الشرق
ارتفعت أرباح شركة أرامكو السعودية عن عام 2021 إلى أعلى مستوى منذ إدراجها في السوق المالية السعودية، مستفيدة في ذلك من ارتفاع أسعار النفط الخام، وتوحيد نتائج أعمال "سابك" لسنة كاملة، إضافة إلى زيادة كبيرة في هوامش ربح أعمال التكرير والكيمياويات.
أعلنت "أرامكو" أكبر شركة منتجة للنفط في العالم، عن توزیع أرباح نقدیة للمساھمین بقیمة 70.33 ملیار ريال عن الربع الرابع من عام 2021، إضافة إلى توصية من مجلس الإدارة برسملة 15 مليار ريال من الأرباح المُبقاة ومَنْح سهم مجاني لكل 10 أسهم.
أهم نتائج 2021 على أساس سنوي
- بلغ صافي الربح 412.4 مليار ريال بنمو 124.4%
- الإيرادات ارتفعت بنسبة 75.3% لتسجل 1.3 تريليون ريال
- بلغت التدفقات النقدية الحرة 403.0 مليار ريال مقابل 184.3 مليار ريال
- تراجع نسبة المديونية إلى 14.2% مقارنةً بـ23%
أرباح الربع الرابع زادت 131% على أساس سنوي لتصل إلى 121 مليار ريال
الإنفاق الرأسمالي
تتوقع "أرامكو" زيادة الإنفاق الرأسمالي خلال العام الحالي ليتراوح بين 150 إلى 187.5 مليار ريال مقارنة مع 119.6 مليار ريال في 2021، مرجعة هذه الزيادة إلى نمو الأنشطة المتعلقة بمشاريع زيادة إنتاج النفط الخام، ومعمل غاز تناقيب، وبرامج الحفر التطويرية.
ارتفع سهم "أرامكو" مطلع تداولات سوق الأسهم السعودية، اليوم الأحد بنحو 4% مسجلاً سعر 43.85 ريال.
قال رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، أمين الناصر، "النظرة الحالية لسوق النفط تبدو متقلبة، غير أن خططنا الاستثمارية تهدف إلى الاستفادة من الطلب المتزايد على المدى الطويل للحصول على طاقة موثوقة ومستدامة وبأسعار معقولة، ويشمل ذلك زيادة الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة من الخام، وتنفيذ برنامجنا لتوسيع إنتاج الغاز، والتوسع في أنشطة تحويل السوائل إلى كيمياويات".
كانت أرباح "أرامكو" قد انخفضت بنسبة 44.4% في 2020، الأمر الذي وصفه الناصر آنذاك بأنه "أحد أشدّ الأعوام صعوبةً وتحدّياً بهذا العصر" وتوقّع حينها أن يعود الطلب العالمي على النفط في النصف الأول من 2021 لنفس مستويات ما قبل جائحة كورونا.
أكد الناصر في بيان اليوم الأحد، أن "أرامكو" السعودية ستواصل الاستثمارات في احتجاز وتخزين الكربون، ومصادر الطاقة المتجددة، وإنتاج الهيدروجين منخفض الكربون، بما يدعم التحول في قطاع الطاقة العالمي، ويسهم في الوصول إلى الحياد الصفري في الانبعاثات الكربونية.
بلغ متوسط إنتاج أرامكو السعودية من المواد الهيدروكربونية 12.3 مليون برميل مكافئ نفطي في اليوم خلال عام 2021، منها 9.2 مليون برميل في اليوم من النفط الخام، فيما تواصل الشركة المضي قدماً في خططها الرامية إلى زيادة الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة إلى 13 مليون برميل في اليوم بحلول عام 2027.
تخفيض المديونية
تعليقاً على نتائج "أرامكو"، ركز المحلل المالي بقناة "الشرق" محمد عادل على الربع الرابع تحديداً، حيث حققت الشركة أعلى أرباح فصلية منذ إدراج أسهمها ببورصة الرياض، وذلك بواقع 121 مليار ريال، أي بزيادة 131% على أساس سنوي، و6.5% ارتفاعاً عن أرباح الربع الثالث من عام 2021.
هذه الأرباح، ساهمت بتخفيض الشركة لنسبة المديونية إلى 14.2% مقابل 23% في نهاية 2020، بما يماثل اتجاه شركات الطاقة الكبرى لخفض مستويات ديونها، مستفيدةً من ارتفاع أسعار النفط.
كما لفت عادل إلى أنه رغم وجود فائض طاقة إنتاجية لدى أرامكو بنحو مليوني برميل يومياً، إلاّ أن الشركة قررت زيادة الانفاق الاستثماري من 31 مليار دولار العام الماضي إلى 50 مليار دولار للعام الحالي، أي بزيادة أكثر من 60%، في حين لم يتجاوز متوسط زيادة الانفاق الاستثماري لشركات الطاقة العالمية للفترة عينها نسبة 15.5%. مُضيفاً أن هذه الاستثمار يُتيح للسعودية القدرة على رفع إنتاجها من النفط لتلبية الطلب المتنامي بالأسواق العالمية، وذلك وفق اتفاق "أوبك+" الذي تركز المملكة على أهمية استمراره.
تطوّرات كبرى
شهد شهر فبراير الماضي تطوّراً بارزاً بالنسبة لشركة أرامكو، تمثل بإعلان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن نقل 4% من أسهمها إلى صندوق الاستثمارات العامة، بقيمة تُقدّر بنحو 300 مليار ريال، وفق سعر السهم حينه.
في 10 مارس، دخلت أرامكو بشراكة استثمارية لتطوير منشأة تضم مصفاة لتكرير النفط بطاقة 300 ألف برميل يومياً، ومجمّعاً متكاملاً للبتروكيماويات في شمال شرق الصين، بكلفة 10 مليارات دولار بحسب تقديرات بلومبرغ.
إلى ذلك، شهد عام 2021 إطلاق أرامكو لبرنامج التوسع بأعمال الغاز ومراحل التطوير التجاري في حقل الجافورة، الذي يُتوقّع ان ينتج ملياري مكعب من الغاز يومياً بحلول 2030.
تأسست شركة "أرامكو السعودية" عام 1988، وأُدرجت في سوق الأسهم السعودية في عام 2018، ويبلغ رأس المال الحالي للشركة 60 مليار ريـال مدفوعاً بالكامل، مقسماً إلى 200 مليار سهم.