بلومبرغ
حذرت أكبر شركة لصناعة الصلب في اليابان، التي تعاني من ارتفاع تكاليف المواد الخام وتراجع الين بالإضافة إلى ضعف الطلب، عمالقة التصنيع في البلاد من تطبيق زيادات سعرية إضافية هذا العام.
قال تاكاهيرو موري، نائب الرئيس التنفيذي لـ"نيبون ستيل"، إنَّ الشركة تطبق زيادات على أسعارها التعاقدية من خلال التفاوض مع العملاء المحليين في النصف الثاني من العام المالي حتى نهاية شهر مارس. وستمرر الشركة الزيادة في التكاليف إلى العملاء، بما في ذلك زيادة أسعار الحديد الخام وفحم الكوك التي تفاقمت بسبب الانخفاض التاريخي في قيمة الين.
أضاف موري أنَّ زيادة تكاليف المواد الخام كانت "مختلفة بدرجة كبيرة" عن الافتراضات التي وضعتها "نيبون ستيل" في وقت سابق من العام الجاري. وتابع أنَّ نسبة التكاليف الإضافية التي تحمّلتها الشركة في الأشهر الستة الأولى من السنة المالية "ستنعكس على أسعار المنتجات اعتباراً من أكتوبر المقبل".
قفز سعر خام الحديد، الذي يشكّل الجانب الأكبر من تكلفة مدخلات إنتاج الصلب، بنسبة 32% في الأشهر الثلاثة حتى نهاية مارس، لكنَّه خسر تلك المكاسب وأكثر منها وسط ضعف قطاع الصلب في الصين. في غضون ذلك، انخفض الين قرابة 18% مقابل الدولار هذا العام.
ضمنت شركة "نيبون ستيل" بالفعل زيادة كبيرة في الأسعار من العملاء الذين يتفاوضون على أسعار الأجل القصير. وقال موري إنَّها فازت بزيادة لا تقل عن 40 ألف ين (ما يعادل 286 دولاراً) في الطن في الفترة من يوليو إلى سبتمبر.
عملاء "نيبون ستيل"
يدخل الفولاذ في صناعة كل شيء من السيارات والسفن إلى ناطحات السحاب، وتشكّل التكاليف المرتفعة ضربة للمصنّعين اليابانيين، ممن يواجهون كذلك زيادة في أسعار الطاقة.
برغم أنَّ موري لم يذكر تحديداً الشركات التي تتفاوض مع "نيبون ستيل"، إلا أنَّ القطاع يراقب عن كثب محادثات الأسعار التي تجري مرتين كل عام بين "نيبون ستيل" وشركة "تويوتا موتور"، التي تعمل عادةً كمقياس للأسعار. من بين العملاء الآخرين هناك شركة "ميتسوبيشي هيفي إندستريز"، وشركة "هيتاشي"، ومجموعة "سوني".
نشرت صحيفة "نيكاي" الخميس -دون تحديد مصادر الخبر- أنَّ "تويوتا" سترفع سعر الصلب الذي تبيعه لمورّدي قطع الغيار بمقدار 40 ألف ين للطن في النصف الثاني من العام، بزيادة تتراوح بين 20 إلى 30% مقارنة بالأشهر الستة السابقة. تشتري الشركة الصلب بكميات كبيرة، وتبيعه للمورّدين بناءً على الأسعار التي تفاوضت عليها مع "نيبون ستيل".
قالت شركة صناعة السيارات الشهر الماضي إنَّ ارتفاع أسعار المواد الخام سيقلّص أرباحها بمقدار 1.7 تريليون ين للسنة المالية الحالية، وهو مبلغ يتجاوز توقُّعاتها السابقة. ورفض متحدث باسم "تويوتا" التعليق.
فرق أسعار
أدى الضغط المستمر من قبل شركات صناعة الصلب اليابانية عبر زيادة الأسعار في سوقها المحلية إلى ظهور فارق بينها وبين نظيرتها العالمية، مما يشكّل خطراً من تحول عملائها إلى بدائل أرخص. أشار ثانه ها فام، المحلل في مؤسسة "جيفريز جابان" (Jefferies Japan) الشهر الماضي في تقرير إلى أنَّ أسعار الصلب الياباني كانت بالفعل "الأعلى على الكوكب".
تأتي الجولة الأخيرة من مفاوضات الأسعار باليابان في ظل تضرر السوق العالمية من تباطؤ الاقتصاد الصيني، التي تصنّع أكثر من نصف الصلب في العالم.
أزمة العقارات في الصين تهدد بتقويض صناعة الصلب
تراجعت العقود المستقبلية للفائف الصلب المدرفلة على الساخن في الصين بأكثر من 25% منذ نهاية مارس الماضي. وجرى تداولها منخفضة بنسبة 1.1% في تمام الساعة 9:03 صباحاً في شنغهاي يوم الجمعة، فيما انخفضت أسعار خام الحديد في داليان بنحو 0.7%.
"تحديات مستعصية"
أدت سياسة (صفر-كوفيد) إلى تراجع الطلب، ولم تؤتِ التدابير التي اتخذتها الصين لإنعاش اقتصادها ثمارها بعد. قالت الوحدة المدرجة في البورصة التابعة لمجموعة "تشاينا باوو ستيل" (China Baowu Steel) الثلاثاء الماضي إنَّها تواجه "تحديات مستعصية" في الربع الحالي، بعدما سجلت أرباحاً أقل من المتوقَّعة في النصف الأول من 2022.
برغم ذلك، لم يحد التراجع الاقتصادي في الصين من رغبة "نيبون ستيل" في الحصول على شروط أفضل لاتفاقياتها مع عملائها المحليين. وتُطبق الإدارة حالياً مجموعة من الإصلاحات التي تهدف لزيادة الأرباح حتى في ظل بيئة تداول "معقدة".
اختتم موري بأنَّه لا توجد مؤشرات على ارتفاع واردات الصلب إلى اليابان، ويرجع ذلك جزئياً إلى ضعف الين. وبرغم أنَّ انخفاض قيمة العملة فاقم تكاليف استيراد المواد الخام؛ لكنَّه تسبب كذلك في زيادة تكلفة الصلب المستورد.