محكمة بريطانية تنظر نزاعاً بمليارات الدولارات بين الخطوط القطرية و"إيرباص"

time reading iconدقائق القراءة - 11
طائرة من طراز إيرباص A350 تابعة لشركة الخطوط الجوية القطرية  - AFP
طائرة من طراز إيرباص A350 تابعة لشركة الخطوط الجوية القطرية - AFP
المصدر:

رويترز

من المنتظر أن تتقابل شركة صناعات الطائرات "إيرباص" والخطوط الجوية القطرية وجهاً لوجه في المحكمة اليوم الخميس، في الوقت الذي دخل فيه نزاع بخصوص طائرات بمليارات الدولارات مرحلة مثيرة، وأزعج بعض رؤساء شركات الطيران.

ستطلب شركة الطيران الخليجية اليوم من قاضٍ بريطاني تمديد أمر يمنع "إيرباص" من إلغاء عقد لشراء 50 طائرة من طراز "إيه 321 نيو"، انتظاراً للانتهاء من جلسات الاستماع.

اتخذت "إيرباص" خطوة نادرة بوقف الطلبية في يناير رداً على رفض قطر تسلم طائرات "إيه 350" الأكبر حجماً، مشيرة إلى انهيار العلاقات.

وقفت قطر تشغيل 23 طائرة من طراز "إيه 350"، معربة عن مخاوفها من تأثر السلامة بسبب فجوات في طبقة الحماية من الصواعق، التي تُركت مكشوفة بسبب تشقق الطلاء.

وتقول إنها لن تتسلّم مزيداً من الطائرات حتى يجري توضيح السبب رسمياً، وتقاضي شركة "إيرباص" من أجل تعويضات آخذة في الزيادة وتتجاوز الآن مليار دولار.

المشكلات ضمن حدود السلامة المسموح بها

اعترفت "إيرباص"، أكبر شركة لصناعة الطائرات في العالم، بوجود مشكلات في الجودة بخصوص الطائرات، لكنها تصرّ على أن الضرر يقع ضمن حدود السلامة المسموح بها، مشيرة إلى أن الجهات التنظيمية الأوروبية تعتبرها صالحة للطيران، وأن شركات الطيران الأخرى تواصل تشغيلها.

لم يشارك رؤساء شركات طيران، اتصلت بهم "رويترز"، قطر مخاوفها بشأن صلاحية الطائرة "إيه 350" للطيران، لكنهم أعربوا عن قلقهم المتزايد بشأن حجم النزاع الذي أزعج إجماعاً واسعاً في القطاع بشأن السلامة.

قال الرئيس التنفيذي لشركة من عملاء "إيرباص" لوكالة "رويترز": "هذا ليس مفيداً للصناعة. ينبغي لهما إخراجها من قاعة المحكمة والتوصل إلى اتفاق".

وعرض عديد من الأطراف في الصناعة التوسط، لكن حتى الآن لا توجد مؤشرات على أي انفراجة، على الرغم من أن أياً من الجانبين لم يغلق الباب نهائياً أمام النقاش، وقالت "إيرباص" إنها تريد تسوية "ودية".

ستكون جلسة اليوم الخميس أول مواجهة مباشرة بعد عقد الجلسات الإجرائية عبر الإنترنت بسبب قيود كوفيد-19.

تلقي البيانات المقدمة قبل جلسة الاستماع غير العادية ضوءاً جديداً على التخطيط الصناعي وتفاصيل المفاوضات بشأن الطائرات، التي عادة ما يجري الاحتفاظ بها طي الكتمان.

سلطت القضية أيضاً الضوء على العلاقات الحساسة بين فرنسا، حيث يوجد مقر شركة "إيرباص"، وأحد أقرب حلفائها الخليجيين، في وقت برز فيه دور قطر كمنتِج للغاز، فيما تسعى أوروبا لتقليل اعتمادها على روسيا.

معركة مبيعات "إيرباص" ومنافستها "بوينغ"

ومن أجل اتخاذ قرار بشأن طلب قطر إصدار أمر قضائي، سيقيّم القاضي الجانب الذي سيخسر أكثر إذا أُلغي عقد "إيه 321"، وإلى أي مدى تكون الطائرة فريدة من نوعها في فئتها.

تدخل هذه القضية في صميم معركة "إيرباص" على المبيعات مع منافستها "بوينغ" في الجزء الأكثر ازدحاماً في السوق.

تفوقت "إيرباص" على "بوينغ" بنحو أربعة إلى واحد في سوق مبيعات الطائرات ذات الممر الواحد، وقال كريستيان شيرير مدير الشؤون التجارية في العام الماضي إنّ الطائرة "إيه 321 نيو" تتمتع "بقدرات لا مثيل لها (و) اقتصادات تشغيلية".

مع ذلك، قالت "إيرباص" في بيانات قُدمت مسبقاً إلى المحكمة، إنّ الخطوط الجوية القطرية يمكن أن تستبدل بالطائرات "إيه 321 نيو" المُلغاة طائرة "بوينغ 737 ماكس" المنافِسة، التي طلبتها مؤقتًا في ديسمبر، أو طائرات "إيرباص" المتاحة من شركات التأجير.

بعد الإجراءات في المحكمة العليا في لندن هذا الشهر، يتجه الجانبان إلى اجتماع يُحتمل أن يكون غير مريح في أكبر حدث سنوي في صناعة الطيران في يونيو، وقد نُقل إلى قطر بسبب قيود السفر في الصين.

قال ويلي والش، رئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي، يوم الأربعاء، إنه لا يتوقع أن يصرف الخلاف الانتباه عن الاجتماع الذي من المرجح أن يركز على تأثير الصراع في أوكرانيا.

تصنيفات

قصص قد تهمك