مكتب إدارة ثروة مالك "زارا" البالغة 54 مليار دولار ينطلق في نوبة صفقات

time reading iconدقائق القراءة - 5
توربينات الرياح في مزرعة \"ريبسول\" للرياح في سرقسطة، إسبانيا. - المصدر: بلومبرغ
توربينات الرياح في مزرعة "ريبسول" للرياح في سرقسطة، إسبانيا. - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تسعى شركة الاستثمار الشخصية لمؤسس "زارا" أمانسيو أورتيغا إلى تنويع واحدة من أكبر الثروات في العالم بعيداً عن البدلات المصنوعة من الكتان وحقائب اليد المرصعة باللؤلؤ والصنادل المصنوعة من الريش.

مستفيداً من عائدات إمبراطوريته للأزياء، انطلق مكتب عائلة الملياردير، "بونتيغاديا" (Pontegadea)، في نوبة صفقات لا هوادة فيها، واشترى في العام الماضي حصصاً في مشاريع طاقة تزيد قيمتها على مليار دولار، وأنفق ما يقرب من ملياري دولار على العقارات على مستوى العالم.

"فيتش": العقارات المكتبية في الإمارات قد تحتاج سنوات للتعافي من آثار كورونا

رهانات كبيرة

مكتب "بونتيغاديا"، الذي يشرف على الأرباح التي يتلقاها أورتيغا من شركة تجارة التجزئة التي أسسها منذ ما يقرب من ستة عقود، يكثف الاستثمار خارج القطاع الذي حوله إلى أغنى شخص في إسبانيا، ونظراً لأن أسهم الشركة الأم لـ"زارا"، "إنديتكس" (Inditex SA)، فقدت ما يناهز ثلث قيمتها في السنوات الخمس الماضية، فقد ساعده مكتب إدارة ثروة العائلة في تجميع أكبر محفظة عقارية بين فاحشي الثراء في أوروبا واتخاذ بعض الرهانات الكبيرة في مجالات أخرى، وكل ذلك بدون بيع أي سهم.

قال بيرس ماستر، الشريك المقيم في لندن والذي يركز على الأفراد الأثرياء في مكتب المحاماة "تشارلز راسل سبيتشليز" (Charles Russell Speechlys): "يتزايد وعي العملاء بضرورة عدم وضع كل البيض في سلة واحدة.. وجعل عالم ما بعد الوباء الناس يفكرون كثيراً بشأن ما هو آمن، واستنتج العديد منهم أن الأمان في التنويع".

غالباً ما استثمر مكتب "بونتيغاديا"، ومقره مدينة أرتيكسو بشمال غرب إسبانيا، في المباني الإدارية والتجارية في المدن الكبرى لتوفير دخل ثابت، وأصبح مالك مقرات شركات مثل "أمازون دوت كوم" في سياتل. تشمل بعض صفقاته العقارية البارزة مبنى "هاووت" (haughwout) التاريخي في مانهاتن، وهو أحد أطول الأبراج المكتبية في ميامي، وكذلك ناطحة سحاب مكونة من 22 طابقاً في سيؤول.

"زارا".. نموذج إداريّ ناجح رغم الوباء

تحول نحو الطاقة

غير أن هذه الاستراتيجية ترنحت خلال أزمة فيروس كورونا، واندفع مكتب العائلة بشكل متزايد نحو الطاقة منذ أن استحوذ على حصة في شركة نقل الغاز الإسبانية "إيناغاز" (Enagas SA) في عام 2019، وفي الشهر الماضي، استثمر مبلغاً لم يكشف عنه في وحدة الطاقة المتجددة التابعة للشركة واشترى حصة في محطة للطاقة الشمسية من شركة "ريبسول" (Repsol SA) بحوالي 27 مليون يورو (27.7 مليون دولار).

قال روب بارنيت، محلل أول الطاقة في "بلومبرغ إنتليجنس"، عن الطاقة المتجددة: "عدد قليل جداً من القطاعات ينمو بمثل هذه الوتيرة السريعة.. قد تستمر هذه المستويات المرتفعة من النمو للطاقة النظيفة بسبب صعود أسعار الوقود الأحفوري وسياسات الانبعاثات الصفرية الصافية وعوامل أخرى".

رفض ممثل عن "بونتيغاديا" التعليق.

أسس أورتيجا، 86 عاماً، الشركة التي نمت لتصبح "إنديتكس" في عام 1963، لم يكن للملياردير، وهو ابن عامل سكة حديد، مكتبه الخاص أبداً أثناء عمله في شركة التجزئة، وفضّل بدلاً من ذلك أن يكون بجانب الموظفين في منطقة التصميم الرئيسية، واستقال من منصب رئيس مجلس إدارة "إنديتكس" في عام 2011 وحل محله بابلو إيسلا، الرئيس التنفيذي للشركة منذ فترة طويلة، وتولت مارتا أورتيجا، ابنته الوحيدة من زواجه الثاني، البالغة من العمر 38 عاماً، المسؤولية في أبريل.

تسيطر ساندرا، 54 عاماً، ابنة أورتيغا من زواجه الأول، على الأسهم التي كانت والدتها الراحلة تملكها في "إنديتكس"، وهي لا تقوم بأي دور في نشاط الشركة وقد حولت ثروتها إلى العقارات والأدوية والضيافة، وتجعلها ثروتها الصافية البالغة 6.6 مليار دولار أغنى امرأة في إسبانيا، وفق مؤشر "بلومبرغ بليونيرز".

مارتا أورتيغا تتولى رئاسة شركة "إنديتكس" المالكة لعلامة "زارا"

تخفيف الضربة

مكتب "بونتيغاديا"، الذي يديره روبرتو سيبيرا - المدير السابق لـشركة "آرثر آندرسن" (Arthur Andersen) - مع فريق يضم أكثر من 36 موظفاً في مدن تشمل باريس ولندن وسيؤول، يساعد في تخفيف الضربة التي لحقت بثروة أورتيغا من تراجع أسهم "إنديتكس"، وجاءت بعض العائدات الكبيرة الأخرى للشركة من رهانها في 2018 على وحدة أبراج "تليفونيكا" (Telefonica SA)، في واحدة من أولى خطواتها خارج قطاع العقارات.

المليارديرات الأكثر ثراءً يخسرون 1.4 تريليون دولار منذ بداية 2022

مع ذلك، فإن معظم ثروة أورتيغا البالغة 53.8 مليار دولار لا تزال من حصته البالغة 48 مليار دولار تقريباً في "إنديتكس"، وفق مؤشر "بلومبرغ" الذي يتتبع أغنى 500 شخص في العالم، وبينما كلفه انخفاض سعر السهم حوالي 14 مليار دولار من صافي ثروته العام الجاري، لا يزال لدى مكتب "بونتيغاديا" ما يكفيه وأكثر لمواصلة نوبة الإنفاق العالمي.

قال ماستر : "ما يستطيع شخص فعله بـ50 مليار دولار يختلف اختلافا تاماً عن شخص يمتلك 50 مليون دولار إذ يمكنه تحمل مخاطر أكبر".

تصنيفات

قصص قد تهمك