بلومبرغ
تسعى شركتا "بووهوو غروب بي إل سي" و"أسوس بي إل سي"، بائعتا الأزياء بالتجزئة عبر الإنترنت، إلى إنقاذ "ديبنهامز" ، و"توب شوب"، وهما علامتان تجاريتان أساسيتان للبيع بالتجزئة في المملكة المتحدة.
وقالت "بووهوو" يوم الإثنين إنها ستشتري ماركة "ديبينهامز" مقابل 55 مليون جنيه إسترليني (75 مليون دولار) فيما قالت "أسوس بي إل سي" بشكل منفصل إنها تجري محادثات حصرية مع مديري "أركيديا غروب ليميتيد" التابعة لـ"فيليب غرين"، لشراء العلامة التجارية "توب شوب" للتجزئة في المملكة المتحدة وغيرها من العلامات.
ورغم سعي بائعي التجزئة عبر الإنترنت إلى إحياء مراكز التسوق في البلاد، إلا أن اهتمامهم بالتجارة الإلكترونية والعلامات التجارية مثل "ديبنهامز" البالغة من العمر 240 عاماً، منصب على الإنترنت فقط، فيما يهدد هذا آلاف الموظفين بعد أن ألغت صناعة التجزئة في المملكة المتحدة أكثر من 100 ألف وظيفة العام الماضي.
وارتفع سهم "بووهوو" بنسبة 5.7% في لندن، بينما ارتفع سهم "أسوس "بنسبة 3.5%.
وقالت "بووهوو" يوم الإثنين إنها ستستحوذ على علامة "ديبنهامز" والعلامات التجارية الفرعية للأزياء مثل "مانتا راي آند برينسيبلز" Manta Ray and Principles.
ويعكس سعر الشراء المتواضع حقيقة أن "بووهوو" لن تشتري أياً من مخزون بائع التجزئة أو ستحتفظ بـ 124 متجراً تابعاً له. وعندما ينتهي الإغلاق الحالي الناتج عن كورونا في المملكة المتحدة، سيتم إعادة فتح المحال لفترة كافية لكي يتم بيع البضائع المتبقية قبل الإغلاق مرة أخرى.
اتفاق في اللحظة الأخيرة
وتعكس خطوة "بووهوو، بائع التجزئة عبرالإنترنت والسريع النمو، في اللحظة الأخيرة، رغبته في توسيع عروضه عبر الإنترنت بعيداً عن قاعدة عملائه الرئيسة من المراهقات والشابات في العشرينات من العمر. ويعد "ديبنهامز"، الذي يوظف 12000 شخصاً في متاجره بشكل أساسي، واحداً من أشهر العلامات التجارية للبيع بالتجزئة في بريطانيا.
وعانت سلسلة المتاجر الكبرى مؤخراً بسبب الإيجارات الباهظة والضرائب العقارية، فيما دفعت المنافسة الشرسة من التجارة الإلكترونية في المملكة المتحدة المستهلكين إلى تقليل زياراتهم للمتاجر، وسرع الوباء من هذه الظاهرة. ودخلت "ديبنهامز" في مرحلة (الإدارة)، وهي مرحلة من مراحل التعثر ببريطانيا، في ديسمبر الماضي وهي حاليًا في طور التصفية.
واشترت "بووهوو" علامتي "كارين ميلين" Karen Millen و"أويسيز" Oasis بعد إفلاسها في عام 2019. ورغم تضاؤل نجم "ديبنهامز" لسنوات عديدة، إلا أن الشركة لا تزال تسيطر على حصة كبيرة من سوق التجميل ويستقطب موقعها الإلكتروني أكثر من 300 مليون زيارة سنوياً، ما يجعلها واحدة من أفضل 10 وجهات للبيع بالتجزئة عبر الإنترنت في المملكة المتحدة.
وفي ملاحظة له هذا الصباح، قال غريغ لوليس، محلل التجزئة بـ"شور كابيتول" Shore Capital: "هذا استحواذ معقول على ما يبدو، لأنه سيُمكّن "بووهوو" من دخول الأسواق الأخرى بما ذلك الجمال والرياضة والأدوات المنزلية، كما أنه سيعزز من حصتها في الملابس النسائية والرجالية".
محادثات "توب شوب"
وبدورها، أكدت "أسوس" على قيامها بمحادثات في شأن "توب شوب" وبعض العلامات التجارية الأخرى التابعة لـ"أركيديا"، بعد تقرير "سكاي نيوز" الذي ذكر أنها المرشح الأوفر حظاً لشراء مثل هذه الأصول من الشركة المتعثرة. وبحسب التقرير، تدور النقاشات حول سعر يزيد عن 250 مليون جنيه (343 مليون دولار).
وتشمل المحادثات أيضاً العلامات التجارية "توب مان "، و"ميس سيلفريدج" ، و"هيت"، بحسب البيان الذي لم يحدد ما إذا كانت الصفقة ستضم أية متاجر.
وترغب "أسوس" في توسيع قاعدة عملائها ولديها أعمال قوية في الولايات المتحدة وأوروبا، بينما تحظى علامة "توب شوب" بشهرة كبيرة.
وفي السنوات الأخيرة، عانت العلامة التجارية العصرية منذ تعثر الإمبراطورية القوية لـ"فيليب غرين" بعد البيع الكارثي لمتجرها "بي إتش إس" BHS في عام 2015، والتراجع الحاد في المبيعات المتراجعة مع عمليات الإغلاق الفعلية.
وذكرت التقارير سابقاً اهتمام شركة "نيكست بي إل سي" لبيع الأزياء بالتجزئة ومجموعة أخرى من المشترين المحتملين بشراء "توب شوب". وأوضحت "أسوس" أنه سيتم تمويل نقداً إلا أنها لم تتأكد بعد.
وقال المحللون في "بيرينبيرغ" إن تحرك "أسوس" لشراء العلامات التجارية "توب شوب" و"توب مان" و"ميس سيلفريدج"، يعتبر منطقاً استراتيجياً جيداً لأنها معروفة جيداً بين العملاء المستهدفين لمتاجر التجزئة، وتتوافق بشكل طبيعي مع بقية أعمال الشركة.