.
تعد "تشاينا ناشيونال بتروليوم" منتجِاً رئيسياً في حزام "أورينوكو" في فنزويلا، وتراجع إنتاج مشروعها المشترك "سينوفينسا" إلى 90 ألف برميل يومياً في أوائل أبريل، وفقاً لبيانات "بتروليوس دي فنزويلا" التي اطّلعت عليها "بلومبرغ".
النفط الفنزويلي
يأتي صعود "تيليشيا" في الوقت الذي يسعى فيه "مادورو" باستماتة إلى زيادة عوائد النفط في بلاده، مع إجراء الانتخابات الرئاسية العام المقبل، التي من المرجح أن يترشح فيها الرئيس الحالي لولاية ثالثة مدّتها ست سنوات. تمثل صناعة النفط نحو 95% من إيرادات فنزويلا الخارجية، لكنَّها ضحية لسوء إدارة هائل، وانخفاض أسعار النفط، والفساد، وعقوبات قاسية تمنع أي شركة أميركية من التعامل مع "بتروليوس دي فنزويلا" دون إعفاءات.
واصل الرئيس الأميركي جو بايدن هذه السياسة، غير أنَّه سمح بوقفها مؤقتاً مع إظهار كراكاس بوادر حسن النية. وفي أواخر العام الماضي، منحت الولايات المتحدة شركة "شيفرون" ترخيصاً لاستئناف إنتاج النفط في فنزويلا بعد التفاوض على صفقة للعمل على خطة إنفاق إنساني في المكسيك.
منذ ذلك الحين، ارتفعت صادرات النفط لتصل إلى أعلى مستوى لها في 16 شهراً عند 560 ألف برميل يومياً في أبريل. ومع ذلك؛ يجد "مادورو" صعوبة للوصول إلى هدف إنتاج مليون برميل، وهو أقل من نصف ما كانت فنزويلا تنتجه عندما تولى السلطة في 2013.