"رينو" تعود للمنافسة في سوق السيارات الرياضية.. فهل تستطيع؟

time reading iconدقائق القراءة - 4
سيارة رينو ألبين A110. - المصدر: بلومبرغ
سيارة رينو ألبين A110. - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يراود الرئيس التنفيذي الإيطالي لمجموعة "رينو" لوكا دي ميو حُلمٌ قد يبدو للبعض صعب المنال، فهو يطمح إلى تحويل علامة تجارية من السيارات الرياضية التي أُعيد إحياؤها مؤخرًا إلى منافِسة لشركة "فيراري".

وكانت شركة "رينو" بعد أكثر من عقدين من الركود أعادت قبل بضع سنوات إحياء سيارات "ألبين" (Alpine) الفرنسية ذات الـ65 عامًا، إلا أنه لا يزال أمام هذه السيارات مسار طويل قبل أن تشكّل تهديدًا جديًّا للمنافسين، إذ لم يتجاوز عدد سيارات A110 الرياضية التي باعتها "رينو" ألف سيارة في 2020، مع أنها الطراز الوحيد المتوفر من علامة "ألبين".

"ألبين" قابلة للتوسع

ورغم أنَّ المدير التنفيذي المخضرم في قطاع السيارات، دي ميو (53 عامًا)، أقرَّ بضرورة التخلّي عن 30% من منتجات الشركة، فإنه يرى أنَّ علامة "ألبين" قابلة للتوسع، متخذًا إجراءات مهمّة على هذا الصعيد منذ تولّيه منصبه، من بينها إعادة إطلاق فريق "فورميولا1" التابع لـ"رينو" بحُلّة جديدة تحت اسم "ألبين" ابتداءً من عام 2021.

وقال دي ميو للصحفيين، في شهر أكتوبر الماضي، إنه بالجمع بين الهندسة المتطورة لبرنامج سيارات السباق من "رينو" والعمل "شبه الحرفي" الذي يقوم به معمل "ألبين" في شمال فرنسا، "يمكننا أن نبني نسخة مصغرة من سيارة (فيراري)".

ومع ذلك، لا يزال دي ميو يحتاج إلى كثير من الجهد لبناء سمعة سيارات "ألبين" وخلق مكانة مرموقة لها لإقناع الآخرين بوضعها في مرتبة شركة "فيراري" الإيطالية العريقة ذاتها.

استعادة بريق "رينو"

وكان رئيس مجلس إدارة "رينو"، جان دومينيك سينارد، قد أشار إلى المعمل المصنِّع لسيارات "ألبين" في منطقة ديبي على أنه نموذج لمشكلات فائض الاستيعاب التي تواجهها "رينو" في أوروبا، بعد أن قال أمام البرلمان الفرنسي في يونيو من العام الماضي إنَّ بناء 7 سيارات في اليوم في مصنع قادرٍ على بناء 32 سيارة لا يساعد على استمرارية الشركة.

وعلى الرغم من أن سيارات "ألبين" ليست زهيدة الثمن، إذ يبدأ سعر سيارة A110S الأعلى أداءً من 67.9 ألف يورو (79.5 ألف دولار) في فرنسا، فإنها تظلُّ أرخص من سيارات "فيراري"، إذ يبلغ سعر الطراز الأقلِّ ثمنًا من الماركة الإيطالية الشهيرة أكثر من 200 ألف دولار.

وبلا شك، ستستفيد "رينو" في حال حققت "ألبين" ولو جزءًا من طموح دي ميو لها، إذ تكّبدت الشركة خسارة قياسية بلغت 7.3 مليار دولار في النصف الأول من العام الماضي، وبدت في أحيانٍ كثيرة على شفير الانفصال عن شريكتها القديمة "نيسان" منذ توقيف رئيس تحالف "نيسان" و"رينو" كارلوس غصن في عام 2018.

منافسة أوروبية

وتشكّل السوق الأوروبية الضخمة ساحة المنافسة الرئيسية لـ"رينو" على الرغم ممّا تشهده من منافسة مع كثيرٍ من الشركات الأخرى على الأعمال ذات الهامش المنخفض.

وفي محاولة لإضفاء بعض التميز على مجموعة منتجات "رينو"، كان كارلوس غصن قد رأى أن إعادة بناء شركة "ألبين" المهمَلة منذ عام 1995، أي قبل عام من تولّيه منصبه في "رينو"، سيُسهِم في إضفاء البريق على الشركة.

وعلى الرغم من نَيل A110 إعجاب المجلات المتخصصة بالسيارات، فإنها فشلت في تحقيق نِسَب مبيعات مرتفعة منذ طرحها في السوق عام 2017، إذ لم يتجاوز عدد الوحدات المبيعة منها 4,835 سيارة في 2019.

وكان دي ميو قد قدّم بعض التلميحات حول المسار الذي ستسلكه الشركة، إذ قال إنَّ "رينو" تسعى إلى "إضفاء بعض الإحساس" على منتجاتها من السيارات الكهربائية.

وكان قد وجَّه مذكرة إلى موظَّفي "ألبين" في سبتمبر 2020، دعا فيه إلى إطلاق برنامج مشابه لـ"بورش 911"، وإلى إعداد مجموعة صغيرة من المركبات الكهربائية القادرة على تحقيق النجاح.

وعلى الرغم من مقارنة سيارة "رينو" الرياضية بعلامات عريقة من السيارات، فإنَّ دي ميو أقرَّ بأنَّ توقعات الشركة ستبقى متواضعة، مضيفًا: "ليس من المنطقي أن نتوقع أن تبيع (ألبين) مليون سيارة".

تصنيفات