الشرق
تراجعت أرباح الشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك" بنسبة 94% إلى 290 مليون ريال سعودي (80 مليون دولار أميركي) في الربع الأخير من العام المنصرم، متأثرة بارتفاع التكاليف، في أسوأ أداء منذ الربع الثاني من عام 2020.
حسب البيانات المعلنة اليوم الثلاثاء حققت الشركة تراجعاً في صافي الدخل للعام الماضي بنسبة 28.35%، لتصل إلى 16.5 مليار ريال.
عزت الشركة تراجع الأرباح إلى انخفاض هوامش الربحية لمعظم المنتجات الرئيسية نتيجة ارتفاع متوسط أسعار مواد اللقيم وتكاليف الشحن والتوزيع، إضافة إلى تسجيل مخصصات انخفاض في قيمة بعض الأصول المالية والرأسمالية بصافي 1.49 مليار ريال، قابله جزئياً تسجيل مكاسب من إعادة تقييم و بيع بعض الاستثمارات في الشركات الزميلة والمشاريع المشتركة بمبلغ 59 مليون ريال.
وعلى أساس ربعي تراجعت الأرباح بنسبة 84% بعدما كانت 1.84 مليار ريال في الربع الثالث من نفس العام.
تعليقاً على النتائج قال مازن السديري، رئيس الأبحاث في الراجحي المالية، إن التراجع في الأرباح كان متوقعاً في ظل تراجع أسعار البتروكيماويات بصورة كبيرة في الربع الأخير من العام الماضي.
على الرغم من ذلك أبقى السديري نظرته لسعر سهم "سابك" في المنطقة المحايدة عند 90 ريالاً، دون تعديل.
استمرار الضغط
تتوقع عملاقة البتروكيماويات السعودية "سابك" في بيانها اليوم أن يستمر الضغط على الهوامش الربحية في النصف الأول من عام 2023، بسبب تراجع معدلات الطلب والطاقات العالمية الجديدة للمنتجات الرئيسية.
تعقيباً على النتائج، قال عبد الرحمن بن صالح الفقيه، الرئيس التنفيذي للشركة، إنّ "سابك" حافظت على نمو المبيعات رغم الظروف الصعبة التي عانت منها الاقتصادات العالمية، وذلك بدعم مشاريع النمو وتحسين أداء تشغيل المصانع وتحقيق الاستفادة المثلى من المخزون والتعاون مع "أرامكو السعودية".
يُذكر أن الفقيه كُلِّف منصب الرئيس التنفيذي لشركة "سابك" في سبتمبر الماضي بعد أن غادر الرئيس التنفيذي السابق يوسف البنيان لتولي مهام وزارة التعليم في المملكة.
المؤشرات المالية لعام 2022
البند | عام 2022 (مليار ريال) | عام 2021 (مليار ريال) | التغير % |
المبيعات | 198.47 | 174.88 | 13.49 |
الربح التشغيلي | 23.88 | 33.6 | -28.93 |
صافي الربح بعد الزكاة والضريبة | 16.53 | 23.07 | -28.35 |
ربحية السهم | 5.51 ريال | 7.69 ريال | -28.3 |
يرى محمد عادل محلل "اقتصاد الشرق" أن المبيعات "سابك" ارتفعت على أساس سنوي ولكنها تتجه نحو التباطؤ في ضوء المقارنة بمعدلات النمو السابقة وتوقعات الطلب العالمي.
كانت "سابك"، ثاني أكبر منتج للبتروكيماويات في العالم من حيث القيمة السوقية، توقعت في أكتوبر الماضي استمرار الضغط على هوامش الأرباح في الربع الرابع، نتيجة لتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.
تُعَدّ المملكة العربية السعودية رابع أكبر منتج عالمي للبتروكيماويات، ويرى وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، وفق تصريحات سابقة، أنَّ بلاده تمتلك جميع المقومات اللازمة لتنمية هذا القطاع مستقبلاً باعتباره الأكثر نمواً في الطلب على البترول عالمياً، لافتاً إلى أنَّ نمو القطاع سيستمر في التسارع خلال السنوات القادمة بنسبة 60% حتى عام 2040.
تنتج المملكة سنوياً 38 مليون طن من المواد البتروكيماوية، لكنها لا تستفيد إلا من ستة ملايين طن للصناعات التحويلية، وفق تصريحات وزير الطاقة في أكتوبر، مشيراً في حينه إلى أن في الطلب على البتروكيماويات زيادة بنحو 6%، و"لدى الدولة برنامج طموح لإيجاد بدائل لاستخدامات البترول في حال انخفض الطلب عليه مستقبلاً، لإنتاج مواد نهائية استهلاكية".