بلومبرغ
أجبرت الصين بعض أكبر شركاتها، بما في ذلك مجمع "فوكسكون" (Foxconn) لصناعة هواتف "آيفون" وشركة "سي ان او او سي انيرجي تكنولوجي" (CNOOC) للنفط، على العمل ضمن نظام مقيّد أي "حلقة مغلقة" لمدة سبعة أيام، بينما تُكافح شينجن، المعروفة بـ"مدينة التكنولوجيا"، أحدث موجات تفشي فيروس كورونا.
طلبت الحكومة من أكبر 100 شركة في المدينة، بما في ذلك شركة صناعة السيارات "بي واي دي" (BYD)، وعمالقة التكنولوجيا والاتصالات "هواوي" و"زد تي اي كورب" (ZTE Corp)، وشركة "دي جيه آي" (DJI) لصناعة الطائرات المسيرة، أن تقتصر عمليات التصنيع فقط على الموظفين الذين يعيشون داخل حلقة مغلقة أو فقاعة، مع اتصال ضئيل أو معدوم مع الأشخاص خارج مصانعهم أو مكاتبهم. كما طلبت السلطات من الشركات تقليل تواجد الموظفين غير الصناعيين على أرضية المصانع للحدّ من تفشي العدوى، وفقاً لإشعارٍ صادر عن حكومة شينجن الذي اطلعت عليه بلومبرغ نيوز.
يأتي الإغلاق في الوقت الذي نجت فيه الصين بأعجوبة من انكماش اقتصادي بالربع المنتهي في يونيو، عندما علّقت سلسلة من الإغلاقات المتتالية عمل الشركات في جميع أنحاء البلاد وتسبّبت بإغلاقها، وقوضت التوظيف كما أثرت على إنفاق المستهلكين. يأتي إجراء شينجن قبل أشهر قليلة من موعد تسليم مجموعة "فوكسكون " للتكنولوجيا، أكبر مجمع لصناعة هواتف "آيفون"، الجيل التالي من جهاز "آيفون" لشركة "أبل".
من جهته، أوضح متحدث باسم "فوكسكون" أن سير العمليات داخل مجمعها في شينجن "لا يزال طبيعياً". حيث يعدّ مصنعها الواقع في مدينة تشنغتشو، وسط الصين، مركزاً أكبر لصنع أجهزة "آيفون". في هذا الإطار، امتنع ممثلو "زي تي إي" و"دي جي آي" عن التعليق. كما لم يرد متحدث باسم مكتب الأخبار التابع لحكومة شينجن على طلب التعليق، في حين قال ممثل عن مكتب الصناعة وتكنولوجيا المعلومات في المدينة إنه لم يكن على علم بالإجراءات المتّخذة عندما تم الاتّصال به عبر الهاتف. كما لم يرد المتحدثون باسم "هواوي" و"سي ان او او سي" و"بي واي دي" على استفسارات "بلومبرغ نيوز" على الفور.
عواقب سياسة "صفر كوفيد"
تُؤثّر استراتيجية سياسة "صفر كوفيد" الصينية، التي تقوم على أساس غلق الحدود والحجر الصحي والإغلاقات والاختبارات الجماعية، على قطاع التصنيع العملاق وتعمل على إنهائه، في الوقت الذي ينفتح العالم بأكمله مع الوباء.
يعيد الإجراء المُتّخذ في شينجن إحياء احتمال فرض المزيد من الإغلاقات على غرار شنغهاي، حيث أجبرت عشرات الآلاف من العمال على الانعزال. كانت شركة "كوانتا كومبيوتر" (Quanta Computer) الموردة لـ"أبل" و شركة "صناعة أشباه الموصلات الدولية" (Semiconductor Manufacturing International) وشركة "تسلا" من بين الشركات التي سيّرت أعمالها داخل مصانعها في شنغهاي ضمن حلقات مغلقة لأسابيع أو أشهر، عندما شهد المركز المالي في الصين أسوأ تفش للوباء منذ موجة ووهان.
كانت شركة صناعة أشباه الموصلات الدولية (SMIC) الصينية من بين الشركات التي خفضت توقعاتها للربع الثاني، في حين توقعت شركة "أبل" أن قيود التوريد ستكلّف بين 4 إلى 8 مليارات دولار من الإيرادات.
في هذا الإطار، حث الاقتصاديون والأكاديميون بكين على تخفيف القيود المفروضة بسبب تفشي الوباء، التي تُعدّ من أشدّ العوائق في العالم، حيث تُعتبر المسؤولة المباشرة عن تعطيل الاقتصاد وإثارة احتجاجات واسعة النطاق.
الالتزام بحزم
في هذا الإطار، طلب مسؤولو شينجن في إشهارٍ من المنظمين المحليين التصرف "بحزمٍ" بناءً على أوامر الرئيس الصيني شي جين بينج فيما يتعلّق بـ"كورونا"، مع ضرورة الالتزام بسياسات "صفر كوفيد".
سجّلت شينجن 21 إصابة جديدة يوم السبت، بعد أن سجّلت 19 حالة قبل يوم، وفقاً للسلطات الصحية في المدينة. يُعتبر ذلك جزءاً بسيطاً مقارنةً بالأرقام التي سُجّلت على مستوى البلاد: حيث أعلنت الصين عن 680 حالة ليوم الأحد، وفقاً لبيانات صادرة عن لجنة الصحة الوطنية.