"فولكس واجن" أدركت منطقية إدراج "بورشه" معشوقة المصرفيين

التوقيت مثالي لإدراج أسهم أي شركة في ظل تهديد حرب أوكرانيا ومخاطر رفع أسعار الفائدة

time reading iconدقائق القراءة - 14
سيارة من انتاج \"بورشة\" على مضمار في لوس أنجلوس - المصدر: بلومبرغ
سيارة من انتاج "بورشة" على مضمار في لوس أنجلوس - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

لو شئت أن تصمم شركة سيارات بحيث تتلقى تقييماً رفيع المستوى في أسواق رأس المال؛ فإنَّها ستأتي مشابهة لشركة "بورشه".

تحقق "بورشه"، كما هو حال منافستها "فيراري"، هوامش ربحية ممتازة، وتتمتع بشهرة تراث الفخامة والأداء الرياضي، علاوة على أنَّ لديها استراتيجية رائعة لإنتاج سيارة كهربائية تنافس بها شركة "تسلا". بل إنَّ "بورشه تايكان" الكهربائية تحقق مبيعات تتجاوز مبيعات الطراز "911".

قد تصل قيمة "بورشه"، كشركة منفصلة قائمة بذاتها، إلى 80 مليار يورو (91 مليار دولار). لهذا أرى، ومعي تقريباً كل من يتابعون شركة "فولكس واجن" الأم، ومنذ فترة طويلة أنَّ أفضل ما تفعله هو إدراج أسهم "بورشه" كشركة منفصلة. إذ لا يتجاوز رأس المال السوقي لمجموعة "فولكس واجن" بكاملها 100 مليار يورو.

يبدو أخيراً أنَّ ذلك سيتحقق. فقد أعلنت "فولكس واجن" الثلاثاء إجراء مفاوضات متقدمة مع شركة عائلتي "بورشه"، و "بيخ" القابضة تتعلق باحتمال طرح أسهم شركة "بورشه" لإنتاج السيارات طرحاً أولياً للاكتتاب العام.

توقيت غير مناسب

ليس هذا التوقيت المثالي لإدراج أسهم شركات مهما كان نوعها نتيجة اضطراب أسواق المال بسبب تهديدات الحرب في أوكرانيا، ومخاطر رفع أسعار الفائدة.

ما تزال هناك تفاصيل ضرورية تحتاج إلى الترتيب، ولا توجد ضمانة لأن تبلغ هذه العملية خط النهاية. غير أنَّ حقيقة أننا وصلنا إلى هذه النقطة تعد معجزة صغيرة.

ليس للمؤسسات الاستثمارية أي تأثير يذكر على شركة "فولكس واجن". فعائلات "بورشه"، و "بيخ"، وولاية ساكسونيا السفلى، والنقابات العمالية، جميعها تتصدر للقيادة، وللأسف؛ فإنَّها نادراً ما تتفق.

لكنَّ جمعهم لمجموعة مستقرة ورائعة من العلامات التجارية على مدى سنوات يجعل موقفها الافتراضي هو عدم بيعها، في حين يبدو أنَّ الحرس القديم من أعضاء مجلس إدارة "فولكس واجن" أنفسهم أدركوا عدم إمكانية الحفاظ على الوضع الحالي أو استمراره.

يجب على "فولكس واجن" أن تصلح مصانعها إصلاحاً شاملاً، وأن تتوقف عن الاعتماد على محركات الاحتراق الداخلي خلال 10 أعوام، ومع انخفاض تقييمها؛ سيصعب عليها إنجاز ذلك.

تأتي"تسلا" غير محملة بأي أعباء من الماضي، لذا تبلغ قيمتها نحو 900 مليار دولار. نتج عن بيع "تسلا" حصة منها توفير أموال لبناء مصنع لها في ألمانيا في الفناء الخلفي لشركة "فولكس واجن".

شركات بحاجة للتطور

تعي شركات ألمانيا التي تتسم ببطء الحركة أنَّها يجب أن تتغير. أعادت على سبيل المثال شركة "دايملر" تسمية نفسها إلى الاسم الأكثر إثارة من ذلك بكثير، وهو "مرسيدس-بنز"، وفصلت نشاط إنتاج حافلات النقل إلى شركة منفصلة العام الماضي.

أرشدت شركة "سيمنز" من خارج صناعة السيارات نظيراتها إلى الطريق عبر إدراج العديد من وحداتها في البورصة كشركات مستقلة. ربما تكون شركة توريد أجزاء السيارات "كونتيننتال" هي الشركة التالية التي قد تنقسم.

إنَّ إدراج شركة "بورشه" في البورصة؛ يعد أهم الخطوات التي تستطيع "فولكس واجن" اتخاذها حتى تتخلص من تكلفة مجموعة الشركات المركبة.

لا يسمح الهيكل الحالي لشركة "فولكس فاجن" بفصل نشاطها لإنتاج السيارات الكهربائية عن نشاط إنتاج محركات الاحتراق الداخلي، لأنَّهما شديدا الارتباط والتداخل على مستوى العلامة.

لا يتضح لماذا يفضل صنّاع القرار في "بورشه"، و"فولكس واجن" طرح أسهم للاكتتاب العام بدلاً من فصل الشركة إلى شركة مستقلة، وهي عملية أبسط بكثير.

تعارض المصالح

إذا كانت عائلات "بورشه-بيخ" تنوي بيع بعض أسهمها في شركة "فولكس واجن" لشراء حصة أكبر في "بورشه"، وهي مصدر فخرهم ومتعتهم، كما قالت صحف ألمانية؛ فقد يترتب على ذلك عدة أشكال مثيرة من تعارض المصالح.

أعلنت الشركة العائلية القابضة، التي تسمى "بورشه أوتوموبيل هولدينغ"، وهو ما يحدث الالتباس، أنَّها قد تستحوذ على أسهم لها حق التصويت في الطرح الأولي لشركة "بورشه"، بحسب بيان منفصل.

من مصلحة شركة "فولكس واجن" أن تحصل على أعلى قيمة ممكنة مقابل شركة "بورشه"، في حين أنَّ العائلات من مصلحتها نظرياً أن تشتري أسهمها بسعر رخيص. وهي تملك حصة الأغلبية في حقوق التصويت في شركة "فولكس واجن"، ولها عدة مقاعد في مجلس إدارتها. وما يساعد العائلات هو أنَّ الأسهم العادية في "فولكس فان"، التي لها حق التصويت؛ تدر حالياً عائداً كبيراً مقارنة مع أسهم ممتازة أكثر سيولة والتي لا يحق لحامليها التصويت.

قد تقرر شركة "فولكس واجن"، على خلفية سجلها ذي النزعة المحافظة، بيع حصة صغيرة نسبياً في "بورشه"، مما قد يؤثر سلباً في إمكانية رفع التقييم.

حدث أمر شبيه بذلك، إذ باعت الشركة حصة 10% من شركة "تراتون" (Traton) المتخصصة بإنتاج سيارات النقل في 2019.

برغم ذلك؛ فإنَّ طرح أسهم "بورشه" للاكتتاب العام خطوة كبيرة للأمام، فالمصرفيون يحبون سيارات"بورشه"، والآن سيستطيعون شراء أسهمها أيضاً.

هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات
النشرة البريدية
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
سجل الان