الشرق
تسلّمت اليابان أول شحنة أمونيا قليلة الانبعاثات من السعودية، حاصلة على شهادة معتمدة من جهة محايدة لاستخدامها وقوداً لتوليد الكهرباء، وذلك ضمن خطط المملكة لإنشاء شبكة إمدادات عالمية من هذا الوقود منخفض الانبعاثات الكربونية.
شاركت عدة جهات في عملية الإنتاج، إذ قامت شركة "سابك" للمغذيات الزراعية بتصنيع الأمونيا باستخدام اللقيم المنتج من "أرامكو" السعودية، وجرى بيعها لشركة "فوجي أويل" اليابانية عن طريق شركة "أرامكو للتجارة". وتولت شركة "ميتسوي أو إس كي لاينز" مسؤولية نقل السائل إلى اليابان، ثم تم نقل الأمونيا قليلة الانبعاثات إلى مصفاة "سوديغوارا"، حيث يتم استخدامها في توليد الكهرباء عن طريق الحرق المشترك بدعم فني من شركة "جابان أويل إنجنيرنغ كو"، وفق وكالة الأنباء السعودية (واس).
تعد الأمونيا الزرقاء بديلاً منخفض الكربون للأمونيا الرمادية التقليدية، وهي تتكوّن من الهيدروجين، الغاز الذي يُنظر إليه على أنَّه رئيسي لإحداث تحوّل في مجال الطاقة عالمياً نظراً لانبعاث بخار الماء منه عند الاحتراق فقط. ويطلق عليه اسم الوقود الأزرق لأنَّه يتم احتجاز انبعاثات الكربون من عملية التحويل. ويؤدي تحويل الهيدروجين لأمونيا إلى إمكانية شحنه بسهولة أكبر.
يُذكر أنه في عام 2020، أرسلت "أرامكو" السعودية بالتعاون مع "سابك" أول شحنة من الأمونيا قليلة الانبعاثات إلى اليابان في مشروع تجريبي، كما حصلت الشركتان في 2022، على أول اعتماد في العالم من جهة محايدة لمنتجات الهيدروجين والأمونيا قليلة الانبعاثات. وفي نهاية ذلك العام، كانت الشركتان قد سلمتا أول شحنة من الأمونيا قليلة الانبعاثات المعتمدة في العالم إلى كوريا الجنوبية.
أكبر مصدر للهيدروجين
قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان في تصريح سابق إنَّ المملكة، ومن خلال التعاون بين "سابك" و"أرامكو" في هذا المجال، تتطلع لأن تصبح أكبر مُصدّر في العالم لمنتجات الهيدروجين النظيف بحلول عام 2030.
الشحنة التي جرى تصديرها حاصلة على شهادة معتمدة من جهة محايدة لاستخدامها كوقود لتوليد الكهرباء، وفق البيان.
تخطط وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية لزيادة استخدام الأمونيا كوقود لتوليد الكهرباء وأنظمة دفع السفن، وذلك ضمن الجهود المبذولة لتحقيق أهداف البلاد الرامية إلى إزالة الكربون بحلول عام 2050.
اقرأ المزيد: السعودية تصدّر أول شحنة أمونيا زرقاء إلى كوريا الجنوبية
سوق ناشئة
ما زالت سوق الأمونيا العالمية ناشئة، لكن يُتوقَّع أن تشهد نمواً كبديل نظيف عن الوقود الأحفوري، إذ يمكن حرق الأمونيا لإنتاج الكهرباء أو استخدامها كسماد.
تستثمر شركات عديدة عاملة في مجال الطاقة في مثل هذه الأنواع من الوقود، برغم أنَّها بدأت حديثاً في إنشاء مرافق التصنيع واحتجاز الكربون والتصدير. غير أنَّ تكاليف الإنتاج ما تزال أعلى بكثير من تكاليف النفط والغاز.
تقود السعودية والإمارات التوجه بين حكومات الخليج العربي لبيع الهيدروجين والأمونيا، حيث يسعى أعضاء منظمة "أوبك" إلى الاستفادة من علاقات العملاء وسلاسل التوريد للوقود السائل.
في نوفمبر، وقَّعت "أرامكو" اتفاقية مع "برتامينا" الإندونيسية لاستكشاف التعاون عبر سلاسل القيم في الهيدروجين والأمونيا، وهي تتضمن تقييم إمكانية التعاون في تطوير سلسلة القيمة للأمونيا والهيدروجين النظيفين، ودراسة إمكانية احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه في المرافق الحالية لمجموعة "برتامينا" وغيرها من المواقع المحتملة المتفق عليها.
قبل ذلك في سبتمبر، صدّرت شركة "فيرتيغلوب" في الإمارات، وهي مشروع مشترك بين شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" و"أو سي آي" (OCI)، أول شحنة أمونيا منخفضة الكربون من إنتاج مصنعها بمجمع الرويس الصناعي في أبوظبي إلى ألمانيا.
قطر بدورها كانت قد أعلنت مؤخراً أنَّها تعتزم بناء مصنع بتكلفة مليار دولار لإنتاج الأمونيا الزرقاء، الذي سيكون قادراً على إنتاج 1.2 مليون طن سنوياً، بحسب ما قال سعد الكعبي وزير الطاقة القطري والرئيس التنفيذي لشركة "قطر للطاقة".