تصاعد التكاليف وتراكم المخزونات يضيقان الخناق على شركات التجزئة

time reading iconدقائق القراءة - 17
تخرج عميلة ترتدي ماسك من متجر \"كوستكو\" في سان فرانسيسكو، كاليفورنيا، الولايات المتحدة. - المصدر: بلومبرغ
تخرج عميلة ترتدي ماسك من متجر "كوستكو" في سان فرانسيسكو، كاليفورنيا، الولايات المتحدة. - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

أدت زيادة التكاليف والمخزونات المتراكمة إلى اقتراب شركات تجارة التجزئة من حافة الانهيار، ويخشى المستثمرون الآن أن أحوال القطاع لن تنصلح قريباً.

مع استعداد عدة الشركات بداية من "كوستكو هولسيل" (Costco Wholesale)، و"دولار جنرال" (Dollar General)، وحتى "بيست باي" (Best Buy) لإعلان أرباحها الأسبوع الحالي، يتأهب المستثمرون لتلقي مزيد من الأخبار السيئة، بعد الأيام المأساوية الأخيرة التي تراجعت فيها أسعار أسهم الشركات العملاقة مثل "ولمارت" و"تارغت" إلى أدنى مستوياتها منذ 1987.

بشكل إجمالي، خسرت أسهم شركات السلع الاستهلاكية قرابة 550 مليار دولار من قيمتها السوقية على مدى الخمسة أيام الماضية، ما أضاف إلى الضغوط الهبوطية الملقاة على عاتق السوق المنهكة بالفعل، بسبب مخاوف التضخم وارتفاع أسعار الفائدة. خلال الجمعة الماضي، تراجع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" متأثراً بالخسائر الفادحة في قطاعات السلع الاستهلاكية المُدرجة عليه، والتي انزلقت لفترة وجيزة إلى منطقة "السوق الهابطة"، أي أقل بـ20% من قمته السابقة.

أسبوع دامي

قال نيل سوندرز، المحلل في شركة "غلوبال داتا" (GlobalData): "كان هذا أسبوعاً دامياً بشدة على قطاع التجزئة. أعتقد إلى حد ما أن تلك المرحلة هي إعادة توازن للتوقعات، كما يتوقع البعض انخفاضاً أكبر في الأرباح".

أحد جذور المشكلة هو أن المتاجر مغمورة بالمنتجات التي لا يحتاجها المستهلكون. في الوقت نفسه، ترتفع تكلفة الحصول على بضائع جديدة لبيعها وإتاحتها في المتاجر؛ نظراً للزيادة الهائلة بأسعار الوقود، ورواتب العمالة، والنفقات الأخرى. وخفضت كل من "ولمارت" و"تارغت" توقعاتهما لأرباح هذا العام، بعدما أدى تفاقم المخزونات وزيادات الأسعار إلى فشل المتاجر في مواكبة ارتفاع التكاليف.

أثار ذلك قلق المستثمرين بشأن الكيفية التي يمكن أن تصمد بها الشركات الأخرى. ومن المتوقع أن تعلن شركتا "دولار جنرال" و"دولار تري" (Dollar Tree) عن أرباحهما الخميس المقبل، بعد أيام من تضررهما من موجة البيع التي أدت إلى انهيار أسهم "تارغت". وهناك أيضاً مخاوف بشأن شركات المتاجر الشاملة التي تعاني منذ فترة طويلة، إذ يُرتقب إعلان "نورد ستورم" (Nordstrom) عن تقرير أرباحها الثلاثاء، في حين ستقوم "ماسي" (Macy) بالخطوة ذاتها الخميس. وفي اليوم نفسه ستعلن السلاسل التجارية المتخصصة مثل "بيست باي" و"ديكز سبورتنغ غوودز" (Dick’s Sporting Goods) عن أرباحها. وتعتبر "كوستكو" –المقرر إعلان أرباحها الخميس المقبل أيضاً- أكبر شركة تجزئة على جدول الأسبوع المقبل.

فيما يلي معلومات أكثر عن بعض المشكلات الرئيسية التي تواجه شركات البيع بالتجزئة الأمريكية حالياً:

التكاليف

يُنظر إلى "ولمارت" و"تارغت" باعتبارهما من أفضل الشركات التي تدير سلاسل الإمدادات في هذا القطاع، وكانتا تتعاملان بشكل جيد مع الاضطرابات التي واجهتهما منذ بداية الجائحة. لكن مع ذلك، لم يستطيعا تحمل الضغوط عندما ارتفعت أسعار النفط في أعقاب غزو روسيا لأوكرانيا.

رجح سوندرز اضطرار مزيد من تجار التجزئة إلى خفض توقعاتهم، لمراعاة ارتفاعات تكاليف الوقود والشحن، والتي لا تُظهر أي إشارات على التراجع قريباً. وأردف أن زيادات الأسعار لن تكون قادرة على تحمل العبء الكامل لهذا التحدي.

أنماط الإنفاق

أجبر ارتفاع تكاليف كل شيء المتسوقين على اتخاذ قرارات صعبة. فبرغم استمرار قوة مبيعات شركات التجزئة الأمريكية بوجه عام؛ صرحت "ولمارت" و"تارغت" –على حد سواء- أن مزيداً من المستهلكين ينتقلون إلى البدائل الأرخص، ومحلات البقالة التي تبيع حصراً علاماتها التجارية الخاصة.

قال مايكل بيكر، المحلل في شركة "دي. أيه. ديفيدسون" (D.A. Davidson): "الاحتياجات تجور على الرغبات".

قد يصب التحول نحو التسوق المُركز على اقتناص أفضل صفقة في صالح "دولار تري" و"دولار جنرال". في الوقت ذاته، ستكون المتاجر الراقية مثل "نورد ستورم" تحت المجهر لمراقبة ما إذا كان هناك إشارات أكثر على استمرار المستهلكين الأثرياء بالإنفاق بنفس الدرجة، بينما يتحول الآخرون نحو الترشيد.

عامل آخر للمراقبة عن كثب؛ هو الطقس. حيث ألقت "ولمارت" و"تارغت" باللوم في تراجع مبيعات فئات بضائع محددة على الأحوال الجوية الرطبة والباردة في أوائل الربيع. فقد يمثل ذلك مشكلة لمتاجر بيع الملابس مثل "غاب" (Gap)، و"أربان أوتفيترز" (Urban Outfitters)، و"أبيركرومبي آند فيتش" (Abercrombie & Fitch)، والتي ستعلن عن أرباحها أيضاً خلال الأسبوع الحالي.

المخزونات

تأخيرات الشحن وتراكماتها تدهورت بصورة كبيرة العام الماضي، لدرجة أن "ولمارت" و"تارغت" استأجرتا سفن شحن لضمان استمرار ملء أرفف متاجرهما بالبضائع. نجح ذلك لبعض الوقت، لكن تخرج المخزونات عن السيطرة هذا العام.

الآن، لدى متاجر التجزئة فائض من الملابس، وأجهزة التلفاز، والسلع الكمالية الأخرى التي لم يعد المستهلكون يشترونها، فيما يحوّلون تركيزهم بصورة أكبر نحو الإنفاق على الاحتياجات الأساسية والخدمات. نتيجة لذلك؛ اضطرت الشركات لتخفيض أسعارها مما قلص أرباحها.

تقول جينيفر برتاشوس، المحللة في "بلومبرغ إنتليجنس": "قد تكون (كوستكو) تفادت بعض هذه الضغوط بفضل ضيق نطاق تشكيلة بضائعها، ما منحها مرونة أكبر".

واختتمت: "سنضع أزمة المخزونات إلى حد كبير في اعتبارنا، بالإضافة إلى مخاطر خفض الأسعار التي يمكن أن ترتبط بتراكم المخزون. وسيكون لذلك أثر سلبي على تقارير الأرباح المزمع نشرها الأسبوع الراهن، كما سيُلقي بظلاله أيضاً عند الإعلان عن أرباح العام بأكمله لاحقاً".

تصنيفات

قصص قد تهمك