بلومبرغ
تدرس شركة "سوزانو" (Suzano)، أكبر منتج للب الخشب الصلب، بيع منتجاتها إلى الصين مسعّرةً باليوان الصيني، مما يعطي إشارة إضافية إلى أنَّ الدولار الأميركي يفقد هيمنته في أسواق السلع الأساسية.
"تكتسب العملة الصينية أهمية متزايدة، فيما يطلب صغار العملاء في الصين تنفيذ صفقات مرتبطة بـ(الرنمينبي)"، وفق ما قاله والتر شالكا، الرئيس التنفيذي لـ"سوزانو"، خلال مقابلة من مقر "بلومبرغ" في نيويورك. وتعد الصين أكبر مشتر للسلع، وهي تستأثر بما نسبته 43% من مبيعات "سوزانو" من لب الخشب.
في حين ما يزال الدولار الأميركي يحتفظ بهيمنته؛ فإنَّ استخدام "الرنمينبي" في إبرام العقود يتزايد سريعاً في كل المجالات، بدءاً من النفط ووصولاً إلى النيكل. وعززت العقوبات على موسكو جراء غزوها لأوكرانيا هذا الاتجاه. أعرب شالكا عن اعتقاده أنَّ أهمية الدولار الأميركي ستتراجع، لكنَّه أقر بأنَّه لم يحدث بعد "تحوّل كبير" نحو العملة الصينية.
أكد أنَّ التوتر المتنامي بين الولايات المتحدة والصين، يمثل مصدر القلق الأساسي لشركته، لأنَّه قد يثبط الطلب ويضغط على أسعار اللب لمدة طويلة.
قال شالكا: "لا أشك في أنَّ الصين ستصبح أكثر أهمية في الأسواق العالمية، ومن وجهة نظري الخاصة؛ سيكون من الأفضل كثيراً وجود تعاون طويل الأمد بين الغرب والشرق. لكن ما نشاهده في الوقت الراهن، هو توتّر متزايد".
فيما يلي مقتطفات من حوار شالكا، والمدير المالي مارسيلو باتشي، وقد جرى تحريره واختصاره تلافياً للإطالة، ولمزيد من الوضوح:
ما التوقعات بالنسبة إلى أسواق اللب العالمية؟
اعتدنا تماماً على تقلب أسعار لب الخشب، التي هي حالياً أقل من التكلفة الحدية لدى العديد من الشركات المنتجة حول العالم. لا نظن أنَّ هذه الحالة ستستمر طويلاً. تقوم شركات عديدة بتقليص إنتاجها من اللب، وتُجري عمليات شراء من شركات أخرى. هذا الوضع سيستمر بضعة أشهر، وسيقود إلى ارتفاع الأسعار من جديد.
إلى ماذا تتطلعون كشركة تعتبر أننا بدأنا نذهب باتجاه الركود؟
تجارة المناديل الورقية حول العالم مستقرة تماماً. على صعيد أوراق الطباعة والكتابة؛ تظهر الولايات المتحدة مؤشرات محدودة على تراجع الطلب. وفيما يبدو أداء الصين جيداً؛ تظهر أوروبا في وضع أسوأ، حيث تواصل الأسواق فيها تراجعها. ربما بدأنا نرى ركوداً في مراحله المبكرة في أوروبا مقارنة بمناطق أخرى. نحظى بحصة كبيرة في أسواق عديدة، ونتابع الكثير من شركات السلع الاستهلاكية المعبأة، مما يجعلنا على دراية بما يجري بالضبط.
لماذا يجب أن يخشى "الفيدرالي" على الدولار من اليوان الرقمي؟
ما استراتيجيتك بشأن هبوط الأسعار؟ هل ستقلل الطاقة الإنتاجية؟
لن نقع في الخطأ ذاته الذي ارتكبناه في 2019. في ذلك الوقت، واستناداً إلى توقُّعات استقرار الأسعار بدرجة أكبر، قررنا زيادة المخزونات. أما في هذه المرحلة؛ فقد قررنا الإبقاء على المخزونات كما هي، أي من تعديلات كبيرة. لدينا بعض المصانع التي لا تحقق عائداً كافياً على رأس المال، ولكن بشكل عام، نتمتع بتدفق نقدي إيجابي. الأمر ليس كذلك بالنسبة إلى منافسينا في الصين والدول الاسكندنافية وكندا ومنطقة أيبيريا؛ إذ إنَّهم غارقون في الخسائر، بسبب أنَّ التكلفة لديهم أعلى من سعر السوق. سيضعهم هذا الأمر في موقف صعب بحسب رؤيتنا، وهو ما سيضطرهم إلى إغلاق بعض منشآتهم.
لقد كنت صوتاً قوياً مناهضاً لإزالة غابات الأمازون في البرازيل. ما رأيك في السياسة البيئية الجديدة الخاصة بإدارة الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا؟
لقد تواصلنا مع الحكومة، ويبدو خطابهم صادقاً. المشكلة فقط تتمثل في أنَّ خطة العمل لا تتحرك بالسرعة المطلوبة. نحتاج إلى وقف إزالة الغابات بطريقة غير شرعية، وهذه مسألة بغاية الأهمية بالنسبة إلى العالم ككل.
كيف ترى ظروف إصدار السندات الخضراء والاستثمارات الخضراء للشركات البرازيلية، لا سيما في عهد لولا دا سيلفا؟
باتشي: أصدرنا سندات عديدة خلال الأعوام القليلة الماضية، وكانت علاوة العائد التي حصلنا عليها مؤثرة بالنسبة لنا. مع تغيرات أسعار الفائدة؛ لم تعد عمليات الإصدار تثير اهتمامنا. السوق متاحة لعمليات الإصدار، لكن بفائدة أعلى مما كانت عليه من قبل. كذلك، عندما تعاني السوق من تراجع السيولة النقدية، يصعب الحصول على علاوة لأي هيكل تمويلي على غرار السندات الخضراء.
شالكا: أشعر بخيبة أمل نوعاً ما إزاء السوق المالية، لأنَّ الجميع يتناقل الحديث عن العمل في المجالات الخضراء، لكن علاوة العائد الأخضر حالياً تقترب من الصفر. ما الذي ستستفيده الشركات من طرح سندات خضراء دون علاوة عائد أو علاوة قريبة من مستوى الصفر؟
بعد الاستحواذ على أصول " كيمبرلي كلارك "في البرازيل، هل تدرس الدخول إلى سوق السلع الاستهلاكية المعبأة في مناطق أخرى؟
هناك أمران نأخذهما بعين الاعتبار بالنسبة إلى الاستثمار. الأمر الأول هو التمايز: لا نود أن نصبح غير مصنفين. لا نرى أي تمايز في مجال السلع الاستهلاكية المعبأة خارج البرازيل. والأمر الآخر هو نطاق التوسع؛ إذ إنَّنا لا ننضم إلى أي نشاط تجاري لا يمكننا تحويله إلى نشاط جيد في الأجل البعيد.