بلومبرغ
تنمو شركة الشحن الجوي التابعة لشركة أمازون بأبطأ وتيرة منذ تفشي وباء كورونا، وهي أحدث علامة على أنَّ عملاق التجارة الإلكترونية الأميركي يتكيف مع تباطؤ الطلب.
بلغ متوسط رحلات الشحن الجوية التابعة لـ"أمازون" حوالي 194 رحلة بشكل يومي خلال سبتمبر الجاري، بزيادة 3.8% عن مارس، وفقاً للباحثين في معهد "تشادديك" للتنمية الحضرية التابع لجامعة ديبول. هذه هي أصغر زيادة في اللقطات الدورية لمعهد "تشادديك"، والتي تُجمع مرة كل ستة أشهر تقريباً منذ مايو 2020.
اقرأ أيضاً: "أمازون" تستعرض قدراتها الضخمة في التوصيل لطمأنة عملائها بشأن طلبات العطلات
قال جوزيف شويترمان، مدير معهد "تشادديك" ومقره شيكاغو، في مقابلة: "أمازون تجري تعديلات كبيرة، إذ يبدو أنَّ الشركة كانت متفائلة للغاية بشأن حاجتها إلى تنمية سلسلة التوريد الخاصة بها بسرعة كبيرة في ذروة الوباء".
كان أكبر بائع تجزئة عبر الإنترنت في العالم يتمتع بعدد كبير من العمال والمرافق هذا العام، لكنَّ المستهلكين عادوا إلى عادات التسوق العادية.
خفض المستودعات والعمالة
أفادت "بلومبرغ" في بداية سبتمبر أنَّ "أمازون" أغلقت أو أجّلت أو تخلت عن خطط لعشرات المستودعات في الولايات المتحدة وأوروبا. كذلك، أوضحت "أمازون" أنَّها خفّضت قوتها العاملة، بشكل أساسي من خلال استنزافها، بنحو 100 ألف شخص بين شهري مارس ويونيو، وهو أكبر انخفاض فصلي في تاريخها.
لم ترد "أمازون" على الفور على طلب للتعليق. تراجعت أسهم الشركة بنسبة 2.3% إلى 121.85 دولار عند الساعة 1:37 مساءً في نيويورك.
تعمل شركة "أمازون إير"، التي تعتمد على طيارين من حفنة من شركات النقل الشريكة، على نقل العناصر المعبأة للعملاء. هذه العملية نمت سريعاً في الأعوام القليلة الماضية، بعد التعامل مع مطارات جديدة واستئجار وشراء المزيد من الطائرات، حتى أنَّ الشركة فكرت في الحصول على طائرات مسافات طويلة أكبر حجماً لاستيراد البضائع مباشرة من آسيا.
صدمة "فيديكس"
صدمت شركة "فيديكس" المستثمرين الأسبوع الماضي بعد سحب توقُّعات أرباحها السنوية، وقالت إنَّ النتائج الأولية للربع لم ترقَ إلى مستوى التوقُّعات، الأمر الذي أدى إلى تراجع أسهم شركة تسليم الطرود العملاقة. قال المحللون في وقت لاحق إنَّ بعض مشكلات الشركة كانت ذاتية الصنع، ولم تكن ناتجة عن تباطؤ طلب المستهلكين فقط.
قال شويترمان إنَّ "أمازون إير" بدأت رحلاتها إلى لاس فيغاس وإل باسو بولاية تكساس مؤخراً، واستمرت في النمو في أوروبا، حيث تعتمد على مراكز في ميلانو ولايبزيغ الألمانية، موضحاً أنَّ "أمازون" تستأجر أيضاً رحلات طيران على متن طائرات يديرها شركاؤها، لكنَّها لا تحمل العلامة التجارية "أمازون إير"، مضيفاً أنَّ عدد تلك الرحلات، الذي قد يصعب تقييمه، يبدو أنَّه تغير قليلاً منذ مارس.
قال شويترمان إنَّ الشركة، ومقرها سياتل، تعمل على زيادة نشاط الطيران من مركزها الذي تبلغ قيمته 1.5 مليار دولار في مطار سينسيناتي/ شمال كنتاكي الدولي، منذ توسيع عملياتها العام الماضي. ويبدو أنَّ مجموعة من الرحلات الليلية، التي تغادر بين منتصف الليل والساعة 6 صباحاً، مصممة لإتاحة عمليات التسليم في اليوم التالي.
يعد المركز صغيراً مقارنة بالمنشآت الرئيسية التي تديرها "فيديكس" و"يونايتد بارسل سيرفيس"، لكنَّه يقدم وظيفة مماثلة، مما يسهل الاتصالات بالرحلات الجوية الأخرى داخل شبكة "أمازون".
أضاف شويترمان، مستخدماً اختصار كلمة المطار، أنَّ "أمازون" تريد أن تكون "كوفينغتون" لتصبح المركز العصبي لنظام الشحن الليلي.