بلومبرغ
يشهد نشاط الناقلات التي تنقل كافة الأشياء بداية من الديزل إلى البنزين فترة من القوة لم يشاهدها منذ 25 سنة على أقل تقدير، بدعم من الطلب القوي على الوقود ومسافات الإبحار الممتدة في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.
تقاضت ما تعرف بناقلات منتجات النفط ما يفوق 40 ألف دولار يومياً على مدى الـ 14 أسبوعاً الماضية، وهو ما يعد إنجازاً لم تسجله البيانات التي بدأ تدوينها مع مطلع 1997، بحسب الأرقام الصادرة عن شركة "كلاركسون ريسيريش سيرفيسيس" (Clarkson Research Services)، وهي وحدة تابعة لأكبر شركة وساطة بحرية على مستوى العالم.
أسفر اضطراب طرق التجارة منذ هجوم القوات الروسية على أوكرانيا في أواخر فبراير الماضي عن صعود أسعار النفط السنة الحالية. بينما أخذت أسعار النفط الخام في الهبوط وسط مخاوف متنامية من وقوع ركود اقتصادي، استفادت ناقلات الوقود خلال الوقت الحاضر من أحد أسواق المنتجات المكررة الأكثر ضيقاً منذ بدء تسجيل البيانات. يقول محللون إن وقوع انحراف آخر بمسار التدفقات القادمة من روسيا ربما يرفع مقدار الزيادة في وقت لاحق من السنة الجارية.
نمط جديد
قال عمر نوكتا، الباحث الأساسي لقطاع الشحن البحري في شركة "جيفريز" (Jefferies): نمر بنمط أعمال جديد حيث ستكون الأسعار أعلى، وأرغب بالتأكيد على أن هوامش الأرباح العالية لأنشطة مصافي التكرير ستواصل الحفاظ على أعمال التكرير مرتفعة، ومن ثم ستستمر هذه الأسعار عالية".
أضاف نوكتا أن العقوبات الموقعة على إمدادات النفط الروسية والتي من المنتظر دخولها حيز التنفيذ في وقت لاحق من السنة الحالية ستزيد على الأرجح من ضيق سوق المنتجات النفطية، ما يزيد من تعزيز أسعار إيجار الناقلات.
أعلنت شركة "سكوربيو تانكرز" ومقرها بموناكو عن تسجيل أكبر أرباح ربع سنوية في تاريخها الشهر الماضي. زاد الطلب العالمي المتصاعد على المنتجات المكررة وتراجع سعة التكرير من الصادرات عبر النقل البحري، بينما ارتفع ما يطلق عليه مؤشر الطن لكل ميل، وهو مقياس للطلب يزيد كمية الحمولة حسب المسافة التي يجري نقلها بحراً.
طفرة الأرباح
أشار رئيس "سكوربيو"، روبرت بوغبي، خلال مؤتمر للأرباح عبر الهاتف إلى أن الأسعار لم تكن صامدة حتى عندما تراجع الطلب خلال 2020 جراء تفشي وباء فيروس كورونا وأسرع التجار نحو تخزين الوقود في السفن بالبحر، مضيفاً أننا "لم نر هذا المستوى منذ أعوام 2004، و2005، و2006".
من المنتظر أن تعلن شركات أخرى عديدة مالكة لناقلات النفط عن أرباحها في وقت لاحق من الشهر الحالي. قال محللون لدى شركة "باريتو سيكيوريتيز" (Pareto Securities) يوم الاثنين إن شركة "هافنيا" (Hafnia) ستنشر تقرير أرباح قوية حققتها في الربع الثاني، "لكن هذا لا يعد شيئاً بالمقارنة مع ما ينتظرها بالمستقبل". حسنت شركة "إيفركور" من نظرتها المستقبلية لشركة "تي أو أر أم" في أواخر الشهر المنصرم، وقالت إن شركة "أردمور شيبينغ" وشركة "سكوربيو" ربما تسجلان "زيادة ملموسة" رغم ما تحقق من مكاسب الأسعار بوقت سابق.
لا يقتصر انتعاش السوق فقط على ناقلات المنتجات النفطية. كما ارتفعت عمليات نقل النفط الخام بصورة مطردة في غضون الأسابيع الأخيرة بعد تحقيق الأنشطة التجارية خسائر على مدى 18 شهراً. بين مقياس متوسط أرباح الناقلات العملاقة الجمعة الماضية أنها كانت بالموجب للمرة الأولى منذ يناير 2021.