بلومبرغ
أوقفت مختلف الشركات العاملة في صناعات السجائر والسيارات، وحتى تعبئة زجاجات المشروبات الإنتاج في أوكرانيا، مع تقدم القوات الروسية داخل البلاد، مما يضيف المزيد من العراقيل أمام سلاسل التوريد الضعيفة بالفعل.
قالت شركة "جابان توباكو" اليوم الجمعة، إنَّها أوقفت عملياتها في مصنعها بمنطقة كريمنشوك في وسط أوكرانيا، والذي يعمل فيه نحو 900 موظف. كما أوقفت "كوكاكولا إتش بي سي" لتعبئة الزجاجات عملياتها في الدولة، وأرسلت العمال إلى منازلهم، لتنضم بذلك إلى عدد متزايد من الشركات التي اتخذت القرار نفسه، بما في ذلك "كارلسبرغ"، و"نستلة"، و"إيه بي إينبيف إيفس" (AB InBev Efes)، وهي مشروع مشترك بين "أنهاوسر - بوش إنبيف" (Anheuser-Busch InBev NV) و"أنادولو إفيس" (Anadolu Efes)، ممن أوقفوا جميعاً الإنتاج في أوكرانيا بسبب الحرب.
يرفع العدوان الروسي على أوكرانيا من حدة الضغوط المفروضة على سلاسل التوريد، التي تفاقمت بالفعل بسبب موجات تفشي فيروس كورونا، والقيود المفروضة على السفر، والعجز المتكرر في المكوّنات الرئيسية مثل الرقاقات الدقيقة. كما سيتأثر نقل البضائع من الصين إلى أوروبا، حيث تمر السفن عبر هذه المنطقة، بحسب ما قال لوكا سيلفا، الرئيس التنفيذي لشركة "آي تي تي"، المتخصصة في صناعة المضخات ومكونات الآلات.
فيما يلي بعض التداعيات التي أثرت في الشركات بسبب المعارك الحربية:
أسعار الشحن
قالت شركات "طوكيو مارين هولدينغز"، و"سوميتومو ميتسوي مارين"، و"سومبو جابان إنشورنس"، إنَّ البحر الأسود سيُصنّف كمنطقة مرتفعة الخطورة بدءاً من مارس المقبل، وسيؤدي هذا على الأرجح إلى رفع أقساط التأمين المطلوبة لشحن البضائع أو نقلها عبر هذه المياه. ومن غير الواضح إلى متى سيستمر هذا التغيير.
في الـ 15 من فبراير؛ أُضيفت المياه الأوكرانية والروسية في البحر الأسود وبحر آزوف إلى قائمة المناطق المعرضة للخطر، وذلك بقرار من اللجنة الحربية المشتركة، التي تضم ممثلين عن "لويدز أوف لندن" (Lloyd’s of London)، و"إنترناشيونال أندررايتنغ أسوسيشن أوف لندن".
قالت "لويدز" على موقعها الإلكتروني: "لم تقع أي حوادث بحرية، لكنَّ احتمالية حدوث خطأ في التقديرات واضحة".
النقل بالسكك الحديدية
أوضح سيلفا من شركة "آي تي تي"، خلال مؤتمر للقطاع، عُقد الثلاثاء الماضي، أنَّ نقل البضائع من الصين إلى أوروبا "سيتأثر بالحرب المشتعلة في أوكرانيا".
اعتمدت الشركات بصورة أكبر على نقل البضائع باستخدام السكك الحديدية، بعدما قفزت أسعار الشحن البحري، بسبب تكدس الموانئ خلال الجائحة.
الأغذية والمشروبات
قالت "كوكاكولا إتش بي سي"، إنَّها أصدرت "خططاً للطوارئ، تتضمن: وقف الإنتاج في أوكرانيا، وإغلاق المصنع، ومطالبة العاملين لديها في البلاد بالمكوث في منازلهم، واتباع الإرشادات المحلية".
أوقفت شركة صناعة مشروب الشعير الدنماركية "كارلسبرغ"، التي يوجد لديها 1300 عامل في أوكرانيا عملياتها في 2 من أصل ثلاثة مصانع، وسرّحت العمال إلى منازلهم. أما "نستلة"؛ أكبر شركة للأغذية في العالم، فأغلقت 3 مصانع مؤقتاً، ولديها 5 آلاف عامل في البلاد.
صناعة السيارات
توقَّعت "فيتش سوليوشنز" للمخاطر الدولية وأبحاث الصناعة فرض اليابان والاتحاد الأوروبي لـ"عقوبات موسّعة" على روسيا، مما "يزيد من صعوبة استمرار" عمليات شركتي "تويوتا موتور"، و"فولكس واجن" في البلاد.
كتبت "فيتش" في تقرير: "نتوقَّع ممارسة أصحاب المصلحة الضغوط على الشركات لإقناعهم بإعادة النظر في عملياتها".
تنذر العقوبات الأمريكية على شركات التكنولوجيا بتأجيج مخاطر نقص الرقائق بين شركات صناعة السيارات في روسيا، المعرضة كذلك لمخاطر خسارة إمدادات مكوّنات السيارات التي تستوردها من الاتحاد الأوروبي، وفقاً للتقرير.
كما سيكون للنزاع عواقب على قطاع السيارات العالمي أيضاً، لأنَّ روسيا أحد أكبر منتجي المواد الخام الداخلة في صناعة المركبات الكهربائية، والسيارات التي تعمل بالبترول والديزل، بحسب ما أردف التقرير.
تعتبر روسيا ثالث أكبر مورّد في العالم للنيكل المستخدم في صناعة بطاريات الليثيوم، كما توفر 40% من البلاديوم المطلوب للمحوّلات الحفازة، في حين يأتي 90% من لوازم النيون المطلوب لصناعة أشباه الموصلات من أوكرانيا، بحسب "فيتش".
اختتمت "فيتش": "حدوث أي اضطرابات في إمدادات هذه المواد الخام ستكون له تأثيرات وخيمة على شركات صناعة السيارات حول العالم، خاصة في أوروبا، وأمريكا الشمالية".