بلومبرغ
بعد ست سنوات من تدشين شركة "بورينغ" (Boring Co.)، المملوكة لإيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، خططاً ضخمة للتغلب على أزمة المرور الخانقة التي يعاني منها العديد من أكبر المدن الأمريكية وأكثرها ازدحاماً، حوّلت الشركة تركيزها إلى حد كبير إلى نيفادا وتكساس، وهما الولايتان اللتان تقدمان أطراً تنظيمية أقل بكثير من مواقع أخرى.
طالع المزيد: "بورينغ" التابعة لـ"إيلون ماسك" تقترب من الفوز بمشروع بناء نفق في فلوريدا
تقدمت "بورينغ" بمقترح بشأن العديد من مشاريع البنية التحتية على نطاق أصبح ضئيلاً في الولايات المتحدة. وأعلنت عن خطط لبناء أنفاق لحركة مرور الركاب بين واشنطن العاصمة ونيويورك، وذلك أسفل الطريق 405 السريع المكتظ في لوس أنغلوس، وبين وسط مدينة شيكاغو ومطار "أوهير" الدولي. قرر التنفيذيون في "بورينغ" التراجع عن تنفيذ مشاريع طموحة في ولايات بما في ذلك كاليفورنيا، وذلك وفقاً لشخص مطلع على الأمر طلب عدم الكشف عن هويته لأنه غير مصرح له بالحديث عن خطط الشركة. ورفض ممثل الشركة التعليق.
اقرأ المزيد: مشروعا أنفاق إيلون ماسك يتوقفان قبل البدء بالحفر
بدلاً من ذلك، تعمل "بورينغ" في بفلوغرفيل بولاية تكساس، وهي بلدة قريبة من أوستن المجاورة لموقع مصنع "غيغا تكساس"، التابع لـ "تسلا" والبالغة مساحته ثمانية ملايين قدم مربع.
في العام الماضي، تقدمت الشركة بطلب للحصول على تصاريح لتطوير الأراضي التي اشترتها في "باستروب كاونتي" القريبة، وفقاً لوثائق حصلت عليها "بلومبرغ بيزنس ويك" عبر طلب سجلات عامة. وتعمل الشركة على إنشاء مجمع، بتصاريح معتمدة للإسكان في الموقع، وهو مصمم لمساعدتها على تعزيز تقنياتها لبناء أنفاق منخفضة التكلفة.
اقرأ أيضاً: الولايات المتحدة تُحقق في نظام قيادة "تسلا" بعد ارتطامات بسيارات طوارئ
أنفاق حسب الضرورة
في شهر مايو الماضي، تقدمت "بورينغ" بطلب للحصول على تصريح لموقع اختبار البحث والتطوير، والذي حصلت عليه في الشهر التالي. وتظهر الوثائق أن خطط الشركة تتضمن "العديد من الأنفاق حسب الضرورة" لأغراضها. ويبلغ طول كل نفق 300 قدم إلى 600 قدم، ويتم حفره باستخدام آلة ثقب تسمى "بروفروك" (Prufrock)، وهي متطورة عن تلك الآلة المستخدمة في حفر الأنفاق أسفل مركز المؤتمرات في لاس فيغاس والتي ظلّت في الخدمة منذ ما يقرب من عام. وتعد تربة تكساس أكثر مسامية من تربة فيغاس الرملية، مما يمنح الشركة فرصة لممارسة حفر الأنفاق في مجموعة مختلفة من الظروف. تحدد المستندات أيضاً ثلاث صوامع للجص بارتفاع 40 قدماً، ونظام تخزين رأسي بطول 35 قدماً للأحزمة المستخدمة لسحب النفايات من الأنفاق، والمقطورات لاستخدامها كمساحة مكتبية، ومنطقة عمل كبيرة من الخيام ومنافذ وسياج محيطي متصل بسلاسل.
يضم مخطط سكن الموظفين عشرة مساكن سابقة التجهيز يحتوي كل منها على غرفة نوم واحدة. وتعد المباني صغيرة الحجم، بمساحة 550 قدماً مربعاً، لكنها أنيقة ولكل منها سقف بزاوية وفيرة من النوافذ. وهناك أيضاً مخطط تفصيلي لهيكل "مقهى وبيع بالتجزئة في المستقبل"، ولكن يشير المخطط إلى أنه ليس جزءاً من التطبيق في الوقت الحالي.
سحب مشروعات طموحة
يأتي التطوير في تكساس في الوقت الذي كانت فيه "بورينغ" تتخلى عن مشروعاتها الطموحة في أماكن أخرى. وفي شيكاغو، لم يخض العمدة الذي دافع عن مشروع المطار إعادة الانتخاب، وفقد المشروع بريقه. وفي يناير الماضي، قال مسؤول في مقاطعة سان برناردينو بكاليفورنيا إن "بورينغ" تغاضت عن تقديم لغة منقّحة لعقد معلق بشأن مشروع نفق من "رانشو كوكامونغا" إلى مطار "أونتاريو" الدولي.
ليس من المتوقع أن تقدم الشركة عطاءات في المرحلة التالية لهذه المهمة التي تتطلب التنفيذ على مدار عدة سنوات، على الرغم من أنها قد تشارك لاحقاً.
دافع دين ترانتاليس، عمدة "فورت لودرديل" العام الماضي بحماس عن مشروع نفق لشاطئ المدينة بنته "بورينغ". كما أنه يدافع عن نفق كجزء من مشروع منفصل للسكك الحديدية للركاب، مشيراً إلى أن المشروع مرتبط بالشركة، على الرغم من أن متحدثة قالت في رسالة عبر البريد الإلكتروني في يناير الماضي إن "بورينغ ليست جزءاً من المحادثات في هذا الوقت".
تعد تكساس موقعاً طبيعياً بالنسبة إلى ماسك، الذي يقضي الوقت في الولاية وينقل المزيد من مشاريعه إلى هناك. وكان المسؤولون ومجموعات أعمال في تكساس يروجون لها بشدة باعتبارها مكاناً يتيح لرجال الأعمال العمل فيه دون قيود يمكن أن تواجههم في مكان آخر. وتقول كاتي غرير، من جمعية تكساس للأعمال: "البيئة التشريعية في تكساس أسهل بكثير منها في كاليفورنيا. وهذا بالتأكيد سبب رئيسي لمجيء الشركات".