الشرق
يضع الملياردير المصري ناصف ساويرس تحرير العملة شرطاً للخروج من الأزمة، مطمئناً "القلقين" من هبوط الجنيه بأن أداءه أفضل من الين الياباني.
المؤسس والمساهم الرئيسي في "أوراسكوم كونستراكشون"، أكّد في مقابلة مع "الشرق" أن البلد العربي الأكبر من حيث عدد السكان يجب أن يتجاوز "بسرعة" الضغوط الحالية؛ "بفكرٍ منفتح على تحرير العملة بالكامل، بهدف تحريك عجلة الاقتصاد".
أقرّ "المركزي" المصري اعتماد سعر صرف مرن للجنيه مقابل العملات الأجنبية، في أكتوبر، استناداً لآلية العرض والطلب في السوق، ما دفع الدولار للصعود بنحو 25% خلال شهر إلى 24.6 جنيه، وليقفز بذلك 57% منذ مارس الماضي.
ساويرس أشار إلى أن كافة الأسواق الناشئة، وليس مصر فقط، تتعرض لهزات ناتجة عن الظروف العالمية وارتفاع سعر الفائدة الأميركية. ناصحاً بالاستثمار بشهادات الإيداع المصرية ذات العائد المرتفع 18%، كونها "آمنة"، في حين أن البورصة "ليست للكل"
في تقرير صادر هذا الأسبوع، اعتبر بنك "نومورا" الياباني أن مصر ضمن الأسواق الناشئة الأكثر عُرضة لأزمة عملة خلال العام المقبل. في حين قدّر "إتش إس بي سي" (HSBC) أن يتحرك سعر العملة المصرية إلى إلى 26 جنيهاً مقابل الدولار.
الجنيه المصري تحت الاختبار مجدداً.. ما الذي تتوقعه بنوك الاستثمار؟
المقابلة مع ناصف ساويرس جاءت على هامش فعالية خاصة ببرنامج جامعة شيكاغو للمنح الدراسية بالتعاون مع مؤسسة ساويرس، حيث نوّه رجل الأعمال بضرورة حصول مصر على حصة من التعليم في أفضل 10 جامعات عالمياً، باعتبار أن مجموعة الطلاب التي تدرس في مثل هذه الجامعات هي التي "يُمكن أن تُحدث فرقاً عندما تعود إلى البلد". موضحاً أن اختيار جامعة شيكاغو يعود لكونها المصنفة أولى عالمياً في الاقتصاد.
الهيدروجين و"بتكوين"
يرى ناصف أن الاقتصاد المصري "مليء بالفرص، وإحدى أبرزها وأسرعها نموّاً هي السياحة المرشحة لتحقيق نهضة غير مسبوقة، شريطة تحسين بعض الإجراءات". لكنه يُفصح لـ"الشرق" أنه لن يستثمر في هذا القطاع، تاركاً المجال لشقيقية نجيب وسميح.
وزير السياحة لـ"الشرق": مصر تستهدف زيادة عدد ضيوفها 30%
أمّا تركيزة الاستثماري مؤخراً، فينصبُّ على الطاقة المتجددة؛ حيث تمتلك مصر "ميزة نسبية"، كما يقول، لاسيما في طاقة الرياح.
قبل أسبوع من انطلاق قمة المناخ "كوب 27" في شرم الشيخ، أعلن تحالف يضمّ "أوراسكوم كونستراكشون"، و"تويوتا" اليابانية، و"إنجي" الفرنسية، عن مشروع محطة جديدة لإنتاج الكهرباء بطاقة الرياح بقدرة أوّلية 500 ميغاواط في منطقة رأس غارب بالقرب من البحر الأحمر، على أن تصل القدرة النهائية للمشروع عند اكتماله إلى 3 غيغاواط.
ومطلع نوفمبر، بدأ التشغيل التجريبي لأول مصنع متكامل لإنتاج الهيدروجين الأخضر في أفريقيا، الذي يجري تشييده في العين السخنة، بالشراكة بين "فيرتيغلوب"، و"سكاتك"، و"صندوق مصر السيادي"، وأوراسكوم كونستراكشون" التي تملك 25% من المشروع.
مع إسدال ستار "كوب27".. مصر تكافح لبناء مستقبل باهظ التكلفة
ردّاً على سؤال حول رؤيته للاستثمار في العملات المشفرة، وعلى رأسها "بتكوين"، أجاب ساويرس: "أنا غير مقتنع بذلك نهائياً، لأن معظم استخدامات العملات المشفرة غير قانونية، ولا أتوقع استمراريتها، وأرفض تماما الاستثمار فيها لبعدها عن الضوابط الرقابية".