الشرق
تضمّ طائرة "إيرباص" الجديدة من طراز A220 أكثر من 140 مكوّناً تمّ تصنيعها في المغرب، كما كشف هادي عاكوم، نائب رئيس المبيعات لأفريقيا وبلاد الشام في شركة تصنيع الطائرات الأوروبية، بمقابلة مع "الشرق"، آملاً في تلقي طلبية شراء لهذا الطراز، الذي يخدم الرحلات الإقليمية القصيرة، من الخطوط الملكية المغربية "بعد تجاوزها التداعيات الناجمة عن أزمة كورونا".
كلام المسؤول في "إيرباص"، جاء خلال عرض الطائرة لأول مرة في المغرب مساء الخميس، حيث أضاف: A220 تضم 140 جزءاً مصنوعاً في المغرب، وتتميز بانبعاثات ثاني أكسيد الكربون أقل بنسبة 25%، كما تقل انبعاثاتها من أكسيد النيتروجين بنحو 50% مقارنة بالجيل السابق، وهي مصنعة لسوق الطائرات المتوسطة من سعة 100 إلى 150 مقعداً.
على الرغم من تواجد "إيرباص" في المغرب منذ عام 1951 إلا الخطوط الملكية المغربية لا تفضل طائراتها، حيث يتشكل أغلب أسطولها من طائرات "بوينغ" الأميركية. في المقابل، تتعامل الشركة الأوروبية مع الجيش المغربي منذ عام 1991.
اقرأ أيضا: رئيس "إيرباص" يتوقع أن تضغط أزمة الطاقة على الإنتاج في الربيع المقبل
تراهن "إيرباص" على تلقي طلبية من الخطوط الملكية المغربية بعد تجاوزها تأثيرات إغلاق الحدود خلال جائحة كورونا، وارتفاع أسعار الوقود على توازنها المالي، إذ تشير التقديرات الرسمية إلى أنها ستسجل مع نهاية العام خسائر بـ2.7 مليار درهم.
أشار ميكائيل هواري، رئيس شركة إيرباص لأفريقيا والشرق الأوسط، إلى أن الشركة تتعامل مع أكثر من 100 مورد في المغرب وتوفر 10 آلاف وظيفة مباشرة وغير مباشرة، وتحقق أكثر من مليار يورو كعائد سنوي لقطاع صناعة الطيران في المملكة، ما يمثّل ما بين 60 إلى 80% من القطاع.
تُعتبر صناعة الطيران من أهم القطاعات في المغرب بـ142 شركة صدّرت في نهاية أكتوبر ما قيمته 17 مليار درهم (1.6 مليار دولار)، ويرتقب أن تتجاوز في نهاية العام سقف 20 مليار درهم (1.8 مليار دولار) لأول مرة.
الطلب الأفريقي
تُصنّع "إيرباص" في المغرب أجزاءً مهمة من جميع طائراتها، مثل الصفائح المعدنية وأجزاء من المقصورة الداخلية والغلاف المعدني للمحرك والأسلاك الكهربائية، كما توفر عمليات تشغيل المعدات، وخطوط خاصة لتجميع أجزاء الطائرات، وذلك من خلال ثلاث مواقع صناعية في المملكة.
اقرأ أيضا: إيرباص تخفض عدد الطائرات المستهدف تسليمها وسط أزمة الإمدادات
الطائرة الحديثة التي عرضتها "إيرباص" في المغرب اشترتها شركة "طيران البلطيق"، المملوكة لحكومة لاتفيا، وتتمتع بمدى طيران يصل إلى 6390 كيلومتراً، وقد تلقت الشركة حتى الآن 788 طلباً من أكثر 25 عميلاً عبر العالم، وتم تسليم 232 منها لـ16 شركة طيران في أوروبا وأفريقيا، فيما لا تزال هناك طلبات متراكمة بـ566 طلباً في نهاية أكتوبر.
حسب توقعات "إيرباص"، ستحتاج شركات الطيران الأفريقية لـ1230 طائرة جديدة بحلول عام 2040 للاستجابة لنمو حركة الركاب من وإلى أفريقيا بنسبة 4.1%، إضافة إلى احتياجات الصيانة التي ستتضاعف، وسيكون للمغرب دور مهم في الاستجابة لهذا الطلب بالنظر للخبرة التي تراكمت في هذا المجال.