كيف تفكر شركات النفط الصخري بشأن الإنتاج مع ارتفاع أسعار الخام؟

time reading iconدقائق القراءة - 5
منصة حفر أفقي ومضخة نفط في حقل بمقاطعة لي. ولاية نيو مكسيكو الأمريكية - المصدر: بلومبرغ
منصة حفر أفقي ومضخة نفط في حقل بمقاطعة لي. ولاية نيو مكسيكو الأمريكية - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

انضم ريك منكريف الرئيس التنفيذي الجديد لشركة "ديفون إنرجي" (Devon Energy Corp) إلى الرؤساء التنفيذيين لشركات النفط الصخري الذين دعوا إلى ضبط النفس بعدما أكد أن ارتفاعات أسعار النفط خلال الأسبوع الماضي لن تقوده لزيادة الإنتاج بغض النظر عن التكلفة كما حدث سابقاً.

وقال منكريف في مقابلة تلفزيونية "هناك صعوبة في عودة المنتجين الأمريكيين إلى نمو الإنتاج برقمين لعدة سنوات مقبلة". وأضاف "ترى إدارة الشركة إمكانية الحفاظ على مستويات الإنتاج الحالية خلال العام 2021".

وتتزامن تصريحات منكريف مع ما قاله سكوت شيفيلد الرئيس التنفيذي لشركة "بايونير للموارد الطبيعية" (Pioneer Natural Resources Co) وفيكي هولوب الرئيس التنفيذي لشركة "أوكسيدنتال بتروليوم" (Occidental Petroleum Corp) حيث دعا المسؤولون التنفيذيون الثلاثة إلى توخي الحذر بعدما دفع قرار السعودية المفاجئ بخفض الإنتاج خلال الشهرين المقبلين إلى رفع أسعار النفط. وأكدوا على أهمية التعلم من التدهور الكبير الذي تعرضت له الصناعة نتيجة سنوات من الإنتاج غير المنضبط وما نتج عن ذلك من ضياع رؤوس الأموال التي لم يتبقَّ منها سوى القليل لتأتي الجائحة وتزيد من خسائر المستثمرين.

وكانت ديفون قد أنهت استحواذها على "دبليو بي إكس للطاقة" (WPX Energy Inc) يوم الخميس. والتي أكدت بحسب تصريحات مونكريف الذي كان يدير دبليو بي إكس لستة أعوام سابقة، أن الشركة سوف تحافظ على إنتاجها دون تغيير عن مستويات الربع الأخير من العام الماضي.

كذلك قال هولوب في رده على سؤال حول ما إذا كانت شركة بايونير ستتمسك بمعدل إنتاجها؟، إن الشركة تستهدف نمو الإنتاج 5% فقط فيما سيكون هناك تركيز على خفض الديون.

فيما علق دوغ ساتلز الرئيس التنفيذي لشركة الاستكشاف "أوفينتيف" (Ovintiv Inc) في بث للمستثمرين عبر الإنترنت برعاية غولدمان ساكس يوم الخميس الماضي قائلاً:" هدفنا الآن الحفاظ على معدلات الإنتاج الحالية مستقرة" وأضاف "نحتاج إلى تعافي الأسواق العالمية كما تحتاج صناعتنا إلى الاستقرار وهو ما نسعى إلى تحقيقه".

ويتراوح إنتاج النفط الخام الأمريكي الآن حول 11 مليون برميل يوميا، ما يمثل 12% من حجم الطلب العالمي على النفط العام الماضي، فيما ينخفض بنحو 2 مليون برميل عن أقصى معدلات الإنتاج التي وصل إليها مطلع العام 2020. ويصعب على خليج المكسيك في الولايات المتحدة العودة بمعدلات إنتاج النفط الصخري على ما كانت عليه في وقت قريب بسبب التدهور المالي الذي تتعرض له شركات إنتاج النفط الصخري بالتزامن مع تعهدها بضبط الإنتاج خلال الفترة المقبلة.

ويبقى الخطر الذي يهدد أعضاء منظمة أوبك وحلفائها من المنتجين المستقلين في رغبة المديرين التنفيذيين لشركات النفط الصخري في استغلال ارتفاع أسعار النفط والعودة إلى استراتيجيتهم القديمة وقدرتهم على التوسع في الاستكشاف وزيادة الإنتاج بسرعة وتحقيق معدلات نمو مرتفعة. الأمر الذي يقابله صعوبة في إعادة تشغيل الحقول التقليدية التي تحتاج إلى سنوات فيما يمكن لمنتجي النفط الصخري بدء الإنتاج وإعادة التشغيل وضخ النفط في أسابيع فقط ما يمنحهم مرونة في خفض وزيادة الإنتاج بشكل سريع.

وتأكيداً لذلك، قالت شركة "ريستاد إنرجي" (Rystad Energy) يوم الخميس أنها ترى "ارتفاعا" في إنتاج النفط الصخري الأمريكي خلال العام بسبب ارتفاع الأسعار بدءاً من النصف الثاني من العام الماضي وبدعم من "هدية" السعودية الجديدة بالإعلان عن خفض الإنتاج.

كما قالت إسبين إيرلينغسن رئيس قسم الأبحاث في ريستاد: "هناك تزايد ملحوظ بدأ يظهر بالفعل، فقد ارتفع نشاط منصات الحفر الصغيرة 60% مقارنة بأدنى مستوى وصل إليه في أغسطس من العام الماضي".

موجة استحواذات واندماجات

كانت هناك العديد من الدعوات العام الماضي التي طالبت منتجي النفط الصخري بالاندماج لدعم قدراتهم المالية، وهو ما شهد استجابة شركات النفط الصخري المستقلة مؤخراً، حيث أعلنت كل من ديفون وبايونير عن العديد من صفقات الاستحواذ على شركات صغيرة خلال الأشهر الأخيرة من العام المنتهي.

وأشار منكريف إلى أن ديفون تحتاج إلى رأس مال تشغيلي يبلغ 1.7 مليار دولار لتغطية تكلفة حفر آبار جديدة وبدء عمليات التكسير اللازمة لتحقيق هدف الشركة بتثبيت معدلات إنتاج العام الماضي، فيما تواصل الشركة الانتهاء من خطتها للعام 2021 والتي يتوقع أن تعلن عن تقديراتها في الأسابيع المقبلة.

ولكنها أكدت أن الارتفاع الذي شهدته أسعار النفط الأمريكي الأسبوع الماضي والتي تخطت 50 دولاراً للبرميل للمرة الأولى منذ فبراير الماضي لن يغير من خطة الشركة.

وقال منكريف "إذا استمرت الأسعار في ذلك النطاق، سوف يدعم ذلك من التدفقات النقدية للشركة، لكن ذلك لن يغير من معدلات إنتاجنا".

تصنيفات