المصدر:
بلومبرغ
تقرر تأجيل توسعة مصنع "تسلا" في شنغهاي، بسبب مخاوف صينية تتعلق بالبيانات التي تشكّل خطراً وتضع العوائق أمام طموحات الشركة الأميركية المصنّعة للسيارات الكهربائية لمواصلة النمو في الصين، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
قال الأشخاص، الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لأنه غير مصرح لهم بالتحدث للرأي العام، إن ما يُسمى بالتوسع في المرحلة الثالثة كان من المقرر أساساً أن يبدأ في منتصف 2023، وكان سيشهد تضاعف قدرة المصنع إلى إنتاج حوالي مليوني سيارة سنوياً.
أعرب بعض مسؤولي الحكومة المركزية في الصين عن قلقهم بشأن شركة أميركية لها صلات بمبادرة "ستارلينك" التابعة لإيلون ماسك لتقديم خدمات الإنترنت من الفضاء والتي تتمتع بحضور كبير في أكبر اقتصاد بآسيا، حسبما قال أحد الأشخاص.
على الرغم من أن سيارات "تسلا" غير مجهزة بمعدات "ستارلينك"، والتي من شأنها أن تسمح للمستخدمين بتجاوز جدار الحماية العظيم في الصين، إلا أن بكين أصبحت قلقة بشكل متزايد إزاء أمن البيانات والاستقرار الاجتماعي.
ماسك هو الرئيس التنفيذي لكل من شركتي "تسلا" و"سبيس إكسبلوريشن تكنولوجيز" (Space Exploration Technologies Corp) التي بدأت في إطلاق أقمار "ستارلينك" خلال 2019.
تصاعد الاستياء العام
يتزامن تأخير توسعة المصنع مع تصاعد الاستياء العام تجاه الشركة الأميركية المصنعة للسيارات الكهربائية في حين تتزايد التوترات بين واشنطن وبكين.
احتشد مالكو سيارات "تسلا" الغاضبون في صالات العرض بالصين خلال عطلة نهاية الأسبوع اعتراضاً على جولة أخرى من تخفيضات الأسعار.
كذلك جرى حظر سيارات "تسلا" من المجمعات العسكرية والتجمعات السكنية بالصين في مطلع 2021 بسبب مخاوف إزاء البيانات الحساسة التي يتم جمعها بواسطة الكاميرات المدمجة في المركبات.
لم يرد ممثلو "تسلا" في الصين فوراً على طلب للتعليق. لم يرد ممثلو اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح في الصين على طلب أرسل بالفاكس للتعليق.
اكتملت بالفعل المرحلتان الأولى والثانية لبناء وتوسيع مصنع "تسلا" في شنغهاي. أصبح المصنع، الذي انطلق في 2019، قادراً في الوقت الحالي على إنتاج مليون سيارة من طراز "3" سيدان والسيارة الرياضية من طراز "واي" سنويا.
كانت المرحلة الثالثة ستشمل قدراً كبيراً من أعمال البناء والأراضي الإضافية.
قال أحد الأشخاص إن مستقبل المرحلة الثالثة قد يتغير في انتظار مزيد من التوجيهات الصادرة عن كبار مسؤولي الحكومة المركزية.
قال الأشخاص إن "تسلا" تحظى بدعم المسؤولين المحليين في شنغهاي.
أصبحت الصين مركزاً صناعياً رئيسياً لشركة "تسلا" ومقرها أوستن بولاية تكساس، حيث أنتج مصنع شنغهاي أكثر من 710 آلاف سيارة في 2022، أو حوالي 52% من إنتاج الشركة في جميع أنحاء العالم.
تأثر الطلب بتباطؤ نمو الاقتصاد و"صفر كوفيد"
لكن طلب المستهلكين في الصين- أكبر سوق للسيارات العادية والكهربائية في العالم- تأثر بسبب تباطؤ النمو الاقتصادي والالتزام حتى وقت قريب بسياسة "صفر كوفيد"، التي أدت إلى عمليات إغلاق واضطرابات في سلسلة التوريد استمرت لأشهر.
لمواجهة تلك الأوضاع، خفضت" تسلا" الأسعار، وأبقت على استمرار تقديم الحوافز. مع ذلك، تراجعت عمليات التسليم في ديسمبر 2022 إلى حوالي 56 ألف وحدة، بعدما توقف الإنتاج مؤقتاً بسبب ترقيات المعدات وتراجع الطلب الاستهلاكي.
في الوقت نفسه، شحنت شركة "بي واي دي" (BYD) المنافسة المحلية، 111,939سيارة تعمل بالبطاريات الكهربائية الشهر الماضي.
مع توقف توسعات أعمالها بالصين، توسعت "تسلا" في أجزاء أخرى من آسيا، بما في ذلك افتتاح صالات العرض في تايلندا.
أفادت "بلومبرغ" يوم الأربعاء الماضي أن شركة صناعة السيارات على وشك إبرام صفقة مبدئية لإنشاء مصنع في إندونيسيا لإنتاج مليون سيارة سنوياً، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
تصنيفات
