بلومبرغ
تفوقت أرباح "إكسون موبيل" (Exxon Mobil) على التوقعات للمرة التاسعة في عشرة أرباع، حيث ساعدت هوامش صناعة الوقود القوية شركة النفط العملاقة على تحقيق أفضل أداء سنوي على الإطلاق.
الأرباح المعدلة بلغت 3.40 دولار للسهم في هذه الفترة، متجاوزة متوسط تقديرات المحللين في استطلاع بلومبرغ البالغ 3.30 دولار.
تجاوزت أرباح العام بأكمله البالغة 55.7 مليار دولار الرقم القياسي السابق لشركة "إكسون" البالغ 45.2 مليار دولار في 2008، والذي كان يُعدّ آنذاك هو الأكبر في تاريخ الشركات الأميركية.
أداء "إكسون" المتفوق يأتي وسط تناقض ملحوظ مع منافستها "شيفرون" الأميركية، التي كشفت الأسبوع الماضي عن أرباح أقل من التقديرات، بعد أيام فقط من إعلانها عن برنامج ضخم لإعادة شراء الأسهم بقيمة 75 مليار دولار.
"شيفرون" تحقق أرباحاً قياسية بدعم من صعود النفط
بحر من السيولة
سجلت الشركات الخمس الكبار بقطاع النفط مستويات قوية جداً من السيولة في سنة 2022 القياسية، لكن تتصاعد الضغوط على الإدارات التنفيذية لتلبية المطالب المتنافسة: شهية المستثمرين لتوزيعات أكبر وعمليات إعادة الشراء، في مقابل الغضب السياسي بسبب الأرباح المفاجئة خلال فترة الحرب والاضطراب الاقتصادي.
إعادة شراء عمالقة النفط لأسهمهم قمة جبل جليدي بتريليون دولار
تعرضت "شيفرون" لانتقادات شديدة من قبل البيت الأبيض والأعضاء الديمقراطيين في الكونغرس عندما كشفت الأسبوع الماضي عن خطط لتوزيع 75 مليار دولار على المستثمرين في شكل عمليات إعادة شراء للأسهم.
قامت "إكسون" بتمديد عمليات إعادة شراء الأسهم عدة مرات العام الماضي، وقد أشارت بالفعل إلى نيتها إعادة شراء أسهم بقيمة 50 مليار دولار حتى 2024.من المرجح أن يتم الاستفسار من الرئيس التنفيذي، دارين وودز، عما إذا كان بإمكان "إكسون" زيادة وتيرة عمليات إعادة الشراء مرة أخرى في المكالمة الجماعية التي يستضيفها مع المحللين في الساعة 8:30 صباحاً بتوقيت نيويورك.
زيادة إنتاج النفط
هناك دلائل أيضاً على أن وول ستريت حريصة من جديد على رؤية مستكشفي النفط يزيدون إنتاجهم من الخام، بعد فترة توقف طويلة.
واجه المسؤولون التنفيذيون في شركة "شيفرون" تساؤلات عديدة حول خطط النمو الأسبوع الماضي، وأشار العديد من المحللين إلى خيبة أملهم بعد توقع الشركة، التي يقع مقرها في كاليفورنيا، بتحقيق زيادة في الإنتاج من صفر إلى 3% هذا العام.
عمالقة النفط على موعد مع أرباح قياسية بينما يئن العالم من ارتفاع تكلفة الوقود
قالت "كوين آند كو" (Cowen & Co) في مذكرة للعملاء إن تباطؤ النمو السنوي لإنتاج "شيفرون" من حوض بيرميان إلى 10% سيكون على الأرجح "عبئاً" على السهم.
الاستثمار في النفط والطاقة المتجددة
ومع ذلك، فإن "إكسون" لديها مجال أقل للقلق عندما يتعلق الأمر بالنمو مقارنة ببعض أقرانها. كتب "غولدمان ساكس" في مذكرة في 20 يناير أن الشركة لديها "قائمة مشاريع قيد التنفيذ متباينة بمجالات الاستكشاف والإنتاج" والتي ينبغي أن تزيد العائد على رأس المال خلال السنوات القادمة.
واصلت شركة النفط العملاقة المتواجدة في تكساس الاستثمار في المشاريع الكبرى في غويانا ومنطقة بيرميان خلال الوباء، والتي -وفقاً لتقديرات "إكسون" الخاصة- قد يكون لها تأثير غير مباشر على زيادة الإنتاج إلى ما يعادل أكثر من 4 ملايين برميل يومياً بحلول 2027. أي بزيادة بنحو 8% من المستويات الحالية.
إلى جانب نمو الوقود الأحفوري، تخطط "إكسون" لزيادة الإنفاق على استثمارات الطاقة النظيفة من خلال التركيز على احتجاز الكربون والهيدروجين والوقود الحيوي.
استشهدت الشركة بقانون الحد من التضخم لإدارة بايدن باعتباره ركيزة أساسية للسياسة تعمل على تحسين ربحية إزالة الكربون من العمليات الحالية، لكنها قالت إن هناك حاجة إلى مزيد من الدعم الحكومي للمشاريع الكبيرة مثل اقتراحها لالتقاط الانبعاثات من المنشآت الصناعية على طول قناة هيوستن للسفن.