"فولكس واجن" تدرس السوق الهندية وسط مخاوف جيوسياسية من الصين

الجهود المتوقعة ستمثل محاولة جديدة لصانعة السيارات لدخول الهند بعد تجارب فاشلة سابقاً

time reading iconدقائق القراءة - 8
أرنو أنتليتز، المدير المالي لـ\"فولكس واجن\"  - المصدر: بلومبرغ
أرنو أنتليتز، المدير المالي لـ"فولكس واجن" - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تعاود أكبر صانعة سيارات في أوروبا دراسة الاتجاه إلى الهند من جديد، إذ قال المدير المالي لـ"فولكس واجن"، أرنو أنتليتز، إنَّ الشركة ترغب في الحفاظ على مركزها كلاعب قوي في أوروبا والصين بالفعل، ولكن في ضوء التوترات الجيوسياسية المتزايدة، وبيئة عمل تنظيمية تزداد تعقيداً؛ تتجه صانعة السيارات الألمانية بعيداً عن الولايات المتحدة بحثاً عن سوق تملك إمكانات للنمو.

وذكر أنتليتز في مقابلة مع مجلة "بورشه كونسلتينغ" (Porsche Consulting): "نفكر في التحوّل إلى الهند بحيث تصبح مركزاً أقوى لنا في هذا العالم الجديد، حيث تملك البلاد إمكانات نمو هائلة في رأيي".

تعتبر هذه الخطوة بمثابة محاولة جديدة للشركة لدخول السوق الهندية بشكل كبير. خاصة بعد فشل جهود الشركة السابقة لتعزيز وجودها في الهند، إذ انتهى التحالف بينها وبين "سوزوكي موتور" (Suzuki Motor) بخلاف قانوني شرس قبل أن يتم تصنيع سيارة واحدة، كما لم تثمر محادثاتها بشأن التعاون مع "تاتا موتورز" (Tata Motors)، صانعة العلامة التجارية "جاغوار"، عن شيء.

الاتجاه للسوق الهندية

لكن مع تصاعد حدة التوترات بين الولايات المتحدة والصين، ودعم الدولة الآسيوية العملاقة لروسيا بعد غزوها أوكرانيا، مما تسبب في زيادة الغضب الموجّه نحو بكين؛ تجذب الإمكانيات الضخمة للسوق الهندية اهتمام الشركة من جديد.

تخطى عدد سكان الهند نظيره الصيني بنهاية العام الماضي. وبما أنَّ نصف تعداد السكان تحت سن الـ30، فإنَّ لدى الهند إمكانية أن تصبح الاقتصاد الرئيسي الأسرع نمواً في العالم خلال السنوات المقبلة.

كان التحوّل نحو وسائل نقل الركاب التي تعمل بالكهرباء على نطاق واسع بطيئاً في الهند، إذ تُثني تكاليف الإنتاج الأولية شركات التصنيع عن إنتاجها، كما يعزف المستهلكون عنها بسبب شح البنية التحتية لشحن المركبات. لكنَّ الطلب على السيارات الرياضية متعددة الاستخدامات منخفضة التكلفة، التي تعمل بالبطاريات، يتزايد، كما تجد الآن الشركات المحلية لتصنيع السيارات أنفسها تتنافس مع مصنّعين من الصين وكوريا الجنوبية للحصول على حصة في السوق.

سبل التعاون

قالت "فولكس واجن" في أغسطس الماضي إنَّها بصدد عقد صفقة لتوريد المكونات لـ5 سيارات رياضية متعددة الاستخدامات وكهربائية جديدة من شركة "ماهيندرا آند ماهيندرا" (Mahindra & Mahindra) الهندية، مضيفةً أنَّها أرادت استكشاف طرق للتعاون لمساعدة السوق الهندية على التحول إلى المركبات الكهربائية بوتيرة أسرع.

وذكر أنتليتز أنَّه لم يتضح بعد كيف سيتطور الاقتصاد العالمي في ظل الضغط المتواصل الناتج عن أزمات سلسلة الإمداد، الذي يحد من عدد السيارات الممكن تصنيعها وبيعها.

نظراً لاحتمالات ازدياد وضع الاقتصاد سوءاً والطلب المنكمش أيضاً؛ تسعى "فولكس واجن" لتفادي تخفيض الأسعار خلال الأشهر المقبلة.

نهج التحوّط

قال أنتليتز: "نتوقَّع أن تتحسن سلاسل توريد أشباه الموصلات على مستوى العالم في العام الحالي. ويعني ذلك أنَّ الطلب المنخفض سيقابله تحسن في المعروض. وفي تلك المرحلة، علينا ألا نسمح لأنفسنا بالعودة مرة أخرى لعادة تقديم الحسومات. علينا الحفاظ على انضباط الأسعار".

أضاف أنتليتز أنَّ التحوط ما يزال أداة رئيسية تتيح لـ"فولكس واجن" التكيف مع ارتفاع تكلفة المواد الخام، لكن ذلك النهج سيصبح ثانوياً لاستراتيجية التكامل الرأسي.

واختتم: "الميزة الكبرى ستكون عبر دخول سلسلة المواد الخام بنفسك، وإحكام قبضتك على تكوين القيمة بشكل أكبر"، مضيفاً أنَّ الاستثمار في التكامل الرأسي يجب أن يحدث "بشكل انتقائي للغاية".

تصنيفات

قصص قد تهمك