بلومبرغ
خفضت شركة "فورد موتور" توقعات أرباحها لعام 2022، وأشارت إلى أن أرباح هذا العام ستقع عند الحد السفلي لتوقعاتها السابقة، وسط تعامل صانعة السيارات مع نقص قطع الغيار وارتفاع المدفوعات للموردين.
تتوقع صانعة السيارات، التي كشفت عن نتائج أعمال الربع الثالث يوم الأربعاء، الإعلان عن أرباح معدلة قبل الفوائد والضرائب بقيمة 11.5 مليار دولار لعام 2022، علماً بأنها قالت سابقاً إن الأرباح قد تبلغ 12.5 مليار دولار.
قلص المحللون توقعاتهم لأرباح الربع السنوي خلال الشهر الماضي بعد أن أصدرت "فورد" تحذيراً بشأن الأرباح. وألقى المحللون باللوم على التضخم في تكاليف الموردين الإضافية البالغة مليار دولار خلال هذه الفترة، قائلين إنه سيتسبب في تراكم 40 ألفاً إلى 45 ألف سيارة ذات هامش ربح مرتفع ترقباً لقطع الغيار الناقصة.
اقرأ أيضاً: "فورد" تلغي 3000 وظيفة تقليدية لدعم التحول إلى السيارات الكهربائية
كانت المشاكل حادة للغاية في أميركا الشمالية وتسببت في انخفاض هامش ربح "فورد" بمقدار النصف إلى 5% في المنطقة التي تعد أكبر أسواقها وأكثرها ربحية. قالت "فورد" يوم الأربعاء إن أعمال تصنيع هذه المركبات ستكتمل وستُسلم إلى التجار في الأشهر الأخيرة من العام، فضلاً عن أن هوامش الربح ستنتعش إلى 10% هذا الربع.
قال المدير المالي للشركة جون لولر، في مكالمة مع الصحفيين، إن "النتائج كان يمكن أن تكون أفضل، لكن النقطة المضيئة الحقيقية في كل هذا هي التدفق النقدي الحر المعدل، بجانب أن ميزانيتنا في حالة جيدة للغاية".
نتائج "فورد" تأتي على النقيض من تلك التي أعلنتها شركتا "جنرال موتورز" و "تسلا". وتفوقت "جنرال موتورز" على تقديرات أرباح البنوك الأميركية الكبرى، مستفيدة من المبيعات القوية للسيارات الرياضية متعددة الأغراض "كاديلاك" وأكبر شاحناتها، كما تجاوزت أرباح "تسلا" أيضاً التقديرات.
الربع الثالث
ارتفعت إيرادات "فورد" للربع الثالث بنسبة 10% لتصل إلى 39.4 مليار دولار، متجاوزة توقعات البنوك الأميركية الكبرى البالغة 36.4 مليار دولار. ووصلت أرباح "فورد" إلى 30 سنتاً للسهم باستثناء بعض البنود، حيث تتعامل الشركة مع نقص قطع الغيار وتكاليف الموردين، مقارنة بتوقعات وول ستريت البالغة 31 سنتاً للسهم.
إلى جانب الأرباح، أعلنت شركة "فورد"، ومقرها ديربورن بولاية ميشيغان، عن خطط لإعادة شراء ما يصل إلى 35 مليوناً من أسهمها بقيمة 450 مليون دولار تقريباً وفقاً للأسعار الحالية. كما أنها قالت إن التدفق النقدي الحر للعام بأكمله سيتراوح بين 9.5 مليار دولار و10 مليارات دولار.
في الوقت نفسه، قالت الشركة يوم الأربعاء إنها ستتحمل رسوماً قدرها 2.7 مليار دولار نظير إغلاق مشروع "أرغو أيه آي" (Argo AI)، وهو مشروع قيادة ذاتية مشترك مع شركة "فولكس واجن".
يعمل الرئيس التنفيذي لـ"فورد"، جيم فارلي، على تصميم تحول جذري في الشركة، وسط محاولته منافسة شركة "تسلا" من خلال استثمار 50 مليار دولار في السيارات الكهربائية ووضع خطة لإنتاج مليوني سيارة كهربائية سنوياً بحلول نهاية عام 2026.
اقرأ المزيد: "فورد" تخصص مليارات الدولارات لمنافسة "تسلا" بسوق السيارات الكهربائية
وحتى يحقق مثل هذا النجاح، يخطط فارلي لخفض التكاليف بمقدار 3 مليارات دولار، وهي خطوة تضمنت شطب 3000 وظيفة مدفوعة الأجر في أغسطس مع احتمالية تسريح مزيد من العمالة في المستقبل.
انخفضت أسهم "فورد" بنسبة 38% هذا العام وسط الاضطرابات والمخاوف من ركود وشيك. كذلك، تراجعت الأسهم بنسبة تقل عن 1% إلى 12.71 دولار في الساعة 5:14 مساءً بتوقيت نيويورك في عمليات التداول الممتدة بعد الإعلان عن الأرباح.
أسهم "فورد" تنخفض إثر زيادة غير متوقعة بمليار دولار في تكاليف التوريد
قال المدير المالي لولر إن "فورد" تتوقع "ركوداً خفيفاً أو معتدلاً" العام المقبل، لكنها مستعدة بشكل أفضل لمواجهة الركود نظراً لانخفاض المخزونات والحوافز.
الربح المعدل
انخفضت الأرباح المعدلة قبل الفوائد والضرائب إلى 1.8 مليار دولار في الربع الثالث، مقارنة بتوقعات المحللين البالغة 1.82 مليار دولار.
تراجعت أرباح الشركة في أميركا الشمالية، مع انخفاض الأرباح قبل الفوائد والضرائب إلى 1.31 مليار دولار من 2.42 مليار دولار خلال العام الماضي. وارتفعت المبيعات بنسبة 16% بقيادة موديلات جديدة مثل "إف-150 لايتنينغ" الكهربائية والشاحنة المدمجة "مافريك".
في أوروبا، سجلت "فورد" أرباحاً قبل الفوائد والضرائب بقيمة 204 ملايين دولار، مقارنة بخسارة قدرها 52 مليون دولار في نفس الفترة من العام الماضي. وأوضحت الشركة أن نقص قطع الغيار تراجع وارتفعت الشحنات بنسبة 23% مقارنة بالربع الثاني.
بالنسبة للصين، تكبدت "فورد" خسائر قدرها 193 مليون دولار قبل احتساب الفوائد والضرائب في الربع الثالث، أي أكبر من العام الماضي، حيث واصلت الشركة الاستثمار هناك في السيارات الكهربائية. أعلنت "فورد" أن مبيعاتها في الصين تراجعت بنسبة 12% خلال هذا الربع إلى نحو 133 ألف سيارة.