جهاز مكافحة الاحتكار الكندي يُعرقل صفقة استحواذ بـ16 مليار دولار

time reading iconدقائق القراءة - 5
شعار شركة روغرز كوميونيكيشنز فوق مقر الشركة في تورنتو ، أونتاريو ، كندا - المصدر: بلومبرغ
شعار شركة روغرز كوميونيكيشنز فوق مقر الشركة في تورنتو ، أونتاريو ، كندا - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

أعلنت شركة "روغرز كوميونيكيشنز" (Rogers Communications) أنَّ جهاز مكافحة الاحتكار في كندا يعترض على استحواذها على شركة "شو كوميونيكيشنز" (Shaw Communications) المنافسة لها بقيمة 16 مليار دولار، مما يُلقي بظلال كثيفة من الشك حول إمكانية أن تغلق الشركتان صفقة من بين أكبر الصفقات في تاريخ البلاد.

أجّلت الشركتان الموعد النهائي لتنفيذ عملية الاندماج إلى 31 يوليو بدلاً من 13 يونيو، وأعلنتا أنَّهما مازالتا ملتزمتين بالصفقة، غير أنَّ محاولة "مكتب المنافسة الكندي" وقف الصفقة تعزز احتمال الدخول في معركة قانونية تمتد شهوراً.

قال مصدر مطلع على الموضوع، إنَّ شركة "روغرز" ترغب في تسوية الأمر بعيداً عن المحكمة، وقد فتحت الباب أمام بيع أصول إلى شركة الاتصالات "كيبيكور" (Quebecor)، ومقرها في مونتريال، في محاولة لحل المشكلة المرتبطة بمكافحة الاحتكار.

نشاط الاتصالات اللاسلكية

في العام الماضي، وافقت شركة "روغرز"، الشركة الكندية الأولى في تقديم خدمة الاتصالات اللاسلكية والسلكية، على شراء شركة "شو" بسعر 40.50 دولار كندي للسهم، في أكبر صفقة استحواذ في تاريخها.

ويعد نشاط الاتصالات اللاسلكية النقطة العالقة الرئيسية بالنسبة إلى الأجهزة التنظيمية، فشركة "فريدم موبايل" (Freedom Mobile) التابعة لشركة "شو" هي رابع أكبر شركة لتقديم خدمة الاتصالات اللاسلكية في كندا، وتوجد في أسواق رئيسية عديدة من بينها تورونتو وفانكوفر.

تستحوذ "روغرز" فعلاً على ما يزيد عن 11 مليوناً من عملاء الاتصالات اللاسلكية – أي نحو 30% من سكان كندا. وقد عيّنت الشركة بنك "باركليز" حتى ينظم مزاداً على "فريدم موبايل" لاعتقادها أنَّ ذلك سيحل مشكلة مكافحة الاحتكار.

بالإضافة إلى "كيبيكور"؛ عقدت شركة "روغرز" مباحثات بشأن "فريدم موبايل" مع شركة "أكسبلورنت كوميونيكيشنز" (Xplornet Communications) الكندية لخدمات الإنترنت، وشركة "ستونبيك بارتنرز" (Stonepeak Partners) التي تملك حصة مسيطرة فيها، ومقرها في نيويورك، بحسب مصدر مطّلع على الموضوع.

غير أنَّ بياناً صدر عن شركتي "روغرز" و "شو" صباح يوم السبت يشير إلى أنَّ "مكتب المنافسة الكندي" لم يقتنع باقتراحاتهما حتى الآن. ورفضت إيمي بوتشر، المتحدثة باسم مكتب المنافسة، التعليق على القضية. قائلة: "سنعلن عن معلومات أكثر تتعلّق بتحقيقاتنا في الوقت المناسب".

"اكتوى" من صفقة "مانيتوبا"

قال مايكل جايست، أستاذ القانون في جامعة أوتاوا الذي يتخصص في قانون الاتصالات والتكنولوجيا: "حقيقة أنَّ مكتب المنافسة يقوم بالتصعيد أعتقد أنَّها مسألة صحيحة من الناحيتين، وأرى أنَّها تبث رسالة – ليس بالنسبة لهذه الصفقة فقط؛ وإنما على نطاق أوسع – فهناك إرادة للتصعيد، وتحدٍ لعمليات الاندماج".

أضاف جايست في مقابلة أنَّ مكتب المنافسة "اكتوى" عندما سمح لشركة "بي سي إي" (BCE) بالاستحواذ على شركة "مانيتوبا تيليكوم سيرفيسيز" (Manitoba Telecom Services) في عام 2017، فقد تخارجت شركة "بي سي إي" من الشركة لصالح شركة "إكسبلورنت" التي فشلت في أن تصبح منافساً رئيسياً في مجال الاتصالات اللاسلكية في المنطقة الغربية الكندية، وأضاف أنَّ المخاطر في صفقة "روغرز-شو" أكبر من ذلك بكثير.

ربما ترغب الوكالة الحكومية في أن تتخارج "روغرز" لصالح شركة أكثر رسوخاً مثل "كيبيكور"، بحسب تصريح جايست. فهي منافس كبير في كيبيك ولديها 1.6 مليون مشترك مقارنة مع 2.2 مليون مشترك لدى شركة "شو".

لم نتمكّن من التواصل مباشرة مع متحدث باسم "كيبيكور" للتعقيب.

خبرات سابقة

قال دواين وينسك، أستاذ بجامعة كارلتون، عبر الهاتف: إنَّ إجراءات مكتب المنافسة ضد شركة "روغرز": "تستند إلى خبرة سابقة مع صفقة شركة "بيل-إم تي إس" (Bell-MTS)، وتستند بشكل أوسع على معرفته بشركة (إكسبلورنت)، وما يستغرقه بناء شركة رابعة قادرة على المنافسة هنا في كندا".

إذا لم تتم تسوية المسألة؛ فإنَّ مكتب المنافسة سيضطر إلى مناقشة القضية أمام "دائرة المنافسة في كندا"، وهي هيئة تشبه المحكمة، وتتعامل مع قضايا الاندماج وقضايا أخرى تؤثر على حرية المنافسة.

أعلنت شركتا "روغرز" و"شو" في بيان أنَّهما ستعارضان محاولات مكتب المنافسة التي تهدف إلى وقف الصفقة، وهما تحاولان أيضاً التفاوض على تسوية، وسوف تستمران في السعي إلى الحصول على موافقة "وزارة الابتكار والعلوم والتنمية الاقتصادية".

قال جايست: "ربما نحن على مشارف الدخول في عملية تقاضٍ طويلة".

انخفضت أسهم "روغرز" بنحو 7% خلال الشهر الماضي، وهبطت أسهم "شو" بنسبة 4% تقريباً وسط نقص في المعلومات المتعلقة بموافقة الأجهزة التنظيمية، وموجة بيع واسعة النطاق في أسواق الأسهم.

من دون هذه الصفقة؛ تقترب قيمة سهم "شو" من 30 دولاراً كندياً، وفق تصريح ماتيو دولجين، محلل لدى "مورنينغ-ستار". مضيفاً: "موجة بيع كبيرة على السهم للرد على الأنباء بأنَّ الصفقة لن تنفّذ؛ هي موجة مبررة من وجهة نظرنا، أنشطة شركة (شو) تعاني وتتعثر، وربما نفضّل عليها كبار المنافسين لها".

تصنيفات

قصص قد تهمك